بقلم : محمود خليل | الثلاثاء ٩ يونيو ٢٠١٥ -
٢٤:
١١ ص +02:00 EET
محمود خليل
هذه الرسالة وصلتنى من شاب اسمه «أسامة محمد مصطفى مصطفى إسماعيل» يشتكى فيها ظلماً بيناً وقع عليه، وبدورى أضع هذه الشكاية أمام كل من المستشار محمد حسام عبدالرحيم رئيس مجلس القضاء الأعلى، ومن قبله الرئيس عبدالفتاح السيسى، علّها تعطيه ومسئولينا فكرة عن الأسباب الكامنة وراء الفجوة الحادثة حالياً بين الشباب والدولة فى مصر. يقول «أسامة»: «تخرجت فى كلية الحقوق- جامعة عين شمس بتقدير تراكمى جيد، وتقدير جيد جداً فى السنة الرابعة، تقدمت بعدها لمسابقة تعيين معاون نيابة -دفعة 2011- وعلى الرغم من توافر شروط المسابقة المعلنة سلفاً فى حقى، إلا أننى فوجئت بصدور قرار السيد رئيس الجمهورية رقم (202 لسنة 2014) والمنشور فى الجريدة الرسمية بتاريخ 10/7/2014 والخاص بتعيين (485 معاون نيابة) من دفعة (2011 جيد) متخطياً أحقيتى فى التعيين، حيث تم تعيين من هم أقل منى فى التقدير والمستوى العلمى بداية من الرقم (47) وحتى نهاية القرار، وذلك على مستوى الجامعات المصرية، والجدير بالذكر أنه تم قبول نحو ثلاثين زميلاً من دفعة 2011 جيد - إنجليزى- جامعة عين شمس من بينهم (24) زميلاً أقل منى تقديراً وترتيباً. وأود أن أنوه أيضاً لسيادتكم أن والدى ووالدتى من حملة المؤهلات العليا. فالوالد حاصل على ليسانس آداب بالإضافة إلى ليسانس حقوق، والوالدة حاصلة على بكالوريوس تجارة، بالإضافة إلى أن كلاً منهما مدير عام».
انتهت رسالة «أسامة»، وقد أرسل معها العديد من البيانات التى تدلل على كل ما ذهب إليه فيها. أعلم أن القصة قديمة ومتكررة وتكاد تصبح واحدة من أحاديث الصباح والمساء فى مصر، وقد طفت على سطح الأحداث عدة مرات منذ عام 2013 وحتى الآن، وما زال الشباب المتضررون من الاستبعاد من وظيفة معاونى النيابة، رغم انطباق الشروط عليهم، يصرخون مرة للمستشار رئيس مجلس القضاء الأعلى، وقبل أن يبح صوتهم يجهرون بالنداء على الرئيس عبدالفتاح السيسى لينقذ حلمهم فى التعيين فى سلك النيابة، ويرفع الظلم الواقع عليهم، جراء تجاوزهم فى التعيين، واختيار من هو أقل منهم من ناحية انطباق الشروط المطلوبة فى الوظيفة عليه. الصرخات تعالت، ومن بينها صرخة «أسامة»، وما من مجيب، ولك أن تتصور كمّ الإحباط الذى يمكن أن يقع هذا الشباب فى شراكه، وهم يرون بأعينهم كيف يختل ميزان العدل فى حياتهم.
أى مجتمع يحلم بالنهضة مطالب بالتصالح مع شبابه، وعدم جدية القائمين على شأن المجتمع فى عقد هذه المصالحة وإرضاء الأجيال الجديدة، ومنحها الأمل، يعنى فى المقابل عدم جدوى أى سعى نحو التنمية، إنه يعنى ببساطة أن الكبار يلكلكون بشعارات تهدف إلى تنويم الشباب، وما ينيمون إلا أنفسهم، وسوف يستيقظ الجميع بعد ذلك على الفشل.
إننى أطالب الرئيس «السيسى» بكف أيدى مؤسسات الدولة عن الشباب، وعن إحباط الأجيال الجديدة التى تحلم بمصر مختلفة، بعد أن شاركت فى ثورتين قادرتين على «تعتعة» الحجر، لكنهما إلى الآن عاجزتان عن تعديل أسلوب الكبار فى التفكير. كفانا إحباطاً للشباب، لأن ثمن هذا الإحباط سيكون باهظاً على الجميع، أبهظ مما نتخيل!.
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع