عام كامل مر على تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئولية حكم مصر، الحقيقة وربما أكون منحازا للرجل، بل ومتعاطفا معه، أري أن الإنجاز الأكبر الذي يمكن أن أحسبه له أنه وحتى الآن لم ييأس ولم يصبه الإحباط ، ولا يزال بذات الطموح والرغبة في انتشال هذا البلد من كبوته، التي انغمس فيها عقودا طويلة، وفقد خلالها كافة فاعلياته وكفاءاته وفقد جديته وضميره!
أتعجب من أن الرئيس السيسي لا زال متحمسا، ويسعي في كل الاتجاهات رغم حالة الاسترخاء، وربما "الاستهبال" التي تسيطر على غالبية الناس في مصر.
الكل وكل حسب حجم وعيه وإدراكه يبدو متفرجا، وكأنه غير معني بما يجري، لا أجد إلا أقل القليل ممن يبادر بالسعي للمشاركة في محاولة إعادة حركة هذا البلد إلى الدوران.
المحسوبون على النخب المختلفة، جاهزون فقط بالانتقاد لما قد يحدث، ويكون أمرا غير مكتمل من الحكومة أو من الرئيس!
السياسيون، يتعمدون الاستمرار في التعطل والعزوف عن المشاركة في أن يكونوا جزءا من النظام، حتى لو من صفوف المعارضة، إما عن جهل أو عن عمد، رغم أنني أري أن غياب الحزب الوطني والإخوان خلق حالة من الفراغ تنتظر من يملؤها بتواجد حقيقي بين الناس!
الإعلاميون ليسوا أسعد حالا من السياسيين، بل إنهم جنحوا ودون أن يدروا إلى تقمص أدوار الزعماء، غالبية وزراء السيسي لا يدركون أهمية الوقت الذى ضاع من هذا الوطن، لا يدركون أنهم في مهمة بالغة الصعوبة والقسوة لانتشال البلد من الضياع، وجنح أغلبهم إلى الراحة والانزواء!
رغم كل هذه السلبية وعدم الجدية، إلا أن السيسي لا زال مندفعا وبقوة من أجل استنهاض البلد من غفوته!
أقرر وبلا مواربة إنني انحاز للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وضع رقبته على كفه يوم 30 يونيو، عندما قرر أن يساند، مع جيشه الوطني، غالبية أبناء الشعب في خروجهم لإقصاء الإخوان، خرج ومعه الجيش لإبعاد نظام حكم لو استمر عاما واحدا إضافيا، لتحولت مصر على يدي رموزه وقياداته ومسانديهم إلى ساحة واسعة للعنف والفوضى والدماء، ودعوني وقبل أن يراجعني، أو يسبني، أحد من الإخوان أو ممن يحترمونهم وليسوا منهم، دعوني أذكر فقط بذلك الخطاب التحريضي الذي ألقاه أحد أنصار مرسي ما تسبب في خروج غالبية أهالي قرية أبومسلم، اعتقادا منهم بأن صاحب الفتوي يفتي بما أمر الله، وقاموا بقتل الشيخ حسن شحاتة وعدد من مرافقيه، بدعوى أنهم شيعة، رغم أن المولي سبحانه وتعالي أمر رسوله الكريم بأن يدع الكفار ويتركهم لحال سبيلهم!
أدعو الله أن يظل السيسي على حالة الحماس المشتعلة بداخله للنهوض بالبلاد، كما أدعو المولي سبحانه وتعالي أن يوقظ الغافلين!
نقلا عن فيتو