الصدفة ليست مجرد لحظة عابرة، لكنها تاريخ يستهدفه المجرمون أحيانا!! فقد اغتال «التتار الجدد» كما أسميهم، الإخوان سابقا، المفكر «فرج فودة» يوم 9 يونيو 1992 وبعدها استهدفوا الرائد «محمد أبو شقرة» فى اليوم نفسه 2013.. وبين الجريمتين 21 عاما بحساب الزمن، وبين الجريمتين بداية لحظة تاريخية ثم نهايتها، ففى الجريمة الأولى تم إطلاق الرصاص، مستهدفين جس نبض نظام «حسنى مبارك» الذى اعتقدوا أنها لحظة نهايته، أما الجريمة الثانية فقد كانت احتفالا بانتصارهم وتمكنهم، وبينهما كان «الشعب المصرى العريق» يفكر فى موقفه الحاسم، تجاه تلك العصابة التى أسسها «نصاب» اسمه «حسن البنا»، وذلك ليس اسمه.. وشهرته «حسن الساعاتى»، لمجرد أن أباه تعلم «تصليح الساعات» أما اسمه المثبت فى الأوراق الرسمية فهو «حسن أحمد عبدالرحمن»!!
يوم 9 يونيو عام 1992 تم اغتيال المفكر «فرج فودة» بعد أن امتلك الجرأة، مع ناصية الحقيقة، بعد أن واجههم فى مناظرة علنية بمعرض القاهرة للكتاب، وكانت جماعة «التتار الجدد» فى تلك اللحظة تحاول اختبار قدرة النظام على مواجهتهم، وفى اليوم ذاته من عام 2013 أطلقوا الرصاص على الرائد «محمد أبو شقرة» اعتقادا منهم أنها لحظة اغتيال الوطن بأكمله!!
الشهيدان أشعلا «النور» فى عز «العتمة» مع سبق الإصرار والترصد.. وخلف كل منهما تاريخا من الوعى والفكر والإرادة مع إيمان بأن مصر يصعب على عصابة اختطافها.. فإذا كان «فرج فودة» أستاذ الاقتصاد الزراعى قد أبحر فكرا فى محيط الأزمة. وكاد يصل إلى الشاطئ.. فإن «محمد أبوشقرة» استطاع كشف غموض مؤامرة خائن جعلناه رئيسا فى غفلة من الشعب، وغفوة من نخبة احترفت الانتهازية.. فكان جزاؤهما القتل برصاص من يتعبدون إلى الله بأعمال التنظيم الخاص لجماعة الإخوان الإرهابية!! 9
يونيو ينادى الأحزاب والمثقفين وأجهزة الدولة لدراسة جدية، ففيه شعر «جمال عبد الناصر» بفداحة المؤامرة فقرر التنحى، وفيه تم اغتيال «فرج فودة» كمقاتل يواجه «التتار الجدد» علانية بالعقل والمنطق والفكر، وكان التاريخ ذاته هدفا شيطانيا لاغتيال عقل مصر الأمنى، بإطلاق الرصاص على «محمد أبو شقرة»، بما يدفعنى لاختصار مخل، أناديكم قبل مغادرته بقراءة سيرة الشهيدين «فرج فودة» و«محمد أبو شقرة» لتعلموا أن الإخوان شعب لا علاقة له بالهوية المصرية!!
نقلا عن اليوم السابع