كتبت – أماني موسى
وقعت تفجيرات معبد الكرنك بمدينة الأقصر أمس الأربعاء، لتعيد للأذهان مشهد مذبحة الدير البحري بالأقصر التي وقعت في تسعينات القرن الماضي وأسفرت عن مصرع 62 سائح من جنسيات مختلفة، ولكن مع فارق تدخل العناية الإلهية ودور قوات الأمن الذين صدوا الهجوم في بدايته قبل أن يتحول لمذبحة تضرب قطاع السياحة في مقتل بعد محاولة للإفاقة خلال أربع سنوات منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011.
وتتعدد الروايات حول الحادث.. ننشر بعضًا مما رواه شهود العيان على الحادث.
شاهد عيان: الإرهابيين أقتحموا الكرنك بسيارة تاكسي ملغمة بالمتفجرات
قال أحد شهود العيان لصحيفة الوطن، أن الإرهابيين الثلاثة قاموا باقتحام ساحة معبد الكرنك، مستقلين سيارة "تاكسي"، حاملين الموت في حقائب متفجرات، ليفجر دخولهم حالة من الرعب هزت أرجاء المكان.
شهود عيان أخر برواية أخرى
وفي رواية أخرى قال أحدهم، أن الإرهابيين كانوا ثلاثة شباب في الشعرينات من العمر، دخلوا إلى إحدى الكافيهات المجاورة للمعبد وبدوا من لهجتهم أنهم من إحدى دول شمال إفريقيا "الجزائر أو تونس"، وطلبوا عصير ليمون وبمجرد دخول أحد أفراد الأمن إلى الكافيه أرتبك الشباب الثلاثة وقاموا بإطلاق وابل من الأعيرة النارية، فبادلتهم قوات الأمن إطلاق النيران، وقام أحدهم بتفجير نفسه، والثاني لقي حتفه في تبادل إطلاق النار عليه، بينما تم إلقاء القبض على الثالث.
يؤكد شهود العيان أن دخول أفراد الأمن المقهى جاء نتيجة إبلاغ سائق التاكسي عنهم قوات الأمن، عقب نقلهم إلى الكرنك.
أحد أهالي الأقصر: الأمن طوق المكان بمجرد وقوع الحادث
قال محمد عبدالمنعم، أحد أهالي الأقصر، أن تبادل إطلاق النيران بين الأمن والإرهابيين أسفر عن إصابة عامل بالكافيتريا، مستطردًا: بعدها الأمن طوّق المكان وتم استدعاء خبراء المفرقعات، ونقل القتلى والمصابين.
عامل بالمعبد: وجدت النصف الأعلى لجسد الانتحاري على دورات المياه
وروى آخر من العاملين بمجال السياحة وكان متواجد قرب معبد الكرنك، أنه عقب وقوع التفجير وجد النصف الأعلى لجسد الانتحاري مستقر أعلى دورات المياه بساحة المعبد، وتساءل: هناك 3 بوابات أمنية لدخول الكرنك، كيف دخل الإرهابيين بالمتفجرات؟
شاب عامل بالأقصر: الأمن ضرب أحدهم وصاحب بازار أمسك بالإرهابي الآخر
وصف الشاب العشريني العامل بالأقصر، لصحيفة الوطن الحادث بعد وقوعه، حيث تم تفجير أحدهم لنفسه بينما وقع الإرهابي الآخر صريع إثر تلقيه طلقة نارية برأسه، وبينما يحاول الثالث الهرب مُطلقًا النيران بشكل عشوائي لإصابة أكبر عدد من المصابين، مشددًا: لولا عناية الله لوقعت كارثة، موضحًا أن الإرهابي قام بنحاولة إطلاق النيران على أتوبيس سياحي، وبدورهم قام السياح بالانبطاح على الأرض خوفًا، وقام أحد أصحاب البزارات بالإمساك به.
سائق التاكسي هو الذي أبلغ الشرطة عن الإرهابيين بعد الاشتباه بهم
وبحسب رواية أحدهم لصحيفة المصري اليوم، قال أن المسلحين الثلاثة قد وصلوا للمعبد من مدخله الرئيسي المطل على شارع نهر النيل، وجلسوا بمقهى بمدخل ساحة المعبد وطلبوا ثلاثة أكواب من عصير الليمون، وسائق السيارة الأجرة التي أقلت المسلحين هو الذي أبلغ الشرطة بالاشتباه بهم.
وكالة الأنباء الألمانية: إرهابيوا الكرنك أحدهم للآخر: ياللا فجر نفسك مستني إيه
وبحسبما قالت وكالة الأنباء الألمانية، روى أحد شهود العيان أنه بينما يجلس الإرهابيين بأحد المقاهي بساحة المعبد، قال أحدهم للآخر: ياللا فجر نفسك مستني إيه، ورد الثاني طيب طيب، وكانت علامات الارتباك تبدو واضحة عليهم نتيجة التواجد الأمني المكثف.
شاهد عيان: المواكنون أول من تعاملوا مع إرهابيوا الكرنك
بينما روى آخرون للوكالة أن المواطنون هم أول من تعاملوا مع الإرهابيين المسلحين، وأن أحد المواطنين أنهال ضربًا على أحدهم صارخًا بوجهه يا إرهابي يا إرهابي.
رواية إخوانية للحادث
وفي رواية أوردتها جريدة "مصر العربية" الإخوانية، قال أحدهم أن أربعة جلسوا بالمقهى المجاور للمعبد وطلبوا شراب ليمون وأدخل أحدهم يده بالحقيبة التي كانت بحوزتهم وكأنه يقوم بضبط ميعاد الانفجار، وأثناء خروجهم انفجرت الحقيبة أدت إلى تحول أحدهم لأشلاء.
شهود عيان: منفذو عملية الكرنك غير مصريين
وبحسب روايات عديدة ومنهم لوكالة أنباء الشرق الأوسط، قال أحدهم، أن الإرهابيون الذين حاولوا تفجير الكرنك أمس هم غير مصريين، ولهجتهم كشفت ذلك.
وبحسب رواية صاحب بازار، كانوا يتحدثون بلهجة أقرب إلى التونسية.
وفي مداخلة هاتفية لفضائية الحياة، قال العقيد خالد يوسف، وكيل مباحث الآثار بالأقصر، وهو أحد أفراد الأمن الذي أحبط محاولة اقتحام الإرهابيين لساحة معبد الكرنك بالأقصر، أنه فور سماعه دوى انفجار أمام قاعة كبار الزوار، توجه على الفور إلى المكان، وتبين أن أحد الإرهابيين قام بتفجير نفسه أمام القاعة.
وأضاف، أسرع على الفور بالتوجه نحو الإرهابيين وبادلهم إطلاق النيران بسلاحه الخاصة بينما هم يحملون الرشاشات، ما أسفر عن مصرع أحدهم وإصابة آخر.