الأقباط متحدون - ورحل المصدر
أخر تحديث ١٣:٢٤ | السبت ١٣ يونيو ٢٠١٥ | ٦بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٩٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ورحل المصدر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
مينا ملاك عازر
بين دموع مذيعي أون تي في على رحيل مدير القناة واندهاشهم واستيائهم الذي لم يُظهروه مباشرة لعدم معرفتهم عن الاستقالة قبل تقديمها، وعلمهم بها من وسائل الإعلام مثلهم مثل غيرهم ، وظنوا فى البداية أنها إشاعة ثم استيائهم أيضاً من عدم قدرتهم على معرفة سببها، بين كل هذا يبقى للجميع أن ثمة حقيقة واضحة لا جدال فيها، هي أن ألبيرت شفيق مدير قناة أون تي في، الرجل الإعلامي المحبوب من الجميع استقال.
 
عزيزي القارئ، دعني أنحي هذه الحقيقة جانباً، وهذه الدموع المذروفة إلى حين، دعني أغض النظر عن الدهشة والاستياء قليلاً حتى أروي لك حقيقة أخرى لعلنا نستطيع من تلك الحقيقة أن نتبين ما هو غامض ويكتنف حقيقة استقالة ألبيرت شفيق،  من مدة ليست ببعيدة تم وقف إذاعة برنامج للإعلامية ريم ماجد، وأثيرت ضجة حول ذلك، وقيل أن من يقف وراء منع البرنامج جهة سيادية، وقد صرح بذلك مصدر من داخل القناة للجميع بما فيهم الإعلامية، ولكن

الباشمهندس نجيب ساويرس قام بنفي أن جهة سيادية تقف وراء هذا، وقال أن ما جرى تم في إطار تعديل للخريطة البرامجية، ولم نرى تعديلاً!!! ثم اتصل رئيس الوزراء بأحد البرامج وأكد اندهاشه من هذا، وعدم علمه به، وأنه سيبحث فيما وراء تلك الجهة السيادية التي تقف وراء وقف البرنامج ليعلن عنها أمام الجميع، وألمح بأنه سيعيد البرنامج لشاشة القناة، ولا أقول للنور لأنه ببساطة يرى النور من خلال شاشة قناة ألمانية، تلك القناة التي فضحتنا لإيقافنا برنامج لا يعارض ولا يسيء للبلد في شيء.
 
دعني أضع خط بين الحقيقتين سالفتي الذكر، حقيقة استقالة ألبيرت وإيقاف ريم ماجد الذي لم يُكشف رئيس الوزراء عن من أوقفه كما وعد، ولا جديد في ذلك إذ قلما وعد السيد محلب وأوفى لظروف لا يعلمها إلا الله لكنه في هذه المرة جود وحسن من أدائه، وربما يكون أوفى بوعده الذي قطعه علي نفسه حين قال أنه سيعرف من وراء ذلك، وكان يقصد أنه سيعرف من وراء تسريبة أن جهة سيادية هي التي أوقفت القناة، وعرف من سرب المعلومة، وكان على رئيس القناة- الذي ادعى بيعها لرجل أعمال تونسي إبان حكم الإخوان ثم عادت له فجأة حين رحل الإخوان- أن ينتقم من مسرب حقيقة تدخل جهة سيادية في الإعلام المصري بأن أجبر المصدر على الرحيل وتقديم استقالته ليُرض رئيس الوزراء، وربما ليُرض الجهة السيادية.
 
وبذلك يكون قد رحل المصدر، مصدر كشف عن تدخل يتم في إعلام مصر، ويصمت عن تسريبات وتسجيلات، ويمنع إذاعة حلقة الفريق شفيق، ويفعل الكثير ولكنه كان في الدرى لولا فضح ألبيرت شفيق له، فنال عقابه واستقال، هل ما خمنته؟ ووصلت له، صحيح الله أعلم، لكنه يبدو صحيحاً، والله خلاف الظنون.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter