كتبت – أماني موسى
ما أن أنتهت الصيحات المطالبة بخلع الحجاب، وأخذ المجتمع هدنة "الصعداء" حتى ظهرت دعاوى تطالب بحظر النقاب، ولكن هذه المطالب اختلفت عن مطالب خلع الحجاب، حيث أن القائمون عليها مشايخ وخريجوا الأزهر وليسوا مدنيين!
بين مطالب على وسائل التواصل الاجتماعي بخلع الحجاب أو حظر ارتداء النقاب يغرق الشارع المصري في قضاياه وهمومه وترتدي نسائه الحجاب وفئة ليست بقليلة منهن النقاب.
شيخ أزهري: النقاب حرام شرعًا ويدشن حملة معًا لحظر النقاب
وكان أخرهم الشيخ الأزهري محمد عبد الله نصر، الشهير إعلاميًا باسم "ميزو"، والذي دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي بإصدار قانون يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة.
وأضاف خلال لقاءه مع الإعلامي وائل الإبراشي، ببرنامج "العاشرة مساء"، أن النقاب ضد القرآن وأن القرآن نهى عن تغطية الوجه، مشددًا: أن النقاب ليس من الإسلام بشيء.
كما قام نصر، بتدشين حملة إلكترونية تحت هاشتاج "معًا_لحظر_النقاب"، لافتًا إلى أن كثير من الجرائم ترتكب تحت ستر النقاب.
شيخ الأزهر السابق: النقاب هو عنوان لثقافة متعفنة وهو البيئة الأولى للإرهاب وتخريب المجتمع
ومن الجدير جدًا بالذكر هو أن الراحل د. محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق قد أكد أن نساء الرسول (ص) لم يرتدين النقاب وأنه لم يقرأ كتابًا فقهيًا ورد فيه ارتداؤهن للنقاب، وذلك خلال ندوة عقدت في عام 2009 بحضور علي جمعة مفتي الجمهورية آنذاك ونخبة من كبار العلماء.
وشدد فيها أن إجماع 13 مفسرًا وفقيهًا من جميع المذاهب على كشف الوجه والكفين، يؤكد أن النقاب فكرة مغلوطة لا أساس لها من الصحة، يعتنقها فقط ضعاف النفوس.
وأوضح شيخ الأزهر السابق، أنه من الظلم أن نرى تلميذات فى المرحلة الابتدائية يرتدين النقاب وفى اعتقادهن أن الدولة كلها كافرة، واعتبر طنطاوي أن الفهم الخاطئ للشرع سيؤدي إلى تخريب البلاد، وأن النقاب هو عنوان لثقافة مغلوطة ومتعفنة وأنها البيئة الأولى للارهاب والعنف.
طنطاوي يتخذ قرارًا بمنع الطالبات والمدرسات بارتداء النقاب في الفصول الدراسية
وفي عام 1996 أتخذ المجلس الأعلى للأزهر برئاسة الشيخ محمد سيد طنطاوي، قرارًا بمنع الطالبات والمدرسات من ارتداء النقاب داخل الفصول الدراسية الخاصة بالبنات والتي يقوم بالتدريس فيها النساء فقط، وذلك في كامل مراحل التعليم حرصًا على نشر الثقة والانسجام والفهم السليم للدين.
قال البيان "على الراغبات في النقاب استعماله في بيوتهن وفي الشارع وساحة المعهد الذي يدرسن فيه والممنوع فقط هو استعماله داخل الفصل الخاص بالبنات".
الطيب في التسعينات: وجب على الأزهر مقاومة موجة انتشار النقاب
وفي هذه الفترة حين كان د. أحمد الطيب يتولى رئاسة جامعة الأزهر، علق في هذا الشأن قائلاً: أن المرأة المنتقبة لا يرى وجهها أحد، ومن ثم يمكن أن تفتتن بالرجل دون أن يراها وعليه وجبَ نقاب الرجل أيضًا.
مستطردًا، أنه ليس من الحرية تحويل ما هو مباح إلى سنة أو العكس، فالحرية يجب أن تمارس تحت أحكام شرعية، وأن النقاب فى السنوات الأخيرة خرج عن كونه مباحًا إلى الوجوب وبالتالي وجب على الأزهر مقاومته وتحديد الأحكام الشرعية له.
حمدي زقزوق: ارتداء النقاب إساءة للحريات وضد المجتمع
علق د. حمدى زقزوق وزير الأوقاف آنذاك، بأن ارتداء النقاب هو إساءة للحريات وضد المجتمع، مشددًا أن المتمسكين به لديهم أدلة واهية، لافتًا إاى أن قرار منع ارتداء النقاب بالأزهر قد أتخذه الشيخ جاد الحق قبل عدة سنوات، بعد أن وجد معلمات تدرسن لتلميذات فى المرحلة الابتدائية بالنقاب.
سعاد صالح تطالب بحظر النقاب: ليس من الإسلام
طالبت الدكتورة سعاد صالح أستاذة الفقه المقارن بجامعة الازهر، بإصدار قرار يحظر النقاب تمامًا، مؤكدة أنه ليس من الإسلام في شيء، وأجرعت انتشار النقاب إلى الفضائيات المتشددة التي يرأسها السلفيين.
وقالت أن بعض من ينادون بارتداءه بحجة أن الرجل يفتتن بالمرأة، وماذا عن النساء اللاتى يفتتن بالرجال؟ فهل أقول على هؤلاء الرجال إنهم عورة ويجب عليهم ارتداء النقاب أيضًا، وشددت أن النقاب ليس بحرية شخصية بل إضرار بالأمن المجتمعي، إذ أن المنتقبة تسمح لنفسها برؤيتنا فى الوقت الذى تمنعنا نحن من رؤيتها.
الشيخ علي الجفري:
بينما قال الشيخ علي الجفري أنه يجوز للمرأة المسلمة أن تكشف وجهها دون أن يكون فيه شيئًا من الزينة، في البلاد التي تبيح ذلك، وشدد أن النقاب هو من كمال الإتباع للرسول (ص)، وأن الحياء شعبة من شعب الإيمان.
والآراء كثيرة حول النقاب ومتعددة ولم تحسم بعد، ما بين مؤيد ومعارض، ولكن يبقى السلفيين بالطبع حريصون على آرائهم التي يراها البعض أنها تحمل القدر الأكبر من التشدد، لا يكتفون بالموافقة أو الرفض بل يطالبون النساء بارتداء النقاب باعتباره أمر وفرض وليس محل جدال أو نقاش، أمثال الشيخ محمد حسان وأبو إسحق الحويني وغيرهم الكثيرين.