الأحد ١٤ يونيو ٢٠١٥ -
٠٣:
٠٦ م +02:00 EET
صورة تعبيرية
اشرف فلى
قبل ان نستعرض معا بالرأى والتحليل عن مفهوم العنف الاسرى ينبغى ان ننوه عن حقيقة مؤكدة مؤداها ان الاسرة هى اللبنة الاولى فى المجتمع " وفى مراحل التطور التاريخى للمجتمع نرى ان الاسرة اولا ثم القبيلة ثم العشيرة واخيرا مفهموم الدولة .
وقد عرفت البشرية جميعها العنف الاسرى فى بداية الخليقة ومنذ ان قتل قابيل اخاه هابيل وقد عرفت اغلب المجتمعات اساءة معاملة الاطفال وتعرضهم للقسوة الشديدة الامر الذى ادى فى كثير من الاحيان الى ترك الاطفال الرضع حتى الموت رغم ان القوانين والقررات الدولية تحاول وضع منظومة لحماية الاطفال من خلال قانون اساءة معاملة الطفل .
ان العنف والعدوان المتبادل بين الاباء والابناء وبين الازواج والزوجات مشكلة تتعارض مع تعاليم الدين والاعراف " كما هو مدون باحدى الوصايا العشر " اكرم اباك وامك لكى تطول ايامك على الارض "
ان العنف المتبادل بين الازواج انما يؤثر بشكل مباشر على مراحل تطور وتنشئة الاطفال فحينما تحدث مشادة كلامية او مشاجرة بين الاب والام يسمعها اويراها الاطفال تكمن لديهم الشعور بالعقدة حسب انتماء كل طفل وميوله للاب او للام فمثلا اذا كانت الابنة تحب امها فأنها تشعر دائما ان الام مظلومة وان الاب ظالم وقاسى وهذا الاعتقاد يظهر عليها فى حياتها المستقبلية وتعتقد بان كل رجل ظالم وقاسى بل انها ممكن ان تردد كل ماسمعته وشاهدته فى طفولتها فى حياتها سواء مع زوجها او زملائها او اشقائها من الذكور كذلك الولد الذى ينتمى الى والده يعتقد بان والده صح دائما فى شجاره مع والدته وينعكس ذلك بالطبع على علاقته بزوجته مستقبلاوهذة القاعدة عامة ولكل قاعدة استثتاءات منها ثأثير البيئة والتعليم ودوره فى تنشئة الطفل ولايمكن ان نغفل اهم عقدتين فى حياة الاطفال فمثلا عقدة اوديب هى غيرة البنت على ابوها من امها كذلك عقدة الكترا هى غيرة الولد على امه من ابوه .
لقد اصبح شجار الزوجين مصدر ازعاج للجيران والشرطة فمهما كانت العلاقة جيدة بين الزوجين فهناك اوقات لايتفقان فيها ويتدرج الامر من مشاجرة عادية او مشادة كلامية الى السب والاهانة والتهديد بالضرب والقتل وفى اغلب الحالات تكون الزوجة هى الضحية بأعتبارها الطرف الضعيف وقد وجد ان الزوج يستعمل وسائل القوة اما الزوجة فانها تستعمل وسائل اضعف فمثلا تقتل بالسم او تقتله وهو نائم او بعد تخديرة او تستعيين بشخص لقتله
كل هذة وسائل من العنف الاسرى ويكون الاطفال هما الضحايا خاصة لو حصل انفصال او طلاق بين الزوجين او قتل احدهما ودخل الآخر السجن
ولايفوتنا ونحن ننافش موضوع العنف الاسرى ان نلفت الانتباه الى مشكلة ايذاء كبار السن ولقد اكتشف الاطباء ان بعض الاصابات بين المسنين مصدرها افراد الاسرة الذين يتولون العناية بهم
اما العنف ضد الاطفال فلقد اتضح ان الاطفال الفقراء يتعرضون للايذاء الشديد عن الاطفال غير الفقراء وانهم اكثر تعرضا للعقاب والتأديب البدنى وان الظروف الاقتصادية العامة تؤثر غلى الاطفال من جانب الاباء المضغوطين اقتصاديا .
ويجب علينا من خلال قنوات الاتصال المسموعة والمرئية والاتصال العقائدى ممثلا فى رجال الدين ان يقوموا بدورهم عن طريق توعية الازواج وكذا المقدمين على الزواج من خلال الندوات والاجتماعات والوعظات ولايمكن ان نغفل دور التعليم من خلال وضع مناهج دراسية للتوعية عن دور كل من الاب والام والطفل فى الاسرة وسلوك كل منهم فى الحياه الاجتماعية