الأقباط متحدون - العار يحدث في إسرائيل
أخر تحديث ١٦:١١ | الاثنين ١٥ يونيو ٢٠١٥ | ٨بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٩٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

العار يحدث في إسرائيل

 مدحت قلادة
مدحت قلادة

عنصرية فجة وجريمة شنيعة ارتكبتها السلطات الإسرائيلية ضد المسالمين.. انعدام إنسانية وسقوط أخلاقي ضد المسالمين.. قصة تندى لها الجبين ويصرخ الضمير الإنساني.. قصة تدمى لها العيون ويئن لها الضمير البشري..

مشكلة بين عائلتين كانت النتيجة سقوط أحد القتلى، وقامت السلطات المسئولة عن تطبيق القانون بالتنحية جانبًا، وقامت السلطات بعقد جلسة عرفية بحضور 4 لواءات شرطة ومفتشي مباحث، وعقدوا الجلسة العرفية التي هي في الواقع "جلسات خارج إطار القانون"، وحكمت الجلسة بتغريم عدد من البنود.

تم تغريم الجانب الفلسطيني مليون جنيه نقدا، على أن يقوم بتقديم مائة "ناقة"، وخمس عجول، وقطعة أرض 234 مترا، وأن يقدم الفلسطينيون 5 أكفان، وشرط جزائي خمسة ملايين جنيه لمن يخرق الاتفاق.. وقامت قوات الشرطة بإلقاء القبض على 13 فلسطينيا... ذلك مقابل التنازل عن الدم.

وقام الطرف الإسرائيلي بخيانة الاتفاق، وقرروا طرد وتهجير عائلة الفلسطيني وبيع ممتلكاته خلال ستة أشهر، وقرروا الاستمرار في القضية بعد الجلسة العرفية، إلى أن صدر الحكم على خمسة فلسطينيين بالسجن المشدد 15 عاما وإطلاق سراح الـ8 الآخرين..

وهجر الفلسطيني وشردت العائلة، واغتصبوا أرضه وممتلكاته، ومات العدل وانتشر الظلم وعم الغم وانعدم الضمير برعاية مؤسسات الدولة الرسمية.. ضع نفسك مكان أسرة الفلسطيني التي شردت برعاية مؤسسات الدولة الأمنية.. تذكر أنهم خانوا الاتفاق وبدلا من أن يغرموا، حُكم على الأسرة الفلسطينية.. بالطبع أسمعك تسب وتلعن السلطات الإسرائيلية على ظلم وتجبر وقسوة أساليبها، أراك تندهش وتتساءل هل الدستور يقرر هذه المهازل؟.. هل في الدستور يحق لمؤسسات الدولة الأمنية أن تتجنب القانون؟.. هل وهل؟؟

ربما تصرخ وتعلن أنها عنصرية وأنها فاشية.. معك حق بالطبع، ولكن سيبدأ صوتك ينخفض أكثر وأكثر إلى أن تصمت تمامًا ولا تتحدث، حينما تعرف أن هذا لم يحدث في إسرائيل ولم تهجر أسرة فلسطيني ولم يدفع الغرامة بهذا الكم الهائل من الأموال، إنها أسرة مسيحية مصرية اسمها عائلة هتلر، في المطرية، التي دفعت الغرامة وقدمت الأكفان والجمال.. بعد صلح عرفي برعاية لواءات الداخلية وعدد من مفتشي المباحث.

وآخر الأمر يصدر حكم بعد الصلح بـ15 سنة أشغال شاقة مؤبدة لخمسة أشخاص من عائلة هتلر، بعد تهجيرهم وبيع ممتلكاتهم وتشريدهم، رغم اختراق الجانب المسلم لبنود الصلح.

هل ستتحدث عن الظلم.. عن التهجير.. عن جلسات المصاطب التي تتم برعاية أمنية مع تنحية القانون جانبا؟.. هل ستشعر بظلم عائلة هتلر؟.. هل ستسمع أنين أطفالهم وسؤالهم لماذا هجرنا؟.. لماذا غرمنا؟.. لماذا سجن خمسة من أهالينا 15 عاما سجن مشدد ألم نتصالح؟!!.. وبرعاية 4 لواءات شرطة!! ومفتشي مباحث.. لماذا؟!!

العجيب أن لجنة تقصي الحقائق المشكلة بتكليف من رئيس الجمهورية، قُدمت لها شكوى وتحدثت معهم وأطلقت على صلح المجالس المصرية صلح الإذلال، وآخر المطاف يصدر الحكم على خمسة أفراد منهم بالأشغال الشاقة 15 عاما..

هل ستتحدث الآن أم ستصمت صمت القبور ولا تتحدث عن ظلم فج للمسيحيين على أرض مصر؟.. الظلم المستمر في كل العهود، وعائلة هتلر خير مثال لما يحدث للأقباط بعد ثورة 30 يونيو..

كتبت هذه القصة الواقعية عن دول أخرى، ليس لتصمت بعد معرفتك الحقيقة، ولكن لتشعر بعار صمتك بعدم دفاعك عن الأقباط، وبكم الازدواجية داخل نفسك ربما تشعر بالعار، فعار الصمت عن الحق وعدم الدفاع عن المظلومين أقسى أنواع العار.

"السلام الكامل ليس في انعدام الصراعات بل في إقرار العدالة" مارتن لوثر كينج..

نقلا عن فيتو


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع