الأقباط متحدون - قصة الأرمن وكيف انتصروا علي القتل والإبادة الجماعية
أخر تحديث ٠٠:٠٢ | الجمعة ١٩ يونيو ٢٠١٥ | ١٢بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٩٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

قصة الأرمن وكيف انتصروا علي القتل والإبادة الجماعية

بقلم/ماجد كامل
احتفلت الكنيسة الأرمنية بمرور مائة عام علي المذابح الجماعية التي تعرضت لها بداية من عام 1915 والاعوام التالية ؛ ولقد شاركت الكنيسة القبطية الآرثوذكسية بوفد رفيع المستوي برئاسة قداسة البابا تاوضروس الثاني في هذه الاحتفالية نظرا لما تربطنا من علاقات تاريخية قوية ومتينة بيننا وبين الكنيسة الارمنية ؛ فالكنيستان تدخلان في نطاق ما يعرف بالكنائس اللاخلقدونية ( أي الكنائس التي رفضت الاعتراف بمجمع خلقدونية عام 451م ).

ويذكر التقليد الكنسي أن الرسولين تداوس وبرثلماوس قد بشرا الشعب الأرمني بالديانة المسيحية في منتصف القرن الأول للميلاد ؛كما أن الكنيسة الأرمنية كانت من أوائل الكنائس في التاريخ التي أعلنت فيها المسيحية الدين الرسمي للدولة وكان ذلك حوالي عام 301م . ومن أشهر قديسي الكنيسة الأرمنية القديس غريغوريوس الأرمني الشهير بالمنور ( 301- 325م ) الذي أسس أسقفية في تشمبازين (كلمة أرمنية معناها نزول الأبن الوحيد ) قرب جبل أرارط . 
 
غير أن الله سمح لها أن تخوض تجربة صعبة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ؛ إذ أعلنت الامبراطورية العثمانية الحرب علي الشعب الأرمني وأرادت إبادته إبادة كاملة من الوجود ؛ وتم ذلك علي عدة دفعات خلال الفترة من ( 1894- 1920 ) ؛ غير أن الفترة الأكثر وحشية ودموية هي التي حدثت في عام 1915 ؛ ففي يوم 24 أبريل 1915 وبناء علي أمر مسبق من طلعت باشا السفاح وزير الداخلية في ذلك الوقت ؛ تم القبض علي 500 مفكر وشخصية بارزة من صفوة رجال الفكر والثقافة من الأرمن ؛وكانت طريقة الإبادة تتلخص في أن يغلق الأتراك عليهم أحد المخازن ثم يشعلون النيران فيه ؛ وكان الأرمن يقدمون حياتهم في جماعات وهم يرنمون ترانيم الشكر بينما تلتهمهم النيران ؛ وأرغم معظم ما تبقي منهم علي الهجرة حيث طردوا إلي صحراء ما بين النهرين ومات في هذه المطاردة أكثر من مليون رجل وأمرأة وطفل ؛ ونزح كثير منهم الي لبنان وفلسطين والأردن ومصر ؛ ففي سوريا استقروا في مدينة حلب ودمشق ورأس العين والحسكة ودير الزور ؛ وتمكنوا رويدا رويدا من تأسيس جالية أرمنية كبري هناك . وفي لبنان ؛أنخرط الأرمن في جميع مجالات الحياة ؛ وكونوا لهم ستون مدرسة ؛وأربع صحف يومية ؛وعشرون كنيسة ؛علاوة علي المستوصفات والنوادي الرياضية والثقافية ؛ وصاروا يشكلون حاليا حوالي 7 % من سكان لبنان ؛وظلت لبنان حتي قيام الحرب الأهلية اللبنانية هي المركز الرئيسي للأرمن المغتربين في الشرق الأوسط .
 
ـاما في مصر ؛تبلغ عدد الجالية الأرمنية حاليا حوالي سبعة آلاف نسمة ؛ ولقد ساهموا بدور كبير في الحياة الثقافية المصرية ؛ حيث أسسوا ثلاث مدارس ؛ وبعض النوادي الاجتماعية الخاصة بهم ؛ كما أصدروا صحف خاصة بهم مثل أريف ( ومعناها الشمس ) وهوسابير ( ومعناها باعث الأمل ) ولقد أثر الكثير منهم في الصحافة المصرية لعل من أشهرهم الفنان الكسندر صاروخان( 1898- 1977 ) وهو فنان كاريكاتير أرمني شهير ؛ ولد في القوقاز عام 1898 ؛ثم درس الرسم في معهد فنون الجرافيك في فيينا عام 1922 ؛ وجاء الي مصر واستقر فيها عام 1924 حتي حصل علي الجنسية المصرية عام 1955 ؛ ولقد أشتهر بأنه مبدع شخصية ( المصري أفندي ) وكان يرسم الكاريكاتير في مجلات روز اليوسف وآخر ساعة والمصور ..... الخ . ويعتبر واحدا من أشهر مائة فنان كاريكاتير علي مستوي العالم كله ؛ توفي في أول يناير 1977 . وهناك أيضا الموسيقار العالمي الشهير آرام خاتشودريان ( 1903- 1978 ) ؛فلقد قام بالعزف في دار الأوبرا المصرية خلال عام 1961 ؛ ومنحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسام الفنون من الدرجة الأولي ؛ وهو لم يسبق أن منح لفنان أجنبي من قبل . 
 
أما عن الوضع الحالي لكنيسة أرمنيا ؛ يوجد لها كرسي رئيسي في اتشمبازين بأرمنيا ؛ ولقد شهدت الكنيسة الأرمنية نهضة روحية واجتماعية كبري بدأت في أوائل النصف الثاني من القرن العشرين ؛ فلقد تمت رسامة أكثر من 40 أسقف داخل أرمنيا وخارجها ؛ وتجددت الكثير من الأديرة والكنائس القديمة ؛ وصدر العديد من الكتب والمجلات الدينبة ؛ وفي ديسمبر 1983 ؛ وبعد حفل تقديس الميرون توجه البطريرك ومعه رجال الكنيسة وجمهور غفير من الشعب إلي مقبرة الشهداء ؛حيث وضع الكاثولوكيس إكليلا من الزهور بجانب الشعلة المضيئة باستمرار هناك ؛ ؛ وفي عام 1990 أحتفلت الكنيسة الأمنية بمرور 350 سنة علي بدء الدراسة في الأكاديمية اللاهوتية في اتشمبازين بأرمنييا ؛ وهي المدرسة اللاهوتية التي أفتتحت في عهد بطريركية الكاثوليكوس فيلبس ( 1633- 1655 م ) .وبعد أن حصلت أرمنييا علي استقلالها الكامل من الاتحاد السوفيتي بعد تفككه في سبتمبر 1991 ؛ تمتعت الكنيسة الأرمنية بالحرية التامة . 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter