الوطن | السبت ٢٠ يونيو ٢٠١٥ -
٤٣:
٠٣ م +02:00 EET
عناصر الشرطة فى موقع الحادث «أ.ف.ب»
رعب وتوتر فى المدينة.. والشرطة تبحث عن الجانى وتصف الحادث بأنه «جريمة كراهية»
لا يزال مسلسل العنف ضد الأمريكيين من أصول أفريقية فى الولايات المتحدة الأمريكية متواصلاً، فبعد أن قتل شرطيون بيض أكثر من مواطن من أصول أفريقية خلال الأشهر الماضية، فتح مسلح أبيض، مساء أمس الأول، النار على كنيسة «إيمانويل» التاريخية للأفارقة، ما أدى إلى مقتل 9 وسط تنديد واسع داخل البلاد. وقال قائد الشرطة فى مدينة «تشارلستون»، أمس، إن «مسلحاً أبيض قتل 9 أشخاص فى كنيسة تاريخية للأمريكيين من أصل أفريقى فى المدينة الواقعة فى ولاية ساوث كارولاينا»، ووصف الهجوم بأنه «جريمة كراهية».
ولا يزال المشتبه به الذى قالت الشرطة إنه يبلغ من العمر 21 عاماً وأبيض طليقاً بعد ساعات من إطلاق النار. وأضاف قائد الشرطة جريجورى مولين، فى مؤتمر صحفى، أنه «جرى العثور على 8 قتلى فى الكنيسة». وتابع أن «شخصاً آخر فارق الحياة بعد نقله إلى المستشفى، وأصيب شخص ويتلقى العلاج». وقال «مولين»: «أن يدخل شخص إلى كنيسة ويزهق أرواح أشخاص يؤدون الصلاة هو أمر يتعذر فهمه فى مجتمع اليوم». وأشار «مولين»، فى المؤتمر الصحفى، إلى أن عمليات تفتيش جرت بعد التهديد وأن الخطر قد زال. ورصدت بلدية «تشارلستون» مكافأة مالية لمن يدلى بمعلومات تفيد بالقبض على مرتكب الجريمة الهارب.
ولم تحدد هوية أى من الضحايا على الفور، لكن القس آل شاربتون وهو زعيم للحقوق المدنية فى «نيويورك» قال فى تغريدة على موقع «تويتر»، إن «القس كليمينتا بينكنى راعى الكنيسة والعضو فى مجلس شيوخ الولاية من بين القتلى». وقال إريك واتسون المتحدث باسم مكتب قائد شرطة مقاطعة «تشارلستون» إنه «تم الإبلاغ عن تهديد بوجود قنبلة فى وقت لاحق قرب الكنيسة. وطلبت الشرطة من الأشخاص الذين تجمعوا فى المنطقة الابتعاد». واعتقلت الشرطة رجلاً يحمل على ظهره حقيبة ويمسك بآلة تصوير، لكنها قالت فى وقت لاحق إنها لا تزال تبحث عن المشتبه به فى حادث إطلاق النار. وقالت محطة «دبليو.سى.إس.سى» المحلية إن «فريقاً من مكتب التحقيقات الاتحادى موجود فى الموقع».
وقالت شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية، إن «توتراً كبيراً ورعباً يسيطر على الشارع وسط انتشار أمنى». وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن «أصوات النحيب والصراخ عمت المكان». وأضافت أنه «عقب الحادث انتشرت طائرات هليكوبتر فى مكان الجريمة والشرطة المدججة بالسلاح، وبدا المشهد فوضوياً إلى أن وصلت الشرطة». وقالت الصحيفة إن «وقفة احتجاجية ستجرى أمام الكنيسة»، وكان من المقرر لتلك الوقفة أمس، فيما عقد عدد من قادة وكهنة الكنيسة مؤتمراً صحفياً مرتجلاً بالقرب من موقع إطلاق النار وأكدوا فيه اعتقادهم بأن إطلاق النار جرى على الكنيسة على أساس عرق من فيها، وفق ما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية. وقالت الصحيفة إن «الكنيسة واحدة من أقدم كنائس السود فى الولايات المتحدة إذ إنها أسست عام 1891 وهى مبنى تاريخى». وقال رئيس بلدية «تشارلستون» جوزيف ريلى: «هذه مأساة شنيعة ومفجعة فى هذه الكنيسة التاريخية لقد أزهق شخص شرير ومفعم بالكراهية أرواح مدنيين جاءوا للعبادة».
أفرجت الشرطة الأمريكية عن صور لشخص مشتبه به فى الحادث ويبدو صغيراً فى العمر، ويرتدى «تى شيرت» أبيض، وأفرجوا عن صور لسيارته كذلك. وكشفت الشرطة عن أن ثلاثة نجوا من عملية إطلاق النار، بينما كان من بين الضحايا التسعة 6 رجال و3 سيدات. وقالت صحيفة «وول سترتيت جورنال» إن «الشاب قضى نحو ساعة بين المصلين داخل الكنيسة وبعدها فتح عليهم النار أثناء أدائهم الطقوس الدينية». وبعد أن طلبت الشرطة من المواطنين المساعدة فى القبض على المسلح عقب الكشف عن صوره، نشرت الحكومة المحلية فى «تشارلستون» صور الجانى على مواقع التواصل الاجتماعى للتعرف عليه والمساعدة فى القبض عليه.
وقالت مختلف وسائل الإعلام الأمريكية إن «حادث كنيسة إيمانويل يأتى بعد مقتل الرجل الأسود والتر سكوت الذى قُتل برصاص شرطى أبيض فى ولاية كارولينا الجنوبية أثناء فراره بعد القبض عليه فى مخالفة مرورية روتينية، ما أعاد إلى الواجهة مرة أخرى وقتها مشكلة التعامل المفرط من الشرطة الأمريكية مع الأفارقة، وكذلك العلاقات بين البيض والسود فى الولايات المتحدة». وقالت شبكة «إن بى سى نيوز» إن «كليمينتا بينكنى، راعى الكنيسة الذى قُتل فى الحادث، يعود إليه الفضل فى تمرير قانون يُلزم الشرطة بارتداء كاميرات عالقة بأجسامهم أثناء مزاولة مهامهم، وذلك بعد تداعيات حادثة مقتل والتر سكوت». وأضافت «إن بى سى نيوز» أن «القس بينكنى كان رجلاً شجاعاً للغاية، لكنه قُتل فى عملية إطلاق النار داخل الكنيسة». ودعا كثير من الشخصيات فى «كارولينا» إلى التجمع من أجل الصلاة لـ«بينكنى» والصلاة لضحايا كنيسة «إيمانويل». ولفتت إلى أن الكنيسة لديها موروث كبير فى تاريخ الأمريكيين من أصول أفريقية، إذ إن إنشاءها عام 1891 كان نوعاً من الاحتجاج ضد العبودية التى مورست فى السابق بحق الأفارقة، وتجرديهم من إنسانيتهم فى البدايات الأولى للولايات المتحدة الأمريكية. وقال جوزيف داربى، من الكنيسة، إن «وفاة بينكنى مروعة للغاية، هذا الأمر ليس مستغرباً، لأنه رجل كان يعرف كيف يناور ويتخذ المواقف، وعندما يفعل ذلك ويكون صاحب مواقف فهو بالتأكيد يثير غضب آخرين، لذلك لم يكن مستغرباً أن يُقتل اليوم».
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.