الاهرام | الأحد ٢١ يونيو ٢٠١٥ -
٠٩:
١٢ م +02:00 EET
بوتين ومحمد بن سلمان
لاقت النتائج التى خرجت بها كل من الرياض و موسكو من زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولى ولى العهد السعودى النائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لروسيا اهتماما إعلاميا واسعا ، بنى عليه المحللون السياسيون و الخبراء الاستراتيجيون عددا من سيناريوهات التعاون المشترك بين البلدين ، و انعكاسات ذلك التعاون على تطورات الأحداث فى المنطقة على الصعيد السياسى.
كان الأمير بن سلمان قد التقى خلال زيارته الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، و استعرضا العلاقات الثنائية بين المملكة وروسيا، والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها، وخاصة مجالات التعاون فى الاستخدامات السلمية للطاقة النووية والتعاون العسكرى والتقنى والإسكان وقطاع البترول والغاز والجانب الاستثمارى، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع فى المنطقة والجهود المبذولة تجاهها .
وأثمر اللقاء المهم عن توقيع ست اتفاقيات و مذكرات تعاون بين البلدين فى مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة النووية و مذكرة تعاون بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم و التقنية و وكالة الفضاء الروسية. ومذكرة تعاون فى مجال الإسكان و مذكرة أخرى حول نظام تفعيل اللجنة المشتركة للتعاون العسكرى و التقنى و برنامج للتعاون فى مجال الطاقة و برنامج تعاون آخر حول الفرص الاستثمارية الممكنة بين المملكة و روسيا .
و فى موسكو ، أكدت صحيفة «نيزافيسيمايا جازيتا» فى مقال لها أن منتدى سانت بطرسبورج الاقتصادى الدولى لم يسفر فقط عن نتائج اقتصادية مهمة، بل و سياسية أيضا ، مشيرة إلى أن الوفد السعودى الذى وصل إلى بطرسبورج من أكبر الوفود تعدادا فى المنتدى.
وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن اللقاء الذى جمع الرئيس الروسى بالأمير السعودى على هامش المنتدى يمكن أن يأتى كمقدمة لاستئناف العلاقات الثنائية الاستراتيجية الحقيقية بين البلدين.
وكان يورى أوشاكوف مساعد الرئيس الروسى للشئون السياسية قد أعلن عشية عقد اللقاء مباشرة: « يمكننى الافتراض بأنه ستبحث فى أثناء اللقاء المسائل المتعلقة بالوضع فى الشرق الأوسط، وبالتحديد الوضع فى اليمن وسوريا، ومواجهة تنظيم «داعش»، إلى جانب مسائل إقامة تعاون وثيق فى مجال الطاقة ضمنا».
و ألمحت الصحيفة نفسها إلى أن روسيا تولى أهمية كبيرة لتلك الزيارة لأسباب عدة،أولها هو ضرورة البحث عن شركاء فى الخارج، على خلفية الأزمة مع الغرب. والسبب الثانى هو البرودة فى العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، علما بأن إدارة أوباما تدعو إلى عقد اتفاقية مع طهران فى موضوع برنامجها النووى. بينما ترى السعودية أن تلك الاتفاقية تشكل خطرا مباشرا على مصالحها.
وقالت الصحيفة : ليست روسيا وحدها بحاجة إلى حلفاء، تحتاج إليهم بل السعودية أيضا وذلك لمواجهة تزايد النفوذ الإيرانى. كما أن السعوديين يبحثون عن حلفاء جدد على الصعيد العالمى، وليس فى المجال السياسى، بل فى مجال التعاون العسكرى التقنى، حيث أبدى الوفد السعودى الذى زار أيضا منتدى «الجيش – ٢٠١٥» العسكرى التقنى فى ضواحى موسكو، اهتماما بشراء منظومات «إسكندر – إى» للصواريخ العملياتية التكتيكية التى يمكن أن تستخدمها السعودية فى مواجهة الخطر الإيرانى.
وفى الرياض ، أكدت قناة العربية الإخبارية السعودية أن ٨٠% من اللقاءات بين كبار مسئولى البلدين فى سانت بطرسبرج تمحور حول تطوير العلاقات بين البلدين، و ٢٠% حول أوضاع المنطقة من سوريا إلى العراق واليمن ولبنان. و أشار إلى أن السعودية أظهرت نيتها فى الاستثمار فى المجال الزراعى والاستحواذ على شركات زراعية داخل روسيا، وذلك بهدف توفير ضمان للأمن الغذائى للسعودية، وتحقيق عائدات استثمارية شبة مضمونة.
كما أبرز عدد من وسائل الإعلام فى البلدين تصريحات يورى أوشاكوف مساعد الرئيس بوتين للشئون الخارجية، و التى قال فيها إن اللقاء مهم بالنسبة للبلدين، وسيؤدى إلى تعزيز علاقتهما ورفعها إلى مستوى غير مسبوق.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه كان فى وداع ولى ولى العهد السعودى لدى مغادرته أمس مطار بولكفا فى مدينة سانت بطرسبيرج الروسية الرئيس التنفيذى لصندوق الاستثمار المباشر الروسى كريك ديميترياس ورئيس الشئون الخارجية لمدينة سانت بطرسبرج يفقمى قيرى قورياف وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى روسيا عبدالرحمن بن إبراهيم الرسى.
من جانبه، أعرب ولى ولى العهد السعودى فى برقية بعث بها للرئيس الروسى فلاديمير بوتين لدى مغادرته عن الشكر لحسن الوفادة والاستقبال وما أثبتته المباحثات المشتركة من متانة العلاقات بين البلدين والرغبة فى تعميق التعاون فى كل المجالات وفقا لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، التى تهدف لمصلحة الشعبين الصديقين وتعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.