د.ممدوح حليم
حين حدثت ثورة 25 يناير، وتولى الجيش السلطة في مصر، بدا أداء المجلس العسكري مهزوزا وكانت سلوكياته وقراراته توحي بأنه يعقد اتفاقات مع الإخوان أو أنه حريصا ً على رضاهم، أو مستسلما ً لهم، الأمر الذي أدى إلى عقد الانتخابات أولا وذلك لثقة الإخوان في الفوز بالأغلبية، وبعد ذلك تشكلت لجنة تعديل الدستور برئاسة د. طارق البشري ذي الميول الإخوانية وضمت صبحي صالح عضو جماعة الإخوان وهو لا يصلح لمثل هذه اللجنة. كانت هذه المرحلة الأولى من أخطاء المجلس العسكري.
تمت الانتخابات الرئاسية وكان الفائز الفريق أحمد شفيق والذي صرح مؤخرا أن أحد كبار قادة الجيش أبلغه بفوزه وتحركت المدرعات لحماية مقره، والرجل مهذب ولا يكذب، لكن تراجع كبار قادة الجيش وتم تعديل النتيجة ليعلن فوز مرسي. وهكذا سلم بعض كبار قادة الجيش السلطة على طبق من الفضة وأدوا التحية العسكرية للإخوان.... ياله من عار.
كانت من أول قرارات مرسي الإطاحة بطنطاوي وعنان كبار قادة الجيش، بما يوحي بالغدر وعدم التقدير، ولاشك في أن الرسالة كانت أن قادة الجيش سيكونون كالخاتم في أصبع مكتب الإرشاد للإخوان، الأمر الذي يرفضه الكبرياء والشرف العسكري.
لقد وصفت إحدى الصحف خروج طنطاوي وعنان بالخروج المذل ويمكن وصفه أيضا بالخروج المهين. مر عزل القائدين مرور الكرام ويبدو أنهما غير مرغوب فيهما من القادة الآخرين مثلما كان مبارك غير مرغوب من المجلس العسكري.
لقد باع المجلس العسكري مبارك وتخلى عنه، وباع طنطاوي وعنان أحمد شفيق وسقطوه في الانتخابات، وها القادة العسكريون يتخلون عن طنطاوي وعنان بكل سهولة وصمت. ويبدو أن الاحترام زائف في بعض المواقف العسكرية.
لكن فاق القادة العسكريون وانتفضوا كالأسد متأخرا بعد ذلك فكيف كان رد الفعل والتحرك، هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة.