الأقباط متحدون - لا تؤمن بالله.. فقط اعبده احتياطيًا!
أخر تحديث ٠١:٤١ | الاثنين ٢٢ يونيو ٢٠١٥ | ١٥بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٩٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لا تؤمن بالله.. فقط اعبده احتياطيًا!

أبوالفتوح قلقيله
أبوالفتوح قلقيله

 لسنا في حاجة إلى تسريبات من أي نوع؛ لندرك الواقع بكل ما يحويه من أمور مقززة، ولسنا في حاجة إلى تدبر كبير ومجهد للأمور، فلا شيء يبدو غامضا، فالواقع فاضح للجميع، ومن الأحاديث العادية وليست المسربة يكشف النخبة أو من يعتبرونهم نخبة، عن سوءاتهم وعن طبائعهم وعن تصرفاتهم التي قد تصل بالبعض منهم لدرجة الخيانة.. 

 
إذن.. شكرًا لك أيها العم سام الذي قرر كشف الجميع بوثائق مسربة، لم تأتِ بجديد عن دعاة بيزنس، حولوا الدين لتجارة واسترزاق علني قميء وتدنوا بالتدين، أو عن تسول محفوظ عجب الصحافة المصرية وعرض خدماته للبيع مع أي دولة، حتى لو كان ينتقدها في الماضي القريب أو عن منظر ومفكر (هكذا يطلق على نفسه!)، عروبي يبيع أسرار وطنه ولم تتم محاكمته حتى تاريخه بتهمة الخيانة!
 
ثم شكرًا للإخوان ولخميس أو نور الدين عبد الحافظ، الذي كشف زيفهم بحياته المفاجئة وقيامه العجيب من بين الأموات، فقد قامت قيامته فجأة ووجد نفسه في أحضان حسناوات تركيا ذوات الجمال الذي يفطر الصائم في رمضان لو أمعن النظر إلى حسنهن، ولكن خميس وكذبه لا يفطر أبدا.. نعم كذب الإعلامي الإخواني على الجميع وعلى شباب وفتيات الإخوان، الذين يحاربون بالنيابة عنهم منذ فض رابعة، بينما الأقوياء منهم والكبار والمحظوظون في رعاية دولة غنية قوية تمنحهم أشياء كثيرة، عدا الصدق الذي استخلصناه من كذب الجميع علينا وعلى نبلاء الثورة، وهو أن الجميع مقزز وطبقي وكاذب وفاجر مادام ينتمي لعالم الكبار سواء في الصحافة أو الجماعة أو الأحزاب أو المال أو الفن أو حتى كهنوت الدين بكل أسف! 
 
فالمجد والصدق فقط لضعفاء النبلاء الذين خرجوا في يناير 2011؛ بحثا عن عدل مطلق وحق مطلق وقيم مطلقة لغيرهم قبل أن تكون لهم، ولكن الكاذبين الأفاقين أنهكوهم وسرقوا ثورتهم، وتحالف الجميع على طمس القيم التي لم يعرفوها قط في حياتهم، حتى وصل الأمر لدرجة الإيمان بالله والكذب عليه والشك في وجوده وعبادته (احتياطيا)، فلو كان الله موجودا بحق فنحن إذن ربحنا من عبادته واتقينا ناره وعذابه لإنكار وجوده والكفر به! 
 
أما إذا كان الله غير موجود فلن تخسر شيئًا أيها العابد ولن يصيبك سوء، ولن تندم على عبادته؛ لأنك ستكون قد هلكت ولن تشعر بشيء!!!.. هذا ما قاله أحد النخبة الثوري شكلا وكذبا، ثم المقرب من كل نظام قبل وبعد الثورة، ثم أوصى به أحد الشباب الملحد حتى يؤمن بالله الذي قال عنه نصا (ومن قال لك إنني مؤمن بوجود الله تماما).. إن كان هذا مبلغ إيمانه بالله خالقه، فكيف يكون إيمانه بما يدعيه من أفكار ورؤى وآراء.. فقط تقرب للنظام زلفى احتياطيًا حتى تكون في أمن وفقط.. هل النظام أفضل من الله! 
 
إنها البراجماتية والنفعية العفنة والتجارة بكل شيء، التجارة بالإيمان والتجارة بالقيم والعبادة احتياطيًا دون قناعة، عكس ما كانت تدين به رابعة العدوية الزاهدة العابدة التي أحبت الخالق حبين، حبا لذاته العليا وحبا لأنه أهل للحب والعبادة.. رابعة العبادة وليست رابعة الجماعة التي قتل فيها الضعفاء والفراء، وهرب وفر منها سادات الجماعة وليس خميس وحده، وبالمناسبة فهذا الشخص ينتمي لعائلة كبيرة محترمة، ولها نصيب من مناصب الدولة الكبرى، ولذا كان له نصيب من طبقية وعنصرية ونفعية الجماعة. 
 
شكرًا لكم جميعا، فقد كشفتم عن أن مصر للأنقياء فقط وللفقراء الكادحين الذين لا يجدون من يحنو عليهم بحق، ويعانون حتى ساعته وسيبقون في المعاناة؛ لأنهم صادقون، المجد للصادقين فقط ونبلاء الطبقة الوسطى الذين لم يملكوا إلا ما كان يعينهم على إيقاظ المصريين فقط في يناير، ولم يكونوا بلطجية أو "شحاتين" مثلما ادعت عليهم إحدى ممثلات الدرجة الثالثة وأفلام المقاولات واللحم الرخيص. 
 
شكرًا لمن أتى بيناير وصدق وعده ولم يهرول للتخابر مع دولة خليجية وهو في أرذل العمر، أو من لم يكفه أموال السادات عندما استأجره معارضا مطبوخا على هواه، واستعان به مبارك لنفس الدور، وهنأ الإخوان بمرسي ثم انقلب على كل هذا وفقا للمصلحة، وذهب يتسول لقمة جديدة من سيد بعيد ولو عن طريق قلمه! 
 
شكرًا لتجار الفن وأشباه الموهوبين الذين يحاربون كل قيمة؛ إرضاءً لتجار الغرائز في رمضان التقي، لقد اتحدتم مع تجار السلع وتدنيتم بالفن من أجل الإعلانات؛ لتتحد غريزة الطعام مع غريزة الجنس؛ لتتربحوا وتتعايشوا على كل قميء ودنيء ومبتذل.. شكرًا لكم جميعًا، فقد أثبتم أن هذا الشعب وحده في واد سحيق، وأنتم في واد آخر، ومع ذلك تتطفلون عليه وباسمه! 
نقلا عن vetogate.com

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع