الثلاثاء ٢٣ يونيو ٢٠١٥ -
٣٩:
٠٩ م +02:00 EET
زهير دعيم
ليس سرًّا إن قلت أنّ لنا عضويْن عربيين مسيحيين في الكنيست الاسرائيلي، وقد توقعتُ أن أسمع تنديدهما الصارخ وأرى وقفتهما الشّجاعة في الطابغة، إثر العمل الاجرامي السّافر بحرق كنيسة الخبز والسمك ؛ الكنيسة الأثرية المقدّسة ، والتي كانت مسرحًا لأعجوبة تكثير الخبز والسمك .
حرقها شرذمة من المستوطنين في ليلة ليلاء مشؤومة ، فأدمت كلّ من حوى في قلبه ذرة من الانسانيّة.
نعم كنت أتوقّع – وهذا أمر طبيعيّ- أن يُدرجا هذا الحدث عاجلًا على جدول اعمال الكنيست ويضعاه بقوة على طاولتها، ولكن خاب ظنّي ، فلا صراخ ولا وقفة ولا نقطة بحث ولا يحزنون ، وإنما همسة خجولة هنا او هناك وعلى استحياء أو وقفة خجولة خلف الصفوف.
وأتساءل ويتساءل معي الكثيرون لماذا؟
وهل وقوف البرلمانيّ مع طائفته في محنتها أمر مشين يُخجل به ومنه؟
وهل الوقوف ضدّ الظُّلم ومع الحقّ في حرق كنيسة يُعتبر انتقاصًا من قومية هؤلاء النوّاب واعتداءً سافرًا على شموخهم القوميّ؟
عجب عُجاب !!!.
جميل ان نقف مع اهلنا في غزّة المحاصرين ومع قضايا شعبنا في الخارج، والأجمل أن نقف مع قضايانا في الدّاخل فنرفع الضّيم ونساهم في حلّ المشاكل العالقة التي تُدمي المواطن العربي الفلسطيني في اسرائيل.
حقًّا ، أن نقف ضدّ الحصار المفروض على غزّة جميل ، وجميل أيضًا ان نقف مع انفسنا فنرفع عقيرتنا بالصراخ والامتعاض والاعتراض.
كدتُ أقول انه نفاق وعهر سياسيّ.
وكدْتُ أقول مسح جوخ حينما يخجل عضو الكنيست المسيحيّ من اظهار عقيدته لئلا يقال عنه طائفيّ .
وكدت أقول أنّ أعضاءنا البرلمانيين خُلقوا فقط للتحدّيات الجِسام وركوب الامواج وكسر الحصار وقهر الأعداء ، أمّا أن ينضم الى ركب الصارخين ويكون في مقدّمتهم ضد الظلم وحرق الكنائس فهذا امر تافه..استميحكم ألف عذر..
الدورة البرلمانية الحالية وُلدت خديجًا وقد تعيش سنة او اكثر او أقلّ، ومن المؤكّد أنها ستقع مع اوراق الخريف ، وعندها سيعود هؤلاء الاخوة الى طلب تجديد البيعة والعهد لهم ولغيرهم، وعندها لكلّ حادث حديث كما كانت تقول جدّتي ..
قد يقول قائل : من قال لك انّ هذين البرلمانيين جاءا ليمثّلا ويملآ خانة الطائفة العربية المسيحيّة ؟
أقول له مرّة أخرى كما قالت جدّتي : العب غيرها وخيّط بغير هالمسلّة ، فالترتيب طائفي ، سواءً اعترفنا او لم نعترف ، وسيبقى كذلك في الشرق الى ان يأتي الربّ على السّحاب.، فالطائفية لها لونها وطعمها وبريقها سواء رضينا او لم نرضَ، وإن ظلّ مندوبينا يتسربلون بلباس الشمولية وحدها..
كم أتمنى ان اكون مخطئًا ، فأعضّ على شفتي ندمًا!!!