الأقباط متحدون - شحاتة هارون.. يهودي ضحى بابنته لأجل مصر.. تطوع بالجيش عقب النكسة.. وناصر يرد عليه بالاعتقال
أخر تحديث ٠٥:٤٩ | الخميس ٢٥ يونيو ٢٠١٥ | ١٨بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٠٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

شحاتة هارون.. يهودي ضحى بابنته لأجل مصر.. تطوع بالجيش عقب النكسة.. وناصر يرد عليه بالاعتقال

شحاتة هارون
شحاتة هارون

هارون: لن أترك مصر حتى ولو قطعوا رقبتي

هارون يعارض اتفاقية كامب ديفيد ويرى أن قيام دولة إسرائيل درب خيال

هارون يتطوع لمساندة القوات المسلحة بعد النكسة والرد كان الاعتقال والسجن!

هارون يفقد ابنته الكبرى وتموت بين يديه لأجل مصر

شحاتة هارون يرفض السفر لإسرائيل بعد قرار جامعة الدول الذي قضى بترحيل اليهود العرب

اعتقاله عدة مرات بسجون عبد الناصر


كتبت – أماني موسى
أن يولد المرء مصريًا يهوديًا فهذا قدره، وأن يعيش منذ مقتبل عمره في ظروف الصراع العربي- الإسرائيلي وإنشاء دولة إسرائيل فهذا قدره أيضًا الذي يحتم عليه ظروف أفضل ما فيها هو مر.

شحاتة هارون.. "يهودي في القاهرة" هو أحد أبرز اليهود المصريين الذي ولد وعاش ومات ودُفن هنا بمصر، رغم تعرضه لمضايقات عديدة من قبل النظام في الخمسينات مثل مثل سائر اليهود في هذا الوقت.

تعلم اليهودية على يد الحاخام والعربية على يد شيخ أزهري
ولد شحاتة هارون المصري اليهودي اليساري عام 1920، لأبوين مصريين يهوديين، وكان والده يعمل بائعًا في محل شيكوريل، درس شحاتة في مدرسة الفرير الكاثوليكية، والقى أصول الديانة اليهودية على يد الحاخام ، بينما أصول اللغة العربية على يد شيخ أزهري، ويقول عن نفسه: إن الديانات الثلاث قد أثرت بشكل أو بآخر في تكوينه الفكري.

اعتقاله عدة مرات بسجون عبد الناصر
درس الحقوق في "جامعة فؤاد الأول"، وانضم للتنظيمات الشيوعية التي ماجت بها القاهرة في أربعينيات القرن المنصرم، وتم اعتقاله أكثر من مرة، أحدهما في عام 1967 و 1975 ، و1979 بسبب معارضته لاتفاقيه كامب ديفيد.

شحاتة هارون يرفض السفر لإسرائيل بعد قرار جامعة الدول الذي قضى بترحيل اليهود العرب

رفض شحاتة الرحيل إلى إسرائيل بعد صدور قرار جامعة الدول العربية بترحيل اليهود العرب إليها، معلنًا تمسكه بالجنسية المصرية التي ظل عليها وبقي بمصر حتى غادر الحياة.

اتهم أكثر من مرة أنه جاسوس يعمل لحساب إسرائيل، وقام بتأليف كتب "يهودي في القاهرة" روى فيه تفاصيل معاناته وحبه الشديد لمصر وطنه الأم والتنكيل الذي تعرض له في عهد عبد الناصر بالسجون.

هارون يفقد ابنته الكبرى وتموت بين يديه لأجل مصر
ومن المآسي بحياة المصري اليهودي "شحاتة هارون" هو فقده لابنته الكبرى التي أصيبت بمرض خطير في الدم وكان علاجها يستلزم السفر إلى باريس، وعند توجهه لطلب التأشيرة، أصرت السلطات المصرية آنذاك بأنه إن سافر لن يعود إلى الوطن أبدًا، وكان الخيار صعب ما بين الوطن وفقد ابنته الكبرى، ولكنه آثر البقاء في الوطن وعلاج ابنته بالإمكانيات المتاحة في مصر.

ما أدى إلى وفاة ابنته الكبرى "منى"، ليقوم بعدها بإحراق كافة صورها حتى ينسى الأمر وبشاعته!

هارون يتطوع لمساندة القوات المسلحة بعد النكسة والرد كان الاعتقال والسجن!
وفي عام 1967 فتحت نقابة المحامين المصرية باب التطوع لمساندة القوات المسلحة، فكتب شحاتة إلى نقيب المحامين آنذاك يقول له: "عزيزي أحمد، تحية كفاح أبعثها إليك مع استمارة التطوع.. تاركًا لك اختيار المكان الذي أستطيع فيه أن أؤدي حقي وواجبي في المعركة، وإذ أعتبر مجلس النقابة قيادة لي"، وكان رد السلطات المصرية آنذاك هو الاعتقال السجن!

هارون يعارض اتفاقية كامب ديفيد ويرى أن قيام دولة إسرائيل درب خيال
كان هارون معارضًا لاتفاقية كامب ديفيد، وكان يرى أنها اتفاقية سلام أمريكية بشروط الصهيونية الحاكمة في إسرائيل، وأنها ضد مصالح الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، كما أنه كان يرى أن قيام دولة إسرائيل هو محض خيال وخرافة يستحيل أن تتحقق، إذ أنه لا توجد دولة في التاريخ تتألف من عنصر واحد فقط، وكان يرى أنها ضد التاريخ وضد قانون الطبيعة.

تبقى من بناته اثنين هما ماجدة ونادية، الأولى تزوجت من دكتور مسيحي إيطالي، وتزوجت نادية من مصري مسلم، وتوفيت منذ فترة قريبة.
وكان أصدقائه يلقبون منزله بـ محطة مصر، إذ يجمع بين جنباته كل الطوائف والديانات والجنسيات أيضًا وباعتباره منزل متميز يحتفل بكل المناسبات الدينية.

هارون: لن أترك مصر حتى ولو قطعوا رقبتي
كان هارون رومانسي للغاية في حبه لوطنه مصر، وقال عنها: "لن أترك مصر حتى لو قطعوا رقبتي، إنها وطني وحقي وواجبي، وأنا رجل محام لا يفرط في حقه ولا يتهرب من واجبه، ثم إنني لم أشعر في أي وقت من الأوقات بأن شعبها قد لفظني، وعندما قبض عليّ وجدت عشرات من المواطنين معي في السجن، ووجدتهم من مختلف الأديان والمعتقدات، ولم أشعر بأنني عوملت معاملة تختلف عنهم".

وبنفس لغته الرومانسية التي كان يتحدث بها عن مصر، خاطب الشاعر الفلسطيني محمود درويش عندما قرر الخروج من حيفا، مناشدًا إياه العودة إليها والبقاء فيها، فكتب له قائًلا: "تحية من القاهرة، صخرتي التي لن أبيعها باللآلئ، حبيبتي التي لن أهجرها، أنت وأنا الأمل، لو عدت أنت لحيفا، وصمدت أنا في القاهرة".

وفاته
توفي شحاتة هارون في مارس 2001 بعد فترة من إصابته بمرض الزهايمر، وكان يوصي بأن يدفن وفق الطقوس اليهودية رافضًا استحضار حاخام من إسرائيل للصلاة على جثمانه، وبالفعل أستدعت ابنته نادية حاخام من فرنسا للصلاة عليه وبقي جثمانه خمسة أيام بانتظار الحاخام.

وتقول نادية أن جريدة الأهرام رفضت نشر النعي الذي قالت فيه عبارة والدها الشهيرة "لكل إنسان أكثر من هوية، وأنا إنسان مصري حين يضطهد المصريون.. أسود حين يضطهد السود.. يهودي حين يضطهد اليهود.. فلسطيني حين يضطهد الفلسطينيون"، وذلك احتجاجًا على كلمة يهود،ثم تم النشر بعدما نشرته جريدة لوموند الفرنسية.

ومن المواقف المؤثرة التي روتها ابنته نادية حين قامت بزيارة قبر والدها واختها أنها شاهدت شباب يتجمعون ويسبون اليهود بشتائم إباحية، فصمتت ولكنها أشتاطت غضبًا حين قام هؤلاء الشباب بالتبول على قبر والدها وأختها أمامها، قائلة: جريت وراهم ومش عارفة لو كنت مسكتهم يمكن كنت قتلتهم.

رحل المصري الجنسية اليهودي الديانة صاحب الأكثر من هوية "شحاتة هارون" وبقيت قصته تدرس في حب مصر.



مراجع تم الاستعانة بها:
ويكيبيديا

أحاديث صحفية لماجدة هارون رئيسة الطائفة اليهودية بمصر

كتاب يهودي في مصر لمؤلفه شحاتة هارون


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter