بمجرد دخولنا المنزل، طالعتنا صور زوجها الشهيد العميد عامر عبدالمقصود، نائب مأمور قسم كرداسة، فى كل زاوية من زواياه، واستقبلتنا زوجته نجلاء سامى وابناها أحمد وعلاء، قائلة: «أنا فرحانة إنكم هتشاركونى الفطار لأن بجد مش حاسة برمضان من ساعة استشهاد زوجى». وأضافت أثناء تحضيرها مائدة الإفطار: «كل ما آجى أشرب شربة ميه ساعة الفطار، أفتكر ان زوجى مات صائم، وطلب الماء فإذا بإرهابية تدعى سامية شنن تسقيه بدل الماء مية نار»، موضحة أن زوجها يوم استشهاده كان صائما «الستة البيض من شهر شوال».
وتابعت: «بعد وفاة عامر مش عايزة أخرج ولا أزور حد ولا أفطر مع حد من غيره، الحزن خلانى أزهد فى الدنيا، عشان كدا عمرى ما هخلع الأسود، ده أنا حتى بنام بيه، ولا أدخل غرفة نومى منذ استشهاده ولن أدخلها قبل القصاص ممن قتله وهذا عهد أخذته على نفسى».
وتتذكر نجلاء الشهيد قائلة: «زوجى كان شخصية أسطورية.. محب لجميع الناس وخدوم ومحبوب، أشعر بوجوده حولى، وأوقات كثيرة أشعر أنه سيفتح الباب ويدخل علينا». وأشارت إلى أن ابنها أحمد الذى يدرس بكلية نظم المعلومات يسعى إلى الالتحاق بأكاديمية الشرطة لاستكمال مسيرة والده، برغم أنه كان يرفض الالتحاق بالشرطة، وعلاء الطالب بأولى ثانوى يسعى للالتحاق بكلية الشرطة، واصفا نفسه بعامر الصغير، ويريد استكمال مسيرة والده فى محاربة الإرهاب.
وتابعت: «كان نفسى اشوفه قبل ما يستشهد.. كان نفسى أفديه بروحى واحوش عنه اللى عذبوه وسحلوه ومثلوا بجثته، للأسف سرقوا كل حاجه حلوة منى، حتى موبايله وكل متعلقاته خدوها الإرهابيين، كان نفسى آخد موبايله لان عليه مقاطع بصوته وفيديوهات وهو يجود القرآن، عامر صوته كان حلو فى قراءة القرآن وكان أى اجازة ياخدها يستغلها فى ترتيل القرآن بصوته حتى إنه حفظ 10 أجزاء، وكان بيسمعهم ليا أثناء سفرنا بالسيارة للساحل الشمالى».
وكشفت زوجة الشهيد أنه تنبأ بموته فى عيده ميلاده 25 فبراير 2013، من خلال رؤيا تكررت أكثر من مرة قبل وفاته بـ15 يوما، بأنه سيموت شهيدا وسيدخل الجنة، حيث رأى أنه يدخل الجنة، وفى كل مره يفتح بابا للجنة يجد جنة أحلى من الأولى وفى الباب السابع للجنة ربنا كلمه وقاله (يرضيك يا عبدى) فرد قائلا (يرضينى كل الرضا)، فكلمه الله ثانية وقال له (تمنَّ علىَّ يا عبدى).
وقالت نجلاء إنها تعمل حاليا فى العلاقات الإنسانية بالداخلية للاهتمام بأسر الشهداء، فهى أكثر من يشعر بمعاناتهم، بجانب دراستها فى كلية الإعلام لعلها تخرج من حالتها النفسية السيئة، مشيرة لرفض وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم عملها فى هذا المكان خوفا على مشاعرها، إلا أنها صممت على موقفها، مستدركة أنها حاليا تشعر بالسعادة معتبرة كل أم شهيد والدتها.