الشربينى الاقصرى
فى البداية أحب أن أوضح للأخوة الإعلاميين بأننى مصرى من رأسى حتى قدمى وأننى لا أنتمى إلى أى حزب أو فصيل سياسى أودينى أواجتماعى.
حتى على مستوى القبيلة فى قريتنا فأنا ابن القرية المصرية لا ابن القبيلة العنصرية. وأوجه انتباه بعض الأخوة الإعلاميين قائلاًلهم: إن توجيه النقد الهادف والبناء إلى إعلامنا المصرى لايعنى التطاول على الذات العليا أو الخروج عن الدين والوطن أو أن يتهم النقادبأية تهم جوفاء لانهم قالوا الحقيقة المرة لكم .
الأخوة الأفاضل أبناء إعلامنا المصرى: إن بلدكم مصرذات الحضارة العريقة والعتيقة تعد من أعظم الدول التى نورت للبشرية طرق الهداية والعلم والمعرفة فكيف يكون هذا التهريج هو لسان حال إعلامها . إن معظمكم للأسف الشديد يتناول الموضوعات والقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية من باب العاطفة حيث التهوروالتسرع لا من باب العقل حيث الحكمة والتريث .
ومعظم رجال الإعلام فى مصر ينسون أنفسهم أمام الكاميرات ومكبرات الصوت وترتفع حناجرهم إما بالصراخ والعويل والتهويل. وإما بالطبل والزمر والتهليل . ومعظم الإعلام المصرى يصنف المواطنين إما ملائكة وإما شياطين. ثم يعود ويجعل من هؤلاء المصنفين العكس هو الصحيح بين عشية وضحاها. وهذه السياسة الإعلامية تطبق فى الداخل والخارج أيضا مع الدول والحكومات ومصيرهم إما جنة وإما نار. والإعلام المصرى هو الشرطى وهو القاضى والجلاد يفتح ملف القضية ويدلى فيها بدلوه ويصدر حكمه قبل المحاكم.
والإتهامات موجودة والأحكام مفصلة وموضوعة مسبقا. ًوالويل كل الويل لمن يخرج أويحيدعن الطريق الذى رسمه هؤلاء الإعلاميين. وللأسف الشديد معظم هذه القضايا التى يطرحونها للحوار والصراخ لا تفيد الوطن من قريب أو بعيد. إنها مهاترات شخصية لاغراض دنيئة مدفوعة الأجروالنصر لمن يدفع أكثر. والسؤال الذى يطرح نفسه على الساحة الإعلامية فى مصرلمعظم هؤلاء الإعلاميين المصنوعين صناعة خاصة : متى أيها الرجال الوطنيون تسخرون إعلامكم لصالح وطنكم وتنكرون ذاتكم حباً لتراب هذا الوطن الذى تحول بفضل إسلوبكم المتدنى إلى سيرك من التهريج . أيها الإعلاميون الشرفاء: مصر تنتظر أفكار عقولكم لا صراخ حناجركم بعواطفكم . .