نعيم يوسف
الأيام الماضية نشرت العديد من الصحف والمواقع الإخبارية أخبارا كثيرة حول مجموعة ممن يطلقون على أنفسهم "متضرري الأحوال الشخصية" والذين زعموا وجود تمردا على البابا تواضروس الثاني، بحجة أنه "فشل في حل مشاكل الأحوال الشخصية"، وهو الأمر الذي يعد وهما يعشش في أدمغة أصحابه فقط لا غير..
هؤلاء الأشخاص كل ما يرغبون به هو "الضغط الإعلامي" على أعصاب المسؤولين عن الكنيسة، وذلك واضحا جدا في منهجهم وأسلوبهم، سواء في المظاهرات المفتعلة في الكاتدرائية وأمام الكاميرات وفلاشات الإعلام، أو في البيانات التي يصدرونها كل يوم أو يومين، ثم يقوم أصدقائهم في مجموعة أخرى بإصدار بيان تأييد أو معارضة لهم بعد عدة أيام، وذلك حتى تظل بؤرة الضوء مسلطة على الموضوع سواء بالمعارضة أو التأييد..
ربما تكون فكرة التمرد على البطريرك قد وقعت في تاريخ الكنيسة قبل ذلك، ولكن.. هل تجدي هذه الطريقة نفعا مع شخصية بحجم شخصية البابا تواضروس، بالإضافة إلى الظروف التي تعيشها الكنيسة، والشعب القبطي ككل، خاصة إذا كان هذا التمرد ليس ضد البابا فقط، وإنما ضد عقيدة يؤمن بها الأقباط الأرثوذكس على أنها جزءا من الإنجيل والوصايا، فتخيل ساعتها كيف يكون الوضع..
بالطبع سيكون البابا تواضروس -في حال وجود هذه الحركات فعلا- حامي للإيمان في نظر وعيون العامة، وتاريخ الأقباط يشهد بأنهم في هذه الحالات يكونون مع بطركهم قلبا وقالبا... وبالتالي فإن ما يفعله هؤلاء ليس إلا محاولة فاشلة للضغط على شخص يحتمي بـ"قداسة" في عيون الملايين من المصريين ولذلك فإن ما يفعله عشرات من الأقباط لما يسمونه "التمرد" ما هو إلا وهما ليس إلا...
ولكن..
هل الكنيسة بريئة تماما مما يحدث؟؟؟ أم أنها تحصد نتيجة تسطيح المفاهيم الدينية؟؟ وتحصد نتيجة الجهل الذي انتشر في عقول الكثير ممن يُسمون "رعاة"؟؟ وتحصد نتيجة الفساد والمادية التي نخرت في عظامها لدرجة أصبح فيها الكاهن "تاجرا" وليس "راعيا"؟؟؟ وأصبح الكاهن يصلي في طقس الإكليل "على أد فلوس العريس" بمعنى أنه "لو دفع كويس" فإن صلاة الإكليل تأخذ وقتا طويلا، والعكس صحيح؟؟ فاهتموا بالماديات وتركوا الروحيات.. ولذلك وصلنا إلى ما نحن فيه الآن...