الجمعة ٢٦ يونيو ٢٠١٥ -
٣٢:
٠٤ م +02:00 EET
عساسي عبدالحميد - المغرب
أصبح لدى المتتبع للشأن السياسي اليوم بمنطقة الشرق الأوسط قناعة تامة بأن السعودية تمر بمرحلة مفصلية دقيقة، فالمملكة التي تقبع على أكبر احتياطي للنفط في العالم وتقوم على تدبير أكبر سياحة دينية " الحج والعمرة " حيث تعمل على توفير الجمرات لحجيجها الآتي من كل ردم عميق لرجم أعور مكة الغرنيق ،
هذه المملكة بدأت خزينتها تعرف نزيفا مهولا و مخيفا في ظل تهاوي أسعار النفط الى حضيض غير مسبوق ..وبداية دخول الصخور النفطية حيز الإنتاج والتصدير في السوق العالمية .. وأيضا في ظل الاحتقان الشعبي الذي وصل ذروته نتيجة تردي الخدمات الاجتماعية وازدياد عدد العاطلين بين صفوف الشباب وارتفاع معدلات الفقر ..
في البدء و قبل تمويلها للحرائق في العراق و سوريا واليمن صرفت المملكة الوهابية ميزانية ضخمة لنشر مذهبها الوهابي الابن تيمي الذي يعد مرجعا شرعيا لنظامها الحاكم والذي تتخذ منه ذرعا لصد التمدد الشيعي الايراني وتحويل رياح الحداثة والعلمانية النقيضة لعقيدة الحجر الأسود بعيدا عن وديان الوهابية المتصدعة وكهوفها المسدلة بالعناكب وهوام الصحراء حيث مهبط الوحي ....
السعودية، وغداة سقوط صدام حسن سنة 2003. وبتأطير وتوجيه من رجال دينها أرسلت الانتحاريين الى العراق للتنغيص على ايران بعد تنامي نفوذ هذه الأخيرة، ومن هؤلاء المرسلين المبتعثين كانت البذرة التي أينعت و أخرجت للوجود غولا اسمه داعش على شاكلة غرانيق السلف البائد من أمثال ابن العاص حارق مكتبة الاسكندرية وقاطع رؤوس الأقباط التي كان يعلقها على أبواب المساجد تخويفا وترهيبا ، وعلى شاكلة فلول المرتدين بعد موت نبي الاسلام الذين كادوا أن يحرقوا مكة بكعبتها و أكسسوارتها لولا تدخل الخليفة أبي بكر بن أبي قحافة الذي وجه نزعة هؤلاء المرتدين و ملكاتهم القتالية نحو فتوحات خارج أرض الجزيرة ليشفوا غليلهم في شرب الدماء و افتضاض البكارات ...
داعش الابن العاق للوهابية السعودية الذي وصف أميرها أبو بكر البغدادي النظام السعودي برأس الأفعى وموطن المرض ...فأي عقوق أكثر من هذا أن يصف الابن أباه بهذه الصفة الشنعاء ؟؟
السعودية ولخوفها الشديد من انفلات أمني بمصر دعمت الحاكم العسكري العاجز عن حماية أقباط مصر من اعتداءات اخوانه من الرضاعة بأموال طائلة " زي الرز المتلتل " ليكون حائط صد لأي فوضى قد تندلع بأرض الكنانة وتعبر البحر الأحمر نحو بلاد الحرمين فتكون الفتنة التي لعن الله موقضها ...
حكام السعودية يعملون اليوم على تدبير الوضع الأمني للمنطقة الشرقية لمملكتهم حيث المعقل التاريخي للشيعة المطالبين بالحق في الحرية والاعتقاد والمواطنة والثروة، فمشايخ الوهابية يعتبرونهم أخطر كفرا من اليهود، والدولة تمنعهم من تبوأ المناصب السيادية، فلا حق لهم في الاستوزار مثلا مهما كانت الكفائة والمهنية....
ما صرفته السعودية على الارهاب وطيلة عقود لو تم توجيه ربعه للتنمية والمشاريع العملاقة في عدد من بلدان الجوار ومنها اليمن والصومال والسودان .....لكانت شعوب هذه المنطقة ترفل في الخير والأمن، لكن النعرة الوهابية آثرت استحضار ملاحم رواد الارهاب من عورة التاريخ وشقوق الوادي
المتصدع لترويع الناس وارهابهم وتجهيلهم ، نعم لقد صارت قناعة لدى المنتظم الدولي بأن هذا النظام السعودي صار يشكل عبئا و خطرا على المجتمع الانساني ولهذا يجب التخلص منه في أقرب وقت ممكن ..
عبر العديد من المنابر الاعلامية و على صفحات مواقع التواصل لاجتماعي أصبح هناك حديث يتردد كثيرا وباستمرار "" انهيار وشيك للنظام السعودي "" .. " تفتيت السعودية "...." أفرد من الأسرة الحاكمة تستعد للفرار " ...
هذه قناعة و استنتاج خلص اليه المزاج العام بما فيه رعايا بني سعود أنفسهم داخل مملكة الخوف التي حان الوقت لتحطيم أصنامها، و اتلاف مشاتل سمومها و تحرير مسجونيها من جلاوزة آل سعود وسدنة الحجر الأسود..
Assaassi_64@hotmail.com