السبت ٢٧ يونيو ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
السيس والبابا تواضروس
مينا ملاك عازر
مر عام من حكم السيسي لمصر، وقد كتبت مقالاً عن أنه طبيب وليس جراح، ويحتاج لمشرط لينفذ الكثير من المشاريع، ولينجح الكثير من المشاريع ويبتر الكثير من العراقيل، ويعدل المايلة في الجهاز الإداري لكنني اليوم أراني بحاجة لكتابة تقييم سريع لم أكن أحب أن أكتب عنه، لكن للنجاح فيه، أجد نفسي مضطراً لتقييمه.
أتحدث عن السيسي والأقباط في عام حكمه الأول، زار الكاتدرائية أثناء قداس عيد الميلاد صحيح لم يزرها أثناء قداس عيد القيامة ويبدو أن هذا لأنه لم يكن في المطار وبالتالي ليست في طريق عودته أو لمواءمات مع السلفيين، وهي مواءمات تفهمناها ولكن المدنيين وليس الأقباط فقط لا يقبلونها.
السيسي أعاد أسر مهجرة في بني سويف لكنه لم يعد كل من هُجروا قبل حكمه، وهنا أضع على رأس المهجرين المصريين النوبيين، السيسي يتعامل مع الكنيسة المصرية بكل محبة كما أن الكنيسة هي الأخرى تعامله بكل حب ومودة وتتضامن معه في كثير من المواقف، بدليل زيارته للأمم المتحدة ثم ألمانيا حيث كان محتاج لدعم الأقباط بحق.
السيسي يتعامل مع الأقباط على أنهم مصريين ليسوا أقلية، وهو أمر طيب لكنني قليل ما رأيت قبطي في منصب حساس باستثناء السيد منير فخري عبد النور الممسك بتلابيب وزارة التجارة والصناعة لا يفرط فيها ويبدو ذلك لقبطيته وللأسف ليس لنجاحاته.
السيسي يحقق فشل كبير في الإبقاء على حكومة سلفية الهوى تتحالف مع السلفيين فيما يضر الوطن، ويؤذي مشاعر الكثيرين، ويعطل عجلة التقدم والتنمية.
يبقى لنا في ختام المقال أن أؤكد أن معاملة السيسي الحسنة مع أقباط مصر يستحقونها وليست كرم منه ولا جدعنة، فالكل يذكر كيف وقف البابا لجواره في بيان الثالث من يوليو من عام 2013 وهي وقفة ليست دعم ولا تأييد بقدر ما كانت من وازع وطني ليس جديد على الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية التي
ترفض الدخول للقدس إلا بجوار إخوانهم في الوطن المسلمين، وهذا قدر الكنيسة أن تدعو لكل رئيس يرأس مصر في صلواتها اليومية، وتنتظر منه المعاملة الحسنة، واياً كانت معاملته حسنة أو سيئة تبقى تدعو له وتصلي لأجله، فقد دعت لمرسي إلى أن جاوز المدى ولفظه الشعب، ودعت للقائمين على الأمن وقتها كوزير الداخلية وهم يحاصرون الكاتدرائية ويرمونها بقنابل الغاز المسيل للدموع، ولا يحمون رعيتها الدينية بمنطقة الخصوص، والكثير من القرى
المصرية، ويتفرجون على الكنائس وهي تهدم وحتى في ظل غياب الإخوان وأثناء فض رابعة، أخذت الكنائس تُحرق وبقت الكنيسة تدعو للحكام وتصلي لهم، ولذا يقدر السيسي وطنية الكنيسة المصرية وعليه فأقباط مصر ينتظرون منه المزيد من الحقوق، ولا يصدق ما يدعيه الإرهابيين المسالمين السلفيين من أن الأقباط يحصلون على أكثر من حقوقهم.
المختصر المفيد السيسي والمصريين "الأقباط" إيد واحدة.