فاروق عطية
كتبت منذ 4 أعوام (شهر يونيو) مقال بعنوان حكايتي مع الحمير جاء فيه أن الحمار حيوان لطيف وظريف وحمال أسية, يعمل بإخلاص دون تذمر ويأكل ما يقدم إليه دون اعتراض, تبنٌ كان يأكل, شعير لا بأس,
قليل من الفول عظمة علي عظمة, برسيم أو أى نبات أخضر منتهى الأمتنان والغبطة. رغم أن الإنسان بجهله يعتبر الحمار قمة الغباء ويصف أخاه الإنسان إذا كان قليل الفهم بالحمار, لكن الحقيقة هي أن الحمارحيوان شديدالذكاء فالإنسان رغم إدعائه بأنه أذكى مخلوقات الله قد يتوه عن الطريق لكن الحمار أبدا لا يتوه
ويعرف طريقه بدقة. وعددّت في المقال أنواع الحمير وجنسياتها المختلقة, كما ذكرت بعض من ذكرياتي الظريفة والطريفة مع الحمبر. كما ذكرت قصة إنشاء جمعية الحمير المصرية التي أسسها توفيق الحكبم رحمة الله عليه, وكيف أكتشف أحد أعضائه فيّ شيئ من الحمورية فأراد ضمي للجمعية.
وإليكم الرابط الالكنروني لمن يريد الاطلاع علي هذا المقال
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=264902
وفي نفس العام أيضا (شهر سبتمبر) كتبت مقال آخر بعنوان حماري وأنا حرّ فيه, عرضت فيه الحمار في الأساطير المصرية واليونانية والبابلية والصينية. كما ذكرت الحمار في الديانات المختلفة الوثنيه والديانات السماوية الثلاث. وذكرت أن هناك شعوبا تأكل لحم الحمير ولا تجد غضاضة فى ذلك,
وهناك شعوبا تأكلها لفقرها وحاجتها, وهناك شعوبا تأكلها مجبرة غشا وخداعا دون أن تعلم. فشعوب شرق آسيا وخصوصا الصين يأكلون كل ما يدب على الأرض ما عدا السيارات والإنسان, ويستسيغون أكل الحمير والكلاب والزواحف والحشرات. وهناك شعوب فيها طبقة فقيرة غير قادرة, ففى تونس يلقى استهلاك لحوم الحمير رواجا كبيرا لرخص أثمانها مقارنة ببقية اللحوم وأن جزاري هذه الحمير يبيعون أسبوعيا 13 طنا من لحم الحمار لعائلات "محدودة الدخل" فقيرة ويربحون أضعافا مضاعفة مقابل هذه التجارة,
وهم يعرفون أنها لحم حمير ولا يجدون حرجا في استهلاكها لرخص أثمانها. وذكرت أن هناك شعووبأ أذلها حكامها وأغنيائها وتجارها وأطعموهم لحم الحمير على أنه لحم بقر, ففى مصر تم ضبط بعض الجزارين وتجار اللحوم يتاجرون بلحوم الحمير, وذكرت أن الدولة قد استقبلت شحنة لحوم حمير من باراجواي واعترضت الجهات الرقابية بالوزارة والميناء الا أن المسئولين أصدروا موافقة صريحة بدخولها للاسواق واستهلكها الشعب المصرى بالهنا والشفا.
ثم عرجت في المقال للناحية الدينية حيث تحرم الديانة اليهودية أكل الخيل والبغال والحمير والجمال لأنها ليست ذات أظلاف مشقوقة. وفى المسيحية لا يوجد نص يحرم لحم الحمير, ويحل لنا أكل ما يستساغ ( ليس ما يدخل الفم ينجّس الإنسان، بل ما يخرج من الفم هذا ينجّس الإنسان ( متى 11:15)، كل الأشياء تحل لي لكن ليس كل الأشياء توافق , كل الأشياء تحل لي لكن لا يتسلط علي شيء (كورنثوس الأولى 6: 12). كما لا يوجد نص قرآنى يحرم أكل الحمير, ولكن هناك حديث نبوى يحلل أكل الخيل والحمير الوحشية وينهى عن أكل الحمير الأهلية لأنها آلة حمولتهم منذ القديم, وحيث لدينا الآن وسائل مختلفة لنقل حمولتنا فينتفي الغرض من تحريم أكل لحومها.
والرابط التالي لمن يريد الاطلاع علي المقال المنوه عنه:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=274271
عجبت لتفاجؤ الناس من اكتشافهم أن هناك في الفيوم مزرعة لتربية وذبح الحمير وتوريدها لمعظم محافظات مصر وللقاهرة النصيب الأعظم, وأن أشهر المحلات التي تقدم الكباب كأبو شقرة والدهان وغيرهما وأن محلات الحواوشي كلها تقدم مأكولاتها من لحوم الحمير. لماذا تفاجأتم يا قوم
وحكوماتكم تعلم وتوافق بل تستورد لكم لحوم الحمير من باراجواي, لا تقولوا لي أنكم لا تعلمون وقد سجلت مضابط مجلسي الشعب والشوري "المنحلين" مئات الاستجوابات والبيانات العاجلة وطلبات المناقشة حول شحنات الأغذية المستوردة من الخارج. تصدرت اللحوم الفاسدة أعلي الارقام في عدد المساءلات البرلمانية, منها أنه قد استقبلت الحكومة شحنة لحوم حمير من باراجواي واعترضت الجهات الرقابية بالوزارة والميناء الا أن المسئولين أصدروا موافقة صريحة بدخولها للاسواق واستهلكها الشعب المصرى بالهنا والشفا, وقد كانت هذه المناقشات مذاعة ومتداولة. كيف تدعون أنكم لا تعلمون وأنتم تأكلون رغيف الحواوشي بثلاث جنيهات وهو يتكلف علي الأقل 6 أو 7 جنيهات لوكان من لحوم غير لحوم الحمبر؟ الحقيقة المرة أن الفقر وعدم القدرة تجعل الإنسان يأكل أي شيئ أفضل من لا شيئ ويتعامي عن مصدرها ونوعها.
وما يبدو أنه قد فاحأ الناس وأصابهم بحالة من الرعب هو أنه في يوم الثلثاء 9 يونيو ضُبطت مزرعة لتربية "الحمير" بطريق القاهرة - أسيوط الغربى وجد بها 1500 حمار حى، وقرابة 80 حمارا مذبوحا، وتم ضبط صاحب المزرعة و8 جزارين.
أشار مصدر مسؤول إلى أن صاحب المزرعة كان يستعين بلودر يقوم يوميا بالحفر ودفن الرؤوس والأرجل والأحشاء، ولم يتم الاستعانة بأى طبيب بيطرى رغم كثرة عدد الحمير بالمزرعة. كما أشار إلى أن المتهم استعان بـ 8 جزارين من كرادسة والجيزة، وكان يتقاضى كل منهم 600 جنيه يوميا مقابل العمل من 6 صباحا إلى 6 مساء، وأن المزرعة تعمل منذ 15 يوما، مؤكدا أن هناك شواهد لا تتفق مع ادعاء المتهم بأن هذه اللحوم مخصصة كطعام للأسود فى السيرك، حيث إن اللحوم يتم تشفيتها وتغليفها بشكل حرفى ونقلها في سيارات مبردة، والأسود لا تأكل اللحوم المشفاة وتفضل اللحوم بالعظم والغير مبردة. واتهم صاحب المزرعة بذبح أعداد كبيرة من الحمير (15 حمار يوميا) وتجهيز لحومها لبيعها لبعض المطاعم الكبرى في القاهرة والجيزة ومطاعم الكباب والكفتة والمشاوي. وقالت النيابه إن صاحب المزرعة كان يورد لحوم الحمير إلى أكبر المطاعم في البلد، وعلى رأسها مطاعم: «ال ب ، أبو ش ، كباب ع و ، م »، وغيرهم من المطاعم الشهيرة. وكشفت التحقيقات التي اجرتها نيابة الفيوم مع جزاري الحمير انهم قاموا ببيع 400 حمار الى المطاعم المشهورة بالقاهرة،
وعن ظاهرة تداول لحم الحمير صرح الدكتور لطفى شاور رئيس إدارة التفتيش على المجازر والصحة العامة السابق إن غياب الرقابة البيطرية والأمنية وراء انتشار عمليات ذبح لحوم الحمير في مصر خلال السنوات الماضية. وأضاف أن ذلك سمح بتسرب أنواع مجهولة من اللحوم إلى الأسواق وخداع المستهلكين الذين أقبلوا عليها لرخصها وجودة طعمها، رغم وجود القرار الوزارى رقم 517 لسنة 1986 والخاص بتنظيم وتداول الذبح في المجازر، ومنع ذبح وتداول لحوم حيوانات الفصيلة الخيلية. وأشار شاور في تصريحات إلى أن الحمير ساهمت في سد الفجوة الغذائية في مصر خلال السنوات الأخيرة، وأن المواطنين انخدعوا كثيرا في لحوم مجهولة المصدر، لافتًا إلى أن المواطن ليس دوره في الرقابة وكشف أنواع اللحوم والتفرقة بينها في حين أن الدولة تمتنع عن تعيين الأطباء البيطريين العاطلين عن العمل لتشديد الرقابة على الصحة العامة. وأكد شاور أن المواطنين قد يقبلون على لحوم الحمير كونها تحتوى على نسبة كبيرة من الجليكولين وهو ما يعطيها طعما “مسكرا” إلى جانب أن أليافها ناعمة ودقيقة وهو ما يجعل لحمها طريا ومستساغا من الجمهور، منوهًا أنه لا يوجد أي ضرر صحى من تناول لحوم الحمير.
تساءل الدكتور تامرسمير عضو نقابة الأطباء البيطؤيين هل مؤسسة الرئاسة بها طيب بيطري يشرف على أكل الرئيس؟، وارد أن الرئيس نفسه قد يكون بياكل لحم حمير. وقال إن المواطن لن يستطيع التمييز بين لحم الحمير والبقري وإنما هذا الدور هو مسئولية الجهات الحكومية من خلال عمل حملات رقابية وتفتيشية على المذبوحات خارج المجازر. وتابع أن منطقة ميت غمر تسجل أعلى معدلات الذبح خارج المجازر نظرًا لغياب أطباء البيطريين، مشيرًا إلى أن ظاهرة انتشار ذبح الحمير وبيع لحمها للمواطنين راجع لعدة أسباب منها قلة أعداد الأطباء البيطريين المنوطين بالتفتيش والإشراف والرقابة على عملية الذبح على مستوى الجمهورية حيث يوجد في محافظة القاهرة بأكملها 7 أطباء بيطريين فقط بما يعني أن الطبيب لن يمر للتفتيش إلا مرة واحدة كل 4 أعوام. وأشار إلى أن إجمالي عدد الأطباء البيطريين هم 500 بيطري بحملات التفتيش على مستوى الجمهورية. وأوضح سمير عدم تعاون وزارة الداخلية في النزول مع الأطباء البيطريين بحملات التفتيش وكذلك عدم وجود أفراد شرطة داخل المجازر لحماية الأطباء ضد اعتداءات التجار، مضيفًا: كما يعد جهل المواطن بأهمية الطب البيطري أحد أسباب استغلاله من قبل الجزارين في بيع لحم الحمير على أنه بقري ناهيك عن عدم وجود توعية لدى المواطن بسلامة الذبح والغذاء. ولفت إلى أن أحد أسباب تفشي ظاهرة ذبح الحمير وبيع لحومها هو عدم تولي الأطباء البيطريين جهاز سلامة الغذاء وعدم وجود ثروة حيوانية كافية في مصر وكذلك عدم تنمية الثروة المتاحة مما أدى لارتفاع أسعار اللحوم وجشع التجار ولجوئهم لذبح الحمير. مشيرًا إلى أن الأخطر من لحم الحمير هي الذبائح النافقة والمريضة التي تتم خارج المذابح. وشدد على أن حالات التسمم التي تحدث بالمدن الجامعية أغلبها ناتج لعدم وجود أطباء بيطريين بها، موضحًا أن المشكلة أكبر من حمار اتدبح بل المشكلة تكمن في اقتصاد دولة.
وفي الحقيقة لحم الحمير كما قال رئيس هيئة سلامة الغذاء التابعة لوزارة الصحة، حسين منصور، إن مثله مثل أي لحوم أخرى إذا اتبعت الإجراءات السليمة أثناء الذبح، مشيرًا إلى صعوبة التفريق بين لحوم الحمير والقطط والكلاب واللحوم العادية إذا تم “فرمها. كما صرح نقيب البيطريين الأسبق، مصطفى عبد العزيز، إن لحوم الحمير لا تسبب خطورة على صحة الإنسان، وإن “طعمها أفضل من لحوم الأبقار؛ لارتفاع نسبة المواد السكرية بها”. ومن الناحية الشرعية فهو حلال, فقد قدم للرسول(ص) فخذ من لحم حمار فأكله كما ذكر في صحيح البخاري. إذن تكمن المشكلة في رأبئ في نقطتين, أولهما أن الذيح يتم دون إشراف بيطري للتأكد من سلامة الحمار صحيا, النقطة الثانية في الغش التجاري إذ يباع لحم الحمير علي أنه بقري. يتم تحديد سعر الحمار حسب صحته وقوته وغالباً ما يتراوح ثمنه من 2000 إلي 3000 جنيه، كما أن تكلفة أكل الحمار رخيصة للغاية ما لم تكن منعدمة حيث يلجأ البعض لإطلاقه في الشوارع ليأكل من القمامة والحشائش في الأرض، وعند ذبحه من الممكن أن ينتج حوالي 200 كيلو من اللحوم وهو ما يعني أن الكيلو من لحم الحمير يكلف التاجر حوالي 15 جنيها، وبالتالي يكسب فيه التاجر والجزار أضعافاً مضاعفة علي حساب المواطن. ومن الأجدي والأفضل أن يباع لحم الحمير في محلات مخصصة كما هومعمول به في تونس ويباع بأسعار مناسبة.
وثيت صحيا أن لبن الحمير يماثل لبن الأمهات ويعتبر من أفضل الألبان صحيا. وفي سنتياجو عاصمة تشيلي يمر فنا مدربا علي حلب الحمير في شوارع العاصمة ليبيع لبن الحمير الطازج للزبائن حلبا, ويفضله النلس هناك مع وجبة الإفطار ويقولون أنه مفيد في حالة حموضة المعدة ويقضلونه أيضا للأطفال الرضع.
ويمكنكم مشاهدة بائع لبن الحمير في سنتياجو علي رابط هذا الفيديو:
https://www.facebook.com/monaroman2/posts/10153547501759381