الكلام الذي صدعنا به بعض الذين لم يتعمقوا في ظاهرة الإرهاب هو أن أسباب الإرهاب هي الفقر والجهل، ولكن هل ما يزعمونه صحيح؟.. لك أن تتيقن مائة بالمائة أن هذا الزعم فارغ لا سند له، أما عن الجهل والفقر فلا يمكن لأحد أن ينسى أن أحد أعمدة الإرهاب في عصرنا الحديث هو "أسامة بن لادن" الذي كان أحد أكبر أثرياء العالم، كما أنه كان قد حصل على شهادته العليا في تخصص علوم الاقتصاد، ومعه أستاذ الإرهاب الأكبر أيمن الظواهري، الطبيب المصري الذي ينتمي إلى عائلة من أكبر العائلات المصرية، ولك أن تتحدث بلا انقطاع عن المهندس خيرت الشاطر، ملياردير الإخوان، ويوسف ندا صاحب البنوك والشركات العالمية، وفريق أساتذة الجامعة الإخوان مثل محمد مرسي ومحمود عزت ومحمد بديع ومحمود غزلان ورشاد البيومي وغيرهم.
بل إن جماعة الإخوان هي أكثر جماعة في العالم كله، في ضم أساتذة جامعة في تخصصات مختلفة، فإذا انتقلت من جماعة الإخوان إلى باقي جماعات الإسلام السياسي ستجد أنهم أكثر شرائح مجتمعاتهم ثراءً، وعلى سبيل المثال ستجد أن حزب التحرير في الأردن ودول المهجر يضم كبار رجال الأعمال، وجمعية العدل والإحسان في المغرب تضم أغنياء المجتمع المغربي، أما المدرسة السلفية والحركة الوهابية فهي أكبر مستودع للمال في العالم كله.
آن لنا الآن أن نركز على الخطاب الديني؛ لأنه هو السبب الرئيسي في كل المعاناة التي نعانيها حاليًا، لذلك كانت توجهات الرئيس السيسي تركز حول ضرورة أن تقوم الأمة بثورة دينية، ثورة تصحح المفاهيم المغلوطة التي دخلت على الدين وغيرت مقوماته، ثورة تعيد للدين وظيفته في الحياة، فالله خلقنا كي نعمر الأرض لا كي ندمرها، قال لنا في كتابه الكريم "هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها"، أي طلب منكم تعميرها وليس تخريبها وحرقها، نحتاج إلى ثورة دينية نتخلص فيها من نصوص ظن الناس أنها مقدسة؛ لمجرد أنها وردت في كتب التراث، وهي في الحقيقة من صنع إبليس وأعوانه، نحتاج إلى ثورة تعيد صياغة العقل المسلم من جديد، فليس يقبل مثلا أن تظل الفتاوى المفزعة تطل برأسها علينا كل حين، فتحول حياتنا إلى حرب مستمرة مع طواحين الهواء.
نقلا عن فيتو