السبت ٢٧ يونيو ٢٠١٥ -
٣٩:
٠١ م +02:00 EET
عزيز الحافظ
كجيران بالجغرافية لدولة الكويت الشقيقة, نشعر بفخر كبير من إن هذه الدولة التي استباحها الطاغية المقبور , لم تحمل ضد شعب العراق بكل أطيافه ومذاهبه ضغائنا من النوع المتراكم في النفوس المريضة... نعم كانت الكويت تنتظر بإستشراق أميرها الشيخ الاحمد ذو النظرة الثاقبة والخبرة المستنيرة بجهد دبلوماسي سنواتي متراكم..
كانت تنتظر الكثير من خطوات الحكومات العراقيةالمتعاقبة فلم تتنازل عن تعويضاتها وحقوقها ولكنها بدأت بخطوات يحسّ المواطن العراقي بقيمة الاخوة بين جوانحها تجاه النازحين وتجاه الكثير من المواقف المؤيدة للحكومات الدستورية العراقية المتعاقبة دون أن تلتفت لمذهبية مقيتة تجعل من الصعب عليها فرز الخيط الابيض من الخيط الاسود بحكمة أميرها.
وطيلة هذه السنوات كنا نشعر بإن دولة الكويت تترك مساحة للحريات لمواطنيها متميزة لمن ينظر للتضييق المذهبي أو تقييد الحريات فمن فخر العراقيين ان تجد في المناسبات الدينية للشيعة في العراق ،
وجودا كويتيا شعبيا متميزا وباسقا لسنوات وتجد الوفود الدينية العراقية تزور الكويت دون ان تجد تلك الموانع الوهمية التي تخالط وجودهم في الدول الشقيقة الآخرى.
ومنذ سنوات مضت كان الدكتور الاديب الراحل الشيخ الوائلي له منبرا ثابتا في الكويت يحتضن كلماته الصادقة ولايكمم فاهه ولايتعامل معه بمغلوقية مذهبية. اليوم الجمعة 26/6/2015 تعرضت الكويت الهادئة الوديعة لفاجعة كبرى أستدعت زيارة اميرها الحكيم على الفور لموقع جريمة تفجير إنتحاري على مصلين شيعة صائمين في جامع الامام الصادق مع قساوة الحدث وبشاعته ولاانسانيته ولكنه خرق امني قد نقول يحصل لاول مرة في الكويت الوادعة من آزمات تضرب أطنابها في أغلب الدول العربية.
اليوم ودعت الكويت نخبة من مواطنيها الابرياء وفي بقعة مقدسة من ارضها وفي شهر رمضان الكريم.. لاارسم تراجيديا ماحصل.. فكل قلب فيه انسانية يتعاطف مع ذوي الضحايا من كل الاعمار والفئات..
اليوم يجب ان تكون لكل الدول العربية وقفة ضد الارهاب فهناك في الكويت من يرعاه مستغلا سماحة الحرية بالاتجاه السلبي وهناك حتما خلايا نائمة ستستيقظ فقط لالتؤذي مذهب معروف بل لتؤذي أطياب الكويت وحكامها وتزيد معاناة العوائل المفجوعة فنحن في العراق جّبلنا على جلبة الارهاب اليومي ولكن في الكويت هي طفرة نوعية تهدد هدوئها وتعايش ابنائها وقوة علاقاتهم الاجتماعية المعروفة بعيد عن التخندق الطائفي المقيت.
اليوم سيخفف عن عوائل شهداء صلاة الجمعة, زيارة أمير الكويت لابنائه وبنفسه وبعد لحظات من الحادث الغاشم.. تلك الحكمة القيادية التي نريدها في كل اتجاه... والرحمة لاهالي الضحايا مع قساوة التفاصيل .. ارتدت الكويت ثوبا حزائنيا...لن تنساه كل عوائلها الطيبة في شهر رمضان.