الأقباط متحدون - جماعة الإخوان والصدام الدائم مع المجتمع والسلطة الحاكمة (1928-2015م)
أخر تحديث ١١:٠٧ | الثلاثاء ٣٠ يونيو ٢٠١٥ | ٢٣بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٠٧السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

جماعة الإخوان والصدام الدائم مع المجتمع والسلطة الحاكمة (1928-2015م)

  د.ماجد عزت إسرائيل
   نشأت جماعة الإخوان المسلمين في مدنية  الإسماعيلية برئاسة الشيخ حسن البنا عام(1928م) كجمعية دينية تهدف إلى التمسك بالدين وأخلاقيـاته وفى عام( 1932م) انتقل نشاط الجماعة إلى القاهرة،بعدها شكلت هيـئة تأسيسية  للإخوان المسلمون عام 1933م، ولم يبـدأ نشاط الجـماعة السياسى إلا في

عـام(1938م) وقد عرضت الجماعة حــلا إسلامياً لكافة المشاكل الاجتماعية والاقتـصادية، التي تعـانى منها البلاد في ذلك الوقـت، واتـفقت مع حزب (مصر الفتـاة) في رفض الدستـور، والنظام النيابى على أساس أن دستور الأمة، هو القرآن ،كما أبرزت الجماعة مفهوم القومية الإسلامية، كبـديل للقـومية المصرية،ووضعت الجـماعة أهداف لسياسته تحرر الوطن من كل سلطان أجنى، ولك حق طبيعى لا ينكره إلا ظالم جائر ومستبد قـاهر،أن تقوم فى الوطن الحر دولة إسلامية حرة تعمل بأحكام الشرعية الإسلامية،وتتطبق نظم اجتماعية واقتصادية وسياسية وفقاً لدعوته الحكيمة.
 
        ومن أجل تحقيق ذلك أرسل الشيخ "حـسن البنا" المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمون خطاباً موجـزاً بعنوان " رسالة نحو النور"؛ لملوك ورؤساء وأمراء ورجال حكومات البـلـدان الإسلامية وأعضاء الهيئات التشريعيـة والجماعات الإسلامية وأهـل الـرأي والغيرة في العالم الإسلامي،وقد جاء في آخر هـذا الخطاب بيان بخمسين مطلباً، وعرفت بالمطالب "الخمـسين"
 
      وقـد رفض "حسن البنا" رفضا باتا الحزبية، وأعلن عدائه للأحزاب السياسية، إذ اعتبرهـا ماهى إلا نتاج أنظمة مستوردة من الدول الأوروبيـة، ولا تتلاءم مع البيئة المصرية، وهــذا ما أكدته جريدة (النذير) فى وصف الأحزاب المصرية بأنها أحزاب " الشيطان" مـؤكدة على أنه لا حزبية في الإسلام في حين أعلنوا ولاءهم وأملهـم في " ملك مصر المسلم"،وخـلال ذات القترة نجـح كل من" على ماهر" (1881-1960م) والشيــخ " محمد مصطفى المـراغى" (1881-1945) فى تقـريب وجهات النظر بين الإخوان والقصر، وتقبل الملك "فـاروق الأول "(1937-1952م) ذلك.
 
      وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية (1939-194م) بدأ الملك يخشى من سطوة هذه الجماعة نتيجة قوة الأعداد الكبيرة التي انضمت إليها، والتي أصبحت بها تنافس شعبية الوفد،واغــتيالهم القاضى المصرى "أحمد الخازندار" فى 22 نوفمبر 1947م، وقلق من الشعارات التى نادت بها عندما بدأت تعبئة الجهود ضد الصهيوينة في فلسطين في مطلع عام( 1948م) طافت مظاهرات الإخوان المسلمين في الشوارع تقول: "اليوم يوم الصهيوينة وغـدا يوم النصرانية، لذا أيد الملك "فاروق الأول" سياسة "محمود فهـمى النقراشى"(1888-1948م) الرامــية إلى حل الجماعة، فانتقمت الجماعة  من "النقراشى" باغتياله. وفيما بعد أعرب الملك عن ارتياحه لاغتيـال الشيخ حسن البنا (1949م). 
 
   وبعد ثورة 23 يوليو1952م، ونتيجة حل مجلس قيادة الثورة للجماعة  فى 14 يناير 1954م لم تشهد مصر أى أحداث للجماعة عقب صدور القرار لتشــديد الرقابة على نشــاطهم التخريبى والإرهابى، حاولوا قتل الزعيم "جـمال عبد الناصر" (1956-1970م) أكثر من مرة وأشهرهـا حادثة المنشة  فى( 26 أكتوبر 1954م) ، وربما أن السلطة الحاكـمة أدركت خــطورتهم على المجتمع المصرى، ولذك قدموا لمحاكمات ناجزة فى قضية المؤامرة لأحداث انقلاب ضد الرئيس عبد الناصر، وهى التى قضت بأعدام "سيد قطب" (1906-1966م). 
 
      وباعتقال قيادات الإخوان انطوت صفحة هذه الجماعة من تاريخ مصر السياسى ولم تقم لهم قائمة حتى توفى الزعيم عبد الناصر عالمنا الفانى فى( 28 سبتمبر 1970م)، إلى أن أفـرج عنهم الرئيس السادات (1970-1981م) في 1972 وأعاد لهم نشاطهم من أجل توظيفهم ضد القـوميين واليسارييين

والناصريين لكن السحر انـقلب على الساحر اليسار، وبسب غـبائهم السياسى عادوا مرة أخرى إلى مسرح دون أن يتعلموا شـيئا من تجاربهم ودون أن ينسوا شيئا مما وقع لهم، بل لقد كان الثأر وراء خطواتهم وسرعان ما اصطدموا بسلطة السادات حتى انتهى الأمر باغتياله فى حادثة المنصة (6 اكتوبر 1981) وعادوا إلى الاخـتفاء بمقتضى قانون الطــوارىء (الأحكام العرفية)، وأخذوا بالتدريج يعيدون بناء تنظيم الجمـاعة بشكل سري ويقيمون نشاطا مــوازيا

للحكومة لتقديم مختلف الخدمات لفقراء المناطق الشعبية،وخلال حكم الرئيس السابق" محمد حسنى مبارك" حاولوا لأستفادة من وضعهم بنشر فكرهم عن طريق أنشاء المدارس الإخـوانية فى شتى بقاع البلاد وكسب الفقراء إليـهم لكسب الشعب إليهم وخاصة خلال الانتخـابات لدرجة وصلت حصولهم على 88 صوت 2005م،ولكن الشعب ادرك اتجاهـتهم فى انتخابات 2010م فحصلوا على صفر فى الانتخابات،حتى قام شباب مصر بثورة( 25 يناير 2011م)،ونجحـوا فى تنحى الرئيس مبارك فى 11 فبراير 2011م.
 
          على أية حال، حاولت الجماعة الظهور فى المشهد السياسى و السيطرة على البلاد حتى وصلوا للسلطة فى عام 2012م، حينما تولى الرئيس المعزول "محمد مرسى" بالضغوط السياسية من الولايات المتحدة الامريكــية ودول آخرى، وبعد عام من حكمه وفشله هو وجماعته، قامت ثورة  (30 يونية 2013
) وسقط النظام الفاشى، وسقطت الجماعة التى وصفتها المحكمة المصرية بالجماعة الإرهابية، وبعدها فى8 يونية 2014م تولى  الرئيس المشير"عبدالفتاح السيسى "رئاسـة الجمهورية ولايزال حتى كتابة هذه السطورـ أطال الله عمره لمـصرنا الحبيبة ـ ،ولكن جماعة الإخـوان المسلمين لم تتعلم من الـدروس

السابقة، حيث يقـومون بين لحظة وآخرى بالعديد من الاغتيالات والحوادث الإرهابية ضد الجيش والشرطة والأقباط،والتى كان آخــرها عشية ذكرى الاحتفال بالذكرى الثانية   لثورة (30يونية 2013م) حيث اغتالوا المستشار"هشـام بركات"النائب العام، فى أثناء ذهابه لعمله بمنطقة مصر الجديدة،ودعى الرئيس المصرى بضرورة العدالـــة الناجزة ضد هذه الجماعة الإرهابية...حمى الله مصر والمصريين من شرهم وغدرهم.
 
    ومن الطبيعي والحال كذلك أن يحدث الصدام بين الجماعة وبين أبناء المجتمع بل ومع الدولة قبل ثورة 23 يوليو1952م وحتى يومنا هذا،إذ لا فرق عند الإخوان بين ملك أو رئيس جمهورية، طالما أنهم ليسوا في الحكم. 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter