بقلم : احمد رفعت | الاربعاء ١ يوليو ٢٠١٥ -
٣٨:
١٠ م +02:00 EET
صورة أرشيفية
لا تتوقف المباراة بين أمريكا وروسيا لحظة واحدة.. بين كل الأجهزة وفي كل المجالات.. المخابرات ضد المخابرات (ترددت في بعض الكتابات قبل سنوات اختراق إدارة ريجان للمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي، وتجنيد جورباتشوف، وهو ما انتهى إلى تدمير الاتحاد السوفيتي كله وتفككه)، والإعلام ضد الإعلام والدبلوماسية ضد الدبلوماسية، والملحق العسكري للأولى في كل بلاد العالم يحارب ويراقب الملحق العسكري للثانية، والعكس في كل بلاد العالم، والمشرفون على التصنيع العسكري هنا يراقبون كل شيء عن التصنيع العسكري هناك، وهكذا في برامج الفضاء والمناخ والطاقة والعلوم الطبية وغيرها.. وهكذا!
وفي هذا "الماتش" الكبير والطويل، وبعد الحصار الاقتصادي الغربي الأمريكي الأوربي لروسيا كعقاب لها على موقفها في أوكرانيا، وبعد خسارة روسيا الفادحة في ليبيا وبعد التعنت الأمريكي في سوريا، وبعد الدور الأمريكي في ضرب أسعار البترول والخسارة الكبيرة التي تكبدتها روسيا جراء ذلك، نطرح السؤال: هل دبرت روسيا تفجيرات السعودية والكويت وتونس وفرنسا؟
هذا يفرض سؤالا آخر.. هل اخترقت روسيا داعش؟.. وهذا السؤال الأخير يفرض سؤالا آخر أيضًا: هل اخترقت روسيا المخابرات التركية؟.. أما السؤال الأهم في كل ذلك، وهو ما سيردده القارئ العزيز في سره: لماذا كل ذلك أصلا؟
ونقول: تكرار التفجيرات في السعودية ودخول الكويت على خط العنف وقتل سائحين أوربيين في دولة عربية شمال أفريقيا، مع حادث ملفت للأنظار وللرأي العام الأوربي وفي فرنسا تحديدا، من شأنه أن يدق أجراس الخطر وبقوة في العالم وفي أوربا ومنطقتنا العربية تحديدا، وهو ما يتطلب صياغة جديدة لمشاكل وأزمات وتحالفات المنطقة، والسؤال: كيف يمكن أن تقف السعودية والكويت إلى جانب سوريا والعراق في مواجهة داعش وجبهة النصرة وباقي مصادر الخطر على المنطقة وعلى أوربا؟.. كيف يمكن أن تتراجع السعودية معها الخليج بعد كل التعنت الذي أبدوه السنوات السابقة؟
كيف يمكن التراجع وقد ذهبت السعودية إلى حد قتال إيران في اليمن؟.. هذا كله لا يتم إلا في حالة واحدة.. وهو إقناع - أو اقتناع - هذه الدول بالخطر الحقيقي، وأن النار حتما ستطول الجميع، والأهم حفظ ماء الوجه للجميع ومنح المشروعية والمصداقية للتراجع، وتكون البداية بعلاقات قوية سعودية - خليجية - روسية، وصفقات كبيرة مع فرنسا؛ للتمهيد لتدخل روسي فاعل في أزمات المنطقة، وشرخ كبير في الموقف الأمريكي الأوربي ينتهي كله إلى صفعة تاريخية لأمريكا في المنطقة!
علينا ألا ننسى أن إعلان الجيش العربي المشترك بعد إجازة عيد الفطر، والزيارات تتوالى إلى موسكو، لم تبدأ بالرئيس السيسي ولم تنته بزيارة أمين عام الجامعة العربية، ولم تتوقف عند زيارة ولي ولي العهد السعودي ولا وزير الخارجية السوري، بل يبدو أنه موسم الحج إلى الشمال.. إلى موسكو!
ملحوظة.. السيناريو السابق يمكن تخيله بأكثر من طريقة، ويمكن أن تستبدل روسيا بما - بمن - تريد.. المهم جوهر السيناريو ومضمونه ونتائجه.. وخصوصا نتائجه!
نقلا عن vetogate.com
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع