كشف رئيس وزراء السودان الأسبق والمفكر السودانى الصادق المهدى، أنه بعث برسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، ناشده فيها، العفو الرئاسى عن قيادات تنظيم الإخوان، مؤكداً أن تنفيذ أحكام الإعدام سيفتح النار على مصر، وسيزيد من حالة المظلومية التى يتبنّاها «التنظيم».
وأكد «المهدى»، فى حواره لـ«الوطن»، أن العفو الرئاسى سيفتح مجالاً للتوسط لدى الإخوان، لإجراء مراجعات فكرية والاعتراف بالأخطاء، واعتبر أن الطريقة التى يتبناها النظام الحالى فى التعامل مع تنظيم الإخوان بالصورة الحالية، هدفها اجتثاثهم، وألا يكون لهم دور فى الحياة السياسية.
وطالب «المهدى» الإخوان بالاعتراف بالأخطاء التى ارتكبوها فى حق الشعب المصرى، بداية من المناورات التى تمت بعد ثورة يناير، إلى محاولتهم عزل مؤسسات الدولة واستغلال السلطة لتطبيق مصلحتهم الحزبية فقط. وقال إن الرئيس المعزول محمد مرسى كان خاضعاً لقرارات القيادة الإخوانية ومكتب الإرشاد، ولم يكن الرجل الأول فى تنظيم الإخوان.
■ قطاعات عديدة من المجتمع المصرى تنادى بتنفيذ أحكام الإعدام على قيادات «الإخوان».. كيف ترى ذلك؟
- أناشد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن يستخدم حقه الدستورى ويصدر عفواً رئاسياً بحق قيادات «الإخوان»، وعدم تنفيذ أحكام الإعدام.
■ معنى ذلك أنكم ترفضون تنفيذ الأحكام؟
- لا أرفض الأحكام القضائية، لكنى طالبت بالعفو، فهناك فرق، لأن الأحكام قرار قضائى، لكن العفو قرار رئاسى، أنا أتحدث عن القرار الرئاسى، لا عن القرار القضائى، الدساتير عادة تمنح رأس الدولة حقاً فى أن يجيز ويعفو، لأن هناك عوامل غير الأحكام القضائية تؤثر على الاستقرار فى البلاد، لأن العدالة لها أكثر من وجه، فمثلاً القضاء معنى بالعدالة العقابية الجنائية، لكن هناك ما يُسمى بالعدالة الاستباقية، إذا كان هناك إجراء سيؤدى إلى اضطرابات تؤدى إلى مظالم إضافية، يكون العفو وسيلة لمنع المظلمة المستجدة.
■ ما المظالم من وجهة نظرك؟
- عندما يكون هناك غبائن منطلقة من أسباب سياسية ممكن أن تؤدى إلى صدامات جديدة، والصدامات الجديدة تؤدى إلى تجاوزات جديدة، وبالتالى يكون تنفيذ حكم من الأحكام يمكن أن يؤدى إلى أذى إضافى فى المجتمع، فرأس الدولة هو الذى له الحق فى أن يعفو.
■ هل تواصلت مع قيادات تنظيم الإخوان للتوسط لإجراء المصالحات؟
- فى البداية لم أتواصل مع قيادات «الإخوان»، كما أننى لم أتوسط للمصالحة، لكننى بعثت برسالة مفتوحة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، للعفو عن قيادات «الإخوان»، ولن أتوسط إلا بعد أن أضمن أن الوساطة والمصالحة سيقبلونها، ولدى صفتان تفرضان علىّ التدخل، هما أننا مع مصر جيران وما يحدث فيها سيؤثر علينا سلباً أو إيجاباً، ثم أنا رئيس منتدى الوسطية العالمى، وفى هذا المنتدى عدد كبير من الشعوب العربية والعالمية، يهمها ما يدور فى مصر، وتفرض علينا ألا نقف متفرجين، ونقول رأياً ناصحاً.