الأقباط متحدون - حكايات جدّتي
أخر تحديث ١٧:٢٠ | الأحد ٥ يوليو ٢٠١٥ | ٢٨بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٦١٢السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حكايات جدّتي

 زهير دعيم
رأيت قبل مدّة أحد الشباب المٌثقفين ، ينحني امام الناس ويضع في حذاء العريس بضع قطع من نقود معدنيّة.
 
فذُهلتُ وسألته ماذا تفعل يا رجل ؟

فهذه القطع المعدنيّة تؤذي العريس وقد تُدمي قدميْهِ .

فأشار بيده وكأنه يقول إنها العادة ...

حقيقة انّها العادة ؛ العادة السيّئة والايمان الغيبيّ بالخرافات ومعتقدات وحكايات جدّتي  وجدّات جدّتي، هذه المعتقدات التي ما زالت تسيطر على تفكيرنا وتُهيمن على وجداننا وحضورنا في زمنٍ أضحى الاختراع في الصباح بائتًا في الظهيرة، وأضحى الانسان شبه إله يُسخّر  الطبيعةَ والعلمَ ليكونا مطيّة له.

ويا ليتها  كانت هذه العادة الوحيدة السيئة في هذا الشّرق ، فإنه يطفح بالخزعبلات والحكايات "ويلله يلله...."و"باب الحارة" و.....
عادات تشدّنا الى الوراء وتشلّ تفكيرنا.

حقًّا لوجاء  هذا الأمر من قبل انسان بسيط ساذج وفي حذاء انسان بسيط ساذج ايضًا لصمتُّ وملأتُ فمي ماءً، أمّا أن يأتي من شاب متعلّم في حذاء شاب اكثر علمًا فهنا الطّامة  الكبرى .

وحاولتُ أن اجد جوابًا لهذه العادة السيّئة ، فخلصت الى نتيجة أظنّها صائبة وهي اننا بوضع هذه  القطع المعدنيّة ، في حذائك وتحت قدميْكَ فبهذا ندعو ربّة القدَر الى أن تملأ جيوبك وخزائنك بالجواهر واليورو والدولاراتواليِنّوكلّ عملات العالم.

لن نلحق بركب الحضارة أبدًاوهذا هو نهجنا!

لن نخدم البشرية  باختراع ذهبيّ ، ولن نحوز على تقدير الأمم والشّعوب ما دُمنا نؤمن بمثل هذه الخزعبلات ونعتنق حكايات وعادات جدّتي.

فمرض السرطان اللعين يهرب أمام العُشبة الفلانيّة.

والخرزة  تفقأ عين الحسود.

وحذوة الحصان تحمي البيت ..

وحذاء الطفل الصغير في مؤخرة السيّارة يحميها من الحوادث والسرقات.

وزيارة صديق او قريب بعد عودته من مأتم  فهو فأل بغيض واكثر.

وابريق الفَخّار الذي تكسره العروس على عتبة بيتها الجديد ، يُبعد الخيانة الزوجية ويمنع الرجل من التفكير بالمَثنى ، بل يجعله يلتصق بزوجته التصاقًا  لا تفكّه كل قوى الإغراء وحيل النساء.

هذا،وحدث بعد ايام ان صادفت العريس فسألته عن القطع المعدنيّة وسحرها فضحك حتى كاد ان يقع على قفاه وقال : لم استفد  يا صديقي سوى  من عدّة جروح طاب لها ان تستوطن في قدمي لتُعذّبني، في حين ان اموري الماليّة  تغوص بالوحل والطين أكثر من ذي قبل، فقد ارهقتنا " التعاليل " وانهك قوانا "المتنزّه".

حان الوقت ان نرفع عيوننا الى السماء فهناك الملجأ والحصن الحصين.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter