الأقباط متحدون - البوابة الشرقية والتحرير الثالث لسيناء
أخر تحديث ١٤:٢٢ | الاثنين ٦ يوليو ٢٠١٥ | ٢٩بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٦١٣السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

البوابة الشرقية والتحرير الثالث لسيناء

كمال زاخر
كمال زاخر

ما زالت مصر تمثل حجر عثرة فى طريق تحقيق خارطة التقسيم الجديدة التى بشرت بها قوى الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تحت مسميات عديدة، لعل أكثرها ترويجاً «الشرق الأوسط الجديد»، والتى احتلت مكاناً متقدماً فى سياساتهم منذ بشرت بها وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس فى حديث لجريدة «واشنطن بوست» فى 2005 وهى تعلن اتجاه بلادها لنشر الديمقراطية بالشرق الأوسط بعد خلق حالة من الفوضى الخلاقة تعد هذه الدول لقبول وفهم الديمقراطية، ليتأكد الطرح نفسه على لسان هيلارى كلينتون التى خلفتها فى منصبها.

وقد نكتشف يوماً عندما يهدأ الغليان ويفتح صندوق الوثائق أن 25 يناير 2011 لم تكن خارج سياقات الخريطة والفوضى، عندما تلاقت إرادات غضب الداخل مع مخططات الخارج، بعيداً عن نظريات المؤامرة التى تريح البعض فى التحليل، فالحراك السياسى الدولى لا تديره الملائكة، ولا تحكمه القيم السامية، بل تحكمه وتحركه مصالح القوى العظمى، التى لم ترفع عيونها عن المنطقة قبل النفط وبعده، حتى فى ظل الاستعمار القديم، وقد تعمقت المصالح بعد تأسيس الكيان الصهيونى ليتاخم حدودنا الشرقية، البوابة التى تهب علينا منها عواصف لا تنقطع بامتداد تاريخنا بدءاً من الهكسوس (1650 قبل الميلاد تقريباً) وحتى اليوم.. وبين غباوات النفط وطموحات حكامه وتربصات إسرائيل تتشكل تضاريس التحديات التى نواجهها، وقد توارثنا قوة إرادة مصرية لا تلين ولا تقبل أن تفرط فى حبة رمل من تراب وطننا الذى ظلت حدوده بامتداد وعمق الزمن السحيق عصية على التحريك وخريطته غير قابلة للتقسيم.

وقد نكتشف يوماً بعد أن يسترد إعلامنا وعيه ودوره أن ما حدث فى 30 يونيو 2013 لم يكن حسماً لصراع سياسى بين فرقاء بل هو ثورة شعب بكل دقائقها ساندها جيش هو جزء أصيل من هذا الشعب، ولم تكن ضد جماعة قفزت إلى السلطة فى غفلة من الشعب، بل ضد استراتيجية عابرة للقارات ومخطط غربى صهيوأمريكى، فى لحظة قاتلة كان المخططون يستعدون فيها ليتبادلوا أنخاب سيطرتهم على المنطقة لولا المارد المصرى، لكن الغافلين لا يدركون.

وتبقى كلمة السر فى سيناء التى قمنا بتحريرها مرتين، 1956 و1982، ونحن بصدد التحرير الثالث لها، بعد أن شهدت تغيرات جسيمة مرتين؛ مرة بفعل الاحتلال الإسرائيلى لها والممتد لخمسة عشر عاماً، سعت فيه إلى تغيير ولاءات سكانها باتجاه المحتل، وفق تقارير من قيادات سياسية محلية عقب تسلم مصر للعريش ورفع العلم المصرى فيها، عمّق آثارها التعامل البيروقراطى المفتقر للرؤية السياسية الذى مارسه بغباء الحكم المحلى حينها.

وكان التغيير الفادح الثانى فى سنة حكم الجماعة الإرهابية التى وطنت فيها أتباعها من الداخل والخارج، لتحولها إلى ثكنة عسكرية موازية توطئة لتحويلها إلى وطن بديل لفلسطينيى حماس تحت غطاء منظومة الخلافة، التى يذوب فيها الوطن ليصبح رقماً فى قائمة الولايات التى تضمها، ويصبح تحريك الولاءات أمراً مشروعاً فى منظومتهم. بين ولاءات الاحتلال وولاءات الجماعة التى تشكل تغييراً على الأرض بنسب متباينة لكنها وجدت مكاناً عند البعض، تكمن إشكالية التحرير الثالث، الذى يجب أن يتعامل مع الحقائق بعيداً عن الشعارات النخبوية والكلام المرسل عن الوطنية والانتماء وعدم التشكيك واللعب على أعصاب الأريحية المصرية، نحن أمام متغيرات على الأرض تتطلب تعاملاً واقعياً، ينتبه إلى معطيات المصالح ومستجدات تقنيات التواصل ومؤثرات وفعل مخططات القوى العظمى التى لم ترفع بصرها عن مصر التى استطاعت أن توقف مد مخطط إعادة رسم خريطة المنطقة بإرادة شعبها ويقظة جيشها، فهل ننتبه لهذا ونفهم لماذا تم تصعيد الهجمات الإرهابية فى سيناء بما يتجاوز قدرات جماعة أو تنظيم؟
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع