قالت مصادر دبلوماسية في إسرائيل، إن الاتفاق المنتظر بين القوى العالمية وإيران بشأن برنامج طهران النووي يعد أسوأ بكثير من الاتفاق الإطاري المبدئي الذي تم توقيعه قبل أربعة أشهر في مدينة لوزان السويسرية، زاعمة أنه منذ ذلك الحين تم تقديم كثير من التنازلات لإيران.
وأوضحت المصادر الدبلوماسية، أنه مع احتمالية توقيع اتفاق نهائي مع إيران، تتأهب إسرائيل لـ"معركتها القادمة" التي تتركز حول الحيلولة دون موافقة الكونجرس الأمريكي على هذا الاتفاق، وذلك حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية.
ورغم إشارات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشأن إمكانية التوصل لاتفاق مع إيران بنهاية الأسبوع الجاري رغم وجود اختلافات في الآراء مع إيران حول بعض القضايا الرئيسية، لم يبد مسؤولون في إسرائيل انزعاجهم بشأن الخلافات في محادثات فيينا، زاعمين أن القضايا الخلافية المزعومة تسربت عمدا في مرحلة التحضير للتوقيع على اتفاق نهائي، بحسب الصحيفة.
ووفقا لمعلومات حصل عليها مسؤولون في إسرائيل، وافقت القوى العالمية على تقديم مزيد من التنازلات بشأن عدد أجهزة الطرد المركزي، إلى جانب الأبحاث الجارية على أجهزة الطرد المركزي وتطويرها، وإضافة إلى ذلك، يبدو أن الدول الغربية قدمت تنازلات بشأن قضايا تخفيف العقوبات المفروضة على إيران.
وتحسبا لاتفاق نهائي وشيك، يستعد مسؤولون في إسرائيل لممارسة ضغوط على أعضاء الكونجرس الأمريكي لمنعه من التصديق على الاتفاق الإيراني، وتشير الصحيفة إلى أنه إذا تم طرح الاتفاق على الكونجرس للتصويت عليه قبل 9 يوليو الجاري، سيتم إجراء التصويت في غضون 30 يوما نظرا لعطلة الكونجرس القادمة، وإذا تم طرحه أمام الكونجرس عقب 9 يوليو، سيتم إجراء التصويت عقب 60 يوما.
ونوهت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه إذا صوتت الأغلبية في الكونجرس ضد الاتفاق الإيراني، فيمكن للرئيس الأمريكي باراك أوباما، استخدام حق "الفيتو" ضد هذه الخطوة، وإذا قام أوباما بذلك، فسيعلن عن موعد لإعادة التصويت على الاتفاق النووي في الكونجرس، وفي هذه الحالة سيتطلب الأمر معارضة أغلبية الثلثين في مجلسي النواب لهذا الاتفاق لتجاوز الفيتو الرئاسي.
وأكدت الصحيفة أن هدف إسرائيل هو النجاح في تجاوز الفيتو الرئاسي، مشيرة إلى أن إسرائيل تمارس ضغوطها على أعضاء الكونجرس لإحباط الصفقة خلال التصويت الأول، فإذا تم ذلك، ستكثف إسرائيل من جهودها الدبلوماسية لتحقيق معارضة أغلبية الثلثين للاتفاق لكي تتحاشى الفيتو الرئاسي المحتمل.
وأشار مسؤولون في إسرائيل إلى أن أوباما سيكون لديه دعم كاف للتصديق على الاتفاق خلال التصويت الأول بفضل مخاوف أعضاء الكونجرس من أن رفض الاتفاق - بينما تبدأ دول أخرى في التجارة مع إيران - سوف يتسبب في تكلفة اقتصادية كبيرة على الاقتصاد الأمريكي، في حين هناك مسؤولون في إسرائيل يعتقدون أن المعركة لم تنته بعد، وأنه، مع العمل بشكل صحيح، يمكن تحقيق الأغلبية ضد الاتفاق النووي خلال التصويت الأول.
وأوضحت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنفسه يستعد بالفعل لمعركة من أجل كسب قلوب أعضاء الكونجرس وعقولهم، إذ افتتح اجتماعه الوزاري الأسبوعي، بانتقاد شرس للاتفاق المحتمل مع إيران.