مينا ملاك عازر
سيادة الرئيس السيسي، أنا آسف حضرتك مسئول عن مستقبل كل شاب من شباب مصر، لعله اختارك رئيساً ولعله لم يختارك واختار منافسك أو لم يختار أياً منكما، أثق في أنك تتفهم أنه حقه أن يفعل ما شاء لكنه في كل الأحوال مواطن مصري، شاب أجرم في حقك حينما اتهمك بأنك فاشل وحملك مسئولية دماء شهداء سيناء، هذه هي جريمته كما رآها ناديه الذي كان يلعب فيه وله- أحمد المرغني- لاعب وادي دجلة الذي صار مهدد بعدم وجود نادي يعمل له ويلعب له في مصر بعد وضعه في خانة المجرمين بسبب رأيه.
سيادة الرئيس، الكل تعاطف مع الإعلامي بوق الدولة -أحمد موسى- لما وسم السيد الدكتور أُسامة الغزالي حرب بأنه عميل واعتبر الكل ذلك تعبيراً عن الرأي بغض النظر عن أن ذلك يجب أن يكن مدعوماً بالأدلة في حين أن المرغني حين هاجم سيادتك، كان حنقاً وضيقاً منه، ويبدو فيه شيء كثير من العجل والتسرع الذي يتسم به شباب هذا العصر، رفض من عمله وقطع عيشه في مصر كلها، هل يرضيك هذا سيادة الرئيس؟ هل هذه هي العدالة؟ ألأن المرغني متضايق وحزين على أعداد القتلى الكبير الذي أُذيع في البداية، فهاجمك وسألك عما فعلت بالتفويض الذي أخذته منا منذ يوم السادس والعشرين من يوليو من عام 2013، يتهم بأنه إخواني مفتشين في نواياه ملصقين به تهم تحتاج لأدلة ولا يكتفوا بهذا، وإنما أيضاً وللأسف يعايره البعض ببشرته السمراء، وكأن أصحاب البشرة السمراء لم ينتخبوك سيادة الرئيس لتكن رئيساً لكل المصريين بكل ألوانهم وطوائفهم، لماذا تصمت عن ظلمهم له وافترائهم عليه؟ لماذا لم يعتبروا هذا تعبير عن الرأي مثله مثل تعبير موسى عن رأيه، الأحمدين قال رأيهما، رأي المرغني رأياً كان سببه الضيق ورأي موسى لم يكن رأي لكنه جريمة، لكنهم اعتبروه تعبير بالرأي، وعفوا عنه وطالبوا بذلك وبرأته المحكمة، إذن لماذا تصمت سيادة االرئيس عن من يغالون في إدعاء حبهم لك.
سيادة الرئيس، أنتظر من سيادتك أن تصدر تعليمات مشددة لأحد الأندية التابعة للدولة وبالذات التابعة للمؤسسة العسكرية أو الشرطية التي تلعب بالدوري الممتاز للتعاقد مع المرغني ليكن بذلك قد قدمت درساً لأولائك الذين يريدون أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك نفسه، فلا أظنك سيادة الرئيس ترفض النقد ما دام نقداً وليس نقضاً، ولا أظنك أن تتضايق من ضيق الشباب لرؤيتهم أخوانهم الجنود يسقطون قتلى بيد غاشمة، ولا أظنك وأستبعد عنك وأنأى بك عن أن تكن ديكتاتوراً ترفض المحاسبة والمساءلة عما فعلت مثلاً بتفويض فوضه لك الشعب من حوالي سنتين أو المساءلة عن أي شيء آخر، وإلا لماذا عملت برئاسة الجمهورية رئيساً لها وأنت تعرف أن الرئيس بالدستور المصري الجديد يضع الرئيس موضع المساءلة والنقد والانتقاد.
ملحوظة على هامش المقال، الكاتبن الذي استنكف أن يقل المرغني لرئيس مصر يا فاشل وقال إزاي أقول لرئيس مصر يا فاشل؟ أحب أقول له أننا قلنا ولعله معنا قال لمرسي ما هو أكثر من هذا، والفرق كبير وأتفهم هذا بين مرسي والسيسي لكن منصب رئيس مصر لا يمنع أحد ولا يحصن أحد من الهجوم، بل يضعه في منصة الدفاع أكثر، والدفاع يكون بالعمل الحقيقي لا داعي للمزايدة يا سادة ولا داعي للظلم فنحن نذوقه من العالم الخارجي فلا نذيقه لبعضنا البعض، ولا يوجد في مصر من يرقى عن أن يوصف بالفشل وبأي صفة ما دام ذلك يقع في تصنيف الوصف وليس التهم كتهم الخيانة التي اتهم بها الدكتور الغزالي حرب.