نعم أخطأ اللاعب أحمد الميرغنى فى حق الرئيس، ولكن من هرعوا للرد عليه حباً فى الرئيس أخطأوا هم أيضاً فى حق الرئيس، ليس هكذا تورد الإبل، من كان منكم بلا خطيئة فليرمه بحجر من المدرجات، شاب وغلط، صلب الميرغنى على الحوائط الفيسبوكية، وجلده فضائياً، وإيقافه عن اللعب واستكتابه خطاب شكر للرئيس.. تزيّد، ومن الحب ما قتل.
مثل النيران الصديقة، الميرغنى فى «حمقته» على التعويض عن خسارة 17 من شبابنا ضحية تجريدة المأجورين فى الشيخ زويد، أصاب المرمى الوطنى المفتوح فى توقيت حرج، والجنود فى الميدان بين شهيد وجريح، والقائد يذود عن الحياض المهددة، واستطاع السيسى أن يحرز نصراً مؤزراً قبل أن يرتد للميرغنى طرفه.
العقلاء يستوعبون غضبة الشباب، والكبار يحتوون نزق الصغار، والحكماء يحكمون العقل، الإساءة إلى الرئيس مرفوضة قطعاً، والإساءة فى زمن الحرب أشد مضاضة من وقع الحسام المهند، والإساءة بلغة ثالثة شمال، لغة المدرجات، تستاهل إنذار، كارت أصفر، لا يستحق عنها الميرغنى كارتا أحمر كالذى أشهروه فى وجهه.
طق حنك من شاب منفعل، كلام ساكت ليس له أى تفسير سياسى، بق حامض من «كورتجى»، الميرغنى ليس زعيماً سياسياً، ولا كادراً حزبياً، ولا ناشطاً ثورياً، ولا خروفاً رابعاوياً، ولا خلية نائمة صحت إذ فجأة، لاعب كرة تحامق فى توقيت عصيب.. واعتذر كتابة!!
الميرغنى لم يرفع شارة «رابعة أول» يفقأ بها العيون، كالتى رفعها الأحمر أحمد عبدالظاهر، وخرج بعدها من قلوب الجماهير، أعلم أن هناك بين جماهير الأهلى الوفية تفضل الهزيمة بهدف من الزمالك على هدف يحرزه عبدالظاهر الإخوانجى، ولو كان هدف الفوز بالدورى، فارق بين مصرى قلبه أبيض وبين رابعاوى قلبه أسود.
حسناً تخارجت الرئاسة من مزاد الوطنية، الرئيس خارج الموضوع تماما، مواطن صالح وقال رأيًا، إهانة الميرغنى فضائياً، والإساءة إليه إلكترونياً، وإيقافه كروياً، يورثنا عجزاً عن إدراك نزق جيل، جيل صعب المراس، عصى، نافر، فتوة هذا الجيل تحتاج إلى كثير من الحكمة، وفن الاحتواء، جمل الميرغنى المرتبكة فى قدح الرئيس، ويعف القلم عن كتابتها، تحتاج إلى توجيه من على الخط!!
خسر الميرغنى كثيراً، الجماهير الغاضبة ستصفر عليه استهجاناً، والله لو كان «ميسى» ما غفرت المدرجات خطيئته حتى لو كتب خطاب اعتذار للرئيس وليس شكر، ونخسر نحن كثيرا عندما نتصاغر إلى حدود الرد على شاب صغير، وتصغر قامات عندما تهبط من فضائها إلى المدرجات تستكتب هذا الشاب شكرا للرئيس!!
الميرغنى ليس هدفاً سياسياً ولن يكون، والتفنن فى تصنيع المعارضين على الزيرو صنعة العاجز، وإهداء الإخوان أسماء مجانية يبضعونها ويشيرونها غباء سياسى، لو الميرغنى نار ما أحرق مطرحه، وكلمته لم تتجاوز سقف حنكه، طبطبوا عليه، وفهموه، لا تستكتبوه شكرا على بياض، أفهموا جيلاً ما نحن فيه، وما كنا عليه، وما كنا إليه نصير، الفشل عينه أن نفشل مع هذا الجيل مجددا!
نقلا عن المصرى اليوم