الاربعاء ٨ يوليو ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
صورة تعبيرية
مينا ملاك عازر
لا أسمح لأحد بأن يفتش في نواياي ولو كان معه إذن تفتيش من النيابة، وأنت حر ومسؤول ولكن مسؤوليتك يحميها دستور يكفل الحريات، ويهدمها قانون لمكافحة الإرهاب، والحكومة تؤمن نفسها ضد النشر وكأنها تموت بانفجارات الأقلام وليس بانفجارات القنابل، والأقلام المفخخة أكثر خطورة على محلب من السيارات ولذلك تمر السيارات المفخخة وتقتل النائب العام وتحاول قتل وزير الداخلية السابق وتسن القوانين لمنع النشر إلا بإذن.
في بلاد ما أمام االنهر يجري نهر الدماء فنتصد له أمنياً، ولما نريد سن القوانين لإتمام العدالة السريعة ندفن العدالة تحت المطبعة بحجة الأمن القومي والمنتخب القومي والحزب القومي، وقومي يا سعاد واقعدي هناك والمهم إننا نكمم الأفواه.
ولإني لا أملك إذن نيابة لأفتش في النوايا، ولأعرف ما نية من سن القانون الذي يسنه محلب فلا أريد أن أجزم أن من سنه يثق في الرئيس السيسي وحكمته، وأنه أيضاً يثق في أن الوضع لن يستمر طويلاً وأننا سرعان ما نلغي القانون وأن مجلس النواب القادم من حقه إلغاءه، طب ولما هو كده يتعمل قانون ليه يتلغى من قلة القوانين عندنا ولا هو افترى والسلام، طبعاً مسألة الافتراء دي مكتوبة قبل سن القانون يعني أنا في أمان وإلا صرت إرهابي من طراز فريد.
السيد محلب وحكومته بقى لهم الكثير ليسنوا لنا قانون الانتخابات وتقسيم الدوائر وفي ثانية يسنوا لنا قانون على الباغي تدور الدوائر، يا سيد محلب سن القوانين الهامة كقانون بناء دور العبادة الموحد وقانون الانتخابات وقانون للإرهاب، بجد نظم دوائر قضائية متخصصة في جرائم الإرهاب للعدالة السريعة، وسيبك من النشر والدق والقص واللصق .
قانون سكسونيا فات عليه أوان طويل لكن لا مانع في عرف الفشلة الجدد أن نعيده، والحملة الشعبية لمقاطعة الصحف لأن مصر فوق الجميع تنسى أن مصر فوق محلب والسيسي وأنا وأنت يبقى لا ترتكبوا الجرائم باسم مصر، فمصر منكم براء ومن قوانينكم وإللي عايز ينشر ينشر، وإنت تقدر تكذب وتظهر
الحقيقة، وبالمناسبة أحب أسألك ماذا فعلت وماذا ستفعل بإعلام مثل قناة الجزيرة والإعلام الغربي كله الذي كان مصدر شائعات مقتل أعداد كبيرة من جنودنا في سيناء في الحادثة الأخير، هل ستستطع معاقبتهم بقانونك الجديد؟ وهل ستمنع المصريين من متابعة تلك الوسائل أم أن المصريين من نفسهم أحجموا عنها وابتعدوا عنها، كفاكم القيام بدور الوصاية على المصريين، فأنتم لستم أوصياء علينا ولكن نحن الأوصياء عليكم، نتابعكم ونراقبكم، ونترقب جرائمكم باسم مصر.
آخر الكلام مصر ليست بحاجة لقوانين لتكميم الأفواه ولكن لرجال يعملون لتحرير العقول وإلا فلتستريحوا وتريحوا.
المختصر المفيد مصر فوق الجميع بشعبها وليس بحكومتها.