الفيصل: الضغط على مصر لن يفيد
الخارجية المصرية: وفاة الفيصل مصاب جلل للأمة العربية
كتب – نعيم يوسف
"لا أعتقد أن الضغط على مصر أو تهديدها سيجدي نفعا".. كلمات قالها الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي السابق، في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، مشيرا إلى "تطابق وجهات النظر" بين بلاده وفرنسا بالنسبة لثورة الثلاثين من يونيو، مشددا على أن البلدان توافقا على "منح خارطة الطريق في مصر مهلة"..
"المهلة" التي تحدث عنها "الفيصل" كانت البداية لتغيير وجهة نظر العالم بأكمله تجاه الثورة المصرية، والأحداث السياسية في مصر عقب عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي من الرئاسة، وبداية تعاون كبير بين هذه الدول والقاهرة وصل إلى عقد صفقات سلاح بين مصر و"باريس".
أعلنت الخارجية السعودية اليوم، وفاة الأمير سعود الفيصل، بعد أن أرهقه مرض "باركنسون"، وبعد ما يقرب من أربعون عاما قضاها في الدبلوماسية السعودية، لقب خلالها بـ"عميد الدبلوماسية" حيث عاصر أربعة ملوك، تعاقبوا على المملكة.
الأمير الراحل، حصل على درجة البكالوريوس في قسم الاقتصاد من جامعة برنستون في ولاية نيوجيرسي الأميركية العام 1963، وبدأ حياته العملية مستشاراً اقتصادياً في وزارة البترول والثروة المعدنية، وأصبح مسؤولاً عن مكتب العلاقات البترولية، وفي العام 1970، عين الأمير سعود الفيصل نائباً لمحافظ "بترومين" لشؤون التخطيط، ثم صدر بعدها بعام مرسوما ملكيا بتسميته وزيراً للخارجية، وقد كان يتقن سبع لغات إضافة إلى لغته الأم العربية، وبعد تولى الملك سالمان، مطلع العام الجاري طلب من العاهل الجديد التقاعد بعد أربعون عاما من خدمة بلاده، الأمر الذي استجاب له الملك السعودي الجديد.
وصفه "كوشنير"، وزير خارجية فرنسا بأنه من أكبر الساسة في العالم حنكة وحكمة، وقال وزير خارجية بريطانيا عنه إنه "يستطيع الحصول على ما يريد"، وقال عنه عمرو موسى،: "هو مدرسة الدبلوماسية العاقلة والآراء الرصينة القوية، كان قوياً حين يحتاج الموقف إلى قوة، وإنساناً حين يحتاج الموقف إلى إنسان، ودبلوماسياً حين يحتاج الموقف إلى دبلوماسي، وخبيراً حين يحتاج الأمر إلى رأي خبير".
بعد مواقفه المشرفة من ثورة الثلاثين من يونيو لم يكن غريبا، أن تنعيه وزارة الخارجية المصرية وتقول إن وفاته "مصاب جلل ليس للمملكة فقط ولكن لمصر والأمة العربية والإسلامية"، مضيفة، "أن الشعب المصري لن ينسي للأمير الراحل سعود الفيصل موقفه من دعم مصر وإرادة شعبها خاصة بعد 30 يونيو".