الجمعة ١٠ يوليو ٢٠١٥ -
٣٧:
٠٩ ص +03:00 EEST
د. رأفت جندي
ذات يوم وصلنى خطاب من جلالة الملكة اليزابث تطلب الصلح معى،..... وفكرت قليلا.... ثم قبلت.... وكنت قد تخاصمت مع جلالتها قبلها، عندما رفضت ان تتنازل عن ما سبق وطلبته منى، حيث انها لم تكن محقة فيه، فشكوتها للقضاء.
أتى هذا عندما رفضت هيئة ضرائب كندا (ريفينو كندا) بندا ما تقدمت به في اقرارى الضريبى في احدى السنوات، وعندما تناقشت معهم اصروا على موقفهم، ولهذا لجأت للقضاء لكى يفصل بيننا.
وقبل موعد القضية بايام تقابلت مع محامية الخصم، وعندما شرحت لها وجهة نظرى والتي ساقولها للقاضى، قالت انها ستنقل هذا الامر لهم، وثانى يوم وقبل ميعاد القضية أتى لى خطاب من هيئة الضرائب يعرض الصلح قبل المثول امام المحكمة مقابل الا يعوضونى عن اى مصاريف تكلفتها، فقط يقبلون ما كنت قد عرضته في اقرارى الضريبى اعترافا منهم أننى كنت على حق، والحقيقة اننى لا اجد اى غضاضة في دفع ضرائبى ودائما أقول "من يدك يا كندا واعطيانكى".
وكان خطاب طلب الصلح من ضرائب كندا معنونا باسم جلالة الملكة اليزابيث لأنها ملكة كندا أيضا، وعندما اذهب للمحكمة ضد اى جهة في الحكومة الفيدرالية الكندية فاننى اخاصم واقاضى الملكة اليزابيث بصفتها ملكة كندا.
وكنت بعدها امزح لمعارفى وأقول لهم الملكة اليزابيث طلبت الصلح معى.....ففكرت وقبلت.
وعلى نفس هذا المنوال عندما نخطئ فنحن نخطى إلى الله ونخاصم الله الذى جبلنا، وداود النبى يقول "اليك وحدك أخطأت والشر قدامك صنعت"
ومهما كانت خطيئتنا فأنها ضد جابلنا الذي هو لا نهائي، إذا فالخطأ كبير كان أم صغير تكون نتيجته واحدة، لأن محصلة ضرب 1 في مالا نهاية تكون نتيجته مساوية لمحصلة ضرب مليون في مالا نهاية، وبالطبع لا تتساوى الأخطاء لأن الرقم 1 لا يساوي الرقم مليون، وكلما كبرت الخطيئة كلما دلت على قسوة القلب، ولكن محصلة ضربهم في مالا نهاية هي واحدة وتساوى ما لا نهاية. وحيث أن نتيجة الخطيئة تساوى مالا نهاية فإن الرحمة المطلوبة لهذه الخطيئة لابد أن تكون لا نهائية أيضا لكى ننجو من الموت الأبدي، لأن أجرة الخطيئة هي موت (تكوين 2: 15)
ولهذا تجسد كلمة الله "المسيح" اللانهائي في شخص "يسوع" لكي يموت عنا على الصليب، ويدفع للعدل الإلهي ثمن خطيئتنا اللانهائية، فأصبح كل من يؤمن به له سلام مع العدل الإلهي وخطاياه التي تساوى لا نهاية تغفر إن تاب عنها برحمته الذي هو لا نهائي ايضا، وبالتأكيد هذا لا ينفى أن كل شخص سيدفع ثمن خطيئته في القوانين الأرضية، فالسارق سيسجن والقاتل قد يحكم بإعدامه.
ولكن عدل الله اوجب تقديم الرحمة لنا، وفى الوثنية يُظن ان عدل السماء يمثل بميزان، كفة منه للحسنات والأخرى للسيئات، وكانت مقابر الفراعنة يرسم فيها هذا الميزان.
والملكة اليزابيث عندما عرضت علىً الصلح كانت هي المخطئة، ولكن الله رتب لنا خلاصا ابديا حقيقيا، ويعرض علينا الصلح معه بالرغم من اننا نحن المخطئون، فهل نقبل؟