الأقباط متحدون - السلاح الميري
أخر تحديث ١٩:٠٤ | الاثنين ١٣ يوليو ٢٠١٥ | ٦أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٢٠السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

السلاح الميري

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مينا ملاك عازر
شرف كبير حمل السلاح الميري، ومسؤولية لمن يستحقها، واستخدامه على شعرة فهي التي تفصل ما بين الأذى المطلوب والأذى غير المطلوب، والأذى بحدود أفضل من الأذى غير المحدود، وأن تحمل سلاح ميري لا يبرر لك هذا أن تستبح استخدامه، وتستسهل إطلاق النار منه، وأهم من ضبط المجرم ضبط الأعصاب والأفعال، ولو لم تضبط أعصابك وأفعالك لما ضُبط مجرماً، وقد تصبح أنت نفسك مجرماً.

شيء من هذا لا يعيه الكثير من حاملي السلاح الميري في بلادنا، أسود على الغلابة وعلى الإرهابيين نعاماً، أترهب حامي العدالة شريك القاضي في إتمامها، أتطلق النيران على رقبته لا تجد جزء من جسده تطلق عليه النار لإيقافه، حسب ظنك أنه متهم هارب إلا رقبته، ما هذه الدقة المتناهية أو اللامبالاة المتزايدة التي حدت بك أيها الأمين إلى إطلاق النار في مبنى مكتظ بالمارة، ألم تخف أن تصب أحدهم، ما هذا الحنق والغضب الذي أعمياك عن أن ترى بعقلك أن كل شيء يمكن تعويضه إلاٍ روح إنسان قد لا يكون مستحق إطلاق النار عليه.

إصابة محامي برقبته على حد قوله، دافع عن متهم لأنه ضُرب بالقلم على وجهه، لمسألة مؤسفة، ولو كان المتهم إخواني والمحامي كذلك فلا يستحق أبداً إطلاق النار، لا تطلقون عليهم النار في المطرية وفي تظاهراتهم وتطلقونها عليهم في ساحة القضاء، الأكثر خذياً موقف وكيل النيابة الذي وقف في صف زملائه ومعاونيه في المحكمة ولم يرى العدالة، لم يكن محايداً، صمت عما يحدث بل هاجم المحامين الذين حاولوا الاستنجاد به، إن صدقت روايتهم، وإن لم تصدق، فكيف يكن هذا موقفه.

أمين الشرطة لم يكن أميناً على السلاح الميري، أهدره، استخدمه بدون داعي، لم يرهق نفسه ويجري وراء المحامي الذي ظنه متهم هارب، أي متهم هارب ذلك الذي تتبعونه بإطلاق النار، لم تفعل مع حبارة حين حاول الهرب، وقد كان هارباً في شارع ومنطقة واسعة، أما ظن في أحدهم بأنه متهم وفي مبنى  محكمة به مواطنين، يتم إطلاق النار، لا أظنه بدافع الظن في المحامي على أنه متهم ولكنه بدافع الغضب الذي أعمى عقل أمين الشرطة أوسكرتير النيابة.
لماذا افتعال الأزمات، وتوريط الحكومة في أمور لا طاقة لها بها، هي كانت سدت في مصائبها العادية حتى نضيف لمصايبها مصيبة سوبر بين طرفي  العدالة، ويشترك فيها جهاز الشرطة بوقوفه مع طرف ضد الآخر، تصادم أجهزة الدولة وطرفي العدالة لا يؤذي الدولة فقط ويشوه صورتها، وإنما يؤذي المواطنين، فهل يدرك الكل أن السلاح الميري واستخدامه يجب أن يكن بحساب؟.

المختصر المفيد لكل داء دواء يستطاب به إلا الحماقة أعيت من يداويها.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter