الأقباط متحدون - حديث المرشد الممنوع من النشر
أخر تحديث ٠٥:٢٨ | الاثنين ١٣ يوليو ٢٠١٥ | ٦أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٢٠السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حديث المرشد الممنوع من النشر

أبوالفتوح قلقيله
أبوالفتوح قلقيله

(ها أنا أقف اليوم بينكم مشهدا الله سبحانه وتعالى أولا ومشهدا جميع خلقه من بعده، أننا لم نكن يوما دعاة سلطة وأننا كجماعة كنا نسعى لإصلاح الدنيا بالدين، ولقد من الله علينا بالحكم أو قل ابتلانا به وبالسلطان ففشلنا وغرتنا الدنيا بغرورها ولم نلبِ طلبات شعبنا ولا حافظنا على وحدة أمتنا ونازعنا أصحاب السلطان والمصالح أيضًا في عرش مصر، وهو عزيز على كل من تاقت نفسه لزخرف الدنيا وزهوها وبلائها أيضا!

حكمنا الشعب لمدة عامين، أحدهما كنواب في مجلس النواب بعد ثورة بيضاء لم يتلوث يد ثائر منها بدم أي إنسان حتى ولو كان فاسدا أو جلادا من عصر مبارك، على العكس فقد سالت دماؤهم النقية الطاهرة وصعدت أرواحهم الشفافة النبيلة إلى بارئها مرارا، تارة في يناير وتارة أخرى في محمد محمود الأولى ثم الثانية وفي أحداث ماسبيرو، وقد خذلنا الذين لم نكن يوما منهم في كل تلكم الأحدث الجسام وانسقنا بعد ذلك وراء زخرف الحكم الغرور، متوهمين أننا امتلكنا الكون من قلب أم الدنيا، وقد أخطأت أنا نفسي وأقر بذلك عندما تركت دماء الشهداء تسيل دفاعا عن الحرية، ومنعت شباب الجماعة من مساندتهم؛ حرصا على العرس الديمقراطي الذي أتى بنا وبإخواننا من السلفيين الذين كانوا قبل الثورة يلعنون الديمقراطية بل يكفرون من يدعو لها أو يشارك في هرطقتها وزندقتها!

ولكنه حب الملك الذي أتى علينا جميعا وليسامحنا الله على ذلك، وليسامحني ربي الذي أطمع في عفوه ورحمته لأنني لم أكن يومًا على قدر إدارة جماعة، فكيف لي بإدارة وطن بذل في سبيله أنقياء مصر من شبابها الغالي والنفيس.

ثم لم نتعلم من تجربة مجلس النواب واندفعنا نزقا وتهورا وطيشا وبلاهة للسباق على منصب رئيس الجمهورية، غير مدركين أننا نصنع نظاما لا يختلف كثيرا عن نظام مبارك سوى في ملبسه الخارجي، رأسمالية الكبار والمحاسيب أصحاب الثروة والجاه إلى رأسمالية اللحى حتى أننا أتينا بمحمد مرسي (المسكين) الذي لم يحسن أي شيء في حياته سوى الاجتهاد في طلب العلم الدنيوي وابتليناه وابتلينا مصر وأهلها به ليحكمهم من وراء حجاب، وكنا نحن في مكتب الإرشاد ذلك الحجاب بكل أسف.. ولم يصدر ابننا مرسي أي قرار شعبي أو ثوري لصالح الشعب أو الثوار أو الشهداء، واندفعنا نسابق الزمن حتى نرضي أنفسنا ونمكن لجماعتنا ونسينا من هم أكثر خبرة منا ومن اتفقنا معهم على اقتسام السلطة ومن حالفناهم ومن واعدناهم واكتفينا بأنفسنا فأوغرنا صدورهم نحونا، ناهيك عن الشعب الذي صار يتندر على شعب الجماعة وأهله وعشيرته التي لها كل شيء حتى حدث ما حدث في 30 يونيو وما بعدها!

اليوم أقول لكم إنني أعتذر إليكم جميعا، وأعتذر إلى الله قبلكم؛ لعله يغفر لي ولإخواني ذلتنا وهواننا على أنفسنا وهوان الناس علينا، ها أنا اليوم أقف نادما على حرمة الدماء التي سالت من أي إنسان كرمه الله، وجعل دمه أشد حرمة من كعبته وبيته الحرام، اليوم أقول لكم فوضنا اعتصامكم هذا في رابعة العدوية أو غيرها من ميادين مصر حقنا للدماء قبل أن يتدخل غيرنا لفضه بالقوة أو غيرها، فدرء المفاسد مقدم على جلب المنافع، فنكن دعاة إلى الله بعيدا عن السياسة إن كان ثمن إزهاق روح أي مصري في وطننا هذا الذي علمنا رسول الله حبه وحب الأوطان عامة، فنترك السياسة ولنترك المصريين يختارون ويجربون غيرنا، فالله غايتنا وليس شيئا آخر.. أرجو أن يسامحنا الجميع قبل أن نلقى الله..

محمد بديع مرشد الإخوان من على منصة رابعة في ليلة القدر 27)

بالطبع هذا خطاب تخيلي، كان ينبغي أن يدلي به محمد بديع مرشد الإخوان، لو كان له بعض من بصيرة، كنا سنتجنب الكثير مما نحن فيه ومما سيحدث لاحقا، ولكنها لا تعمى الأبصار كما صدق ربي ولكنها تعمى القلوب التي في الصدور، لعل ذلك يكون درسا قاسيا لنا جميعا ولمن يظن أن دوام الحال ليس من المحال، ولكنها أحاديث ممنوعه بفعل الغباء!
نقلا عن vetogate


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع