عساسي عبدالحميد- المغرب
غداة الاعلان عن اتفاق فيينا الذي جمع يوم الأمس مجموعة 5+1 بالجانب الايراني بخصوص الملف النووي لطهران، وصف أكثر من مسؤول ايراني بأن الاتفاق جيد وتاريخي رغم أنه ليس مثالي، وكيف ما كان الحال فإنه يفتح الطريق نحو الأحسن ....
الايرانيون ومنذ بدء المفاوضات التي وصفتها أكثر من جهة بالشاقة والماراطونية، وقبل أول لقاء لهم بالجانب الآخر وبتوجيه من المرشد الروحي للثورة والمؤسسة الدينية، وهم مستعدون لخوض غمار المفاوضات ومقتنعون بمبادئ و أولويات لعل أهمها..
1— أنهم، أي الايرانيين ليسوا بحاجة لقنبلة نووية أو سلاح جرثومي بل بحاجة لمشروع نووي ذو طابع سلمي صرف يخدم المسيرة العلمية للامة و يساهم في تحقيق النهضة والنماء على أكثر من صعيد ، و في توفير الأمن والرخاء للشعب الايراني، وقد نجحوا فعلا في اقناع الجانب الأخر بضمان سلمية مشروعهم النووي و لا مانع عند طهران من زيارات لمفتشين أمميين لمواقع يتم تحديدها مسبقا والاتفاق عليها خارج الزيارات المفاجئة ودون لقاء علماء الذرة الايرانيين وخبراء المفاعلات النووية ..
2—الايرانيون كانوا على يقين بأن الجانب الآخر سيتشبث بالابقاء على حضر الأسلحة وهكذا تم الابقاء على حضر السلاح لمدة خمس سنوات والصواريخ الباليستية لمدة ثماني سنوات جبرا لخاطر " عربستان سعودي ونفطستان مشيخاني " ، و هذا لن يؤثر على سير المؤسسة العسكرية الايرانية، فترسانة ايران الحالية هائلة وصيانتها تتم بكفاءات ايرانية بما فيها غواصاتها الرهيبة ،أما مشكل قطع الغيار فيمكن تدبيره عبر السوق السوداء وعبر شركات وسيطة ...كما أن الايرانيين ينتجون وقود المنظومة الصواريخية .
************************
تزامنا مع الاتفاق مجموعة 5+1 وطهران والذي وصفه الجانبان بالايجابي نسجل ثلاثة أحداث في منتهى الطرافة والغرابة، أولها قيام فنانين اسرائيليين برفع العلم الايراني والمطالبة بفتح سفارة في اسرائيل واعادة العلاقات بين البلدين كما كانت عليه أيام حكم الشاه محمد رضا بهلوي قبل 1979 (...)
الحدث الثاني الذي تصادف مع اتفاق 5+1 وطهران هو قيام رئيس الوزراء "بنيامين نتانياهو" بفتح صفحة على الفايسبوك باللغة الفارسية ليتواصل مع الايرانيين وان كان بيبي قد أبدى معارضة شديدة لاتفاق فيينا فانه على قناعة تامة أنه لن تقوم قائمة لمملكة داوود أو ما يصطلح عليه باسرائيل الكبرى وهيكلها المجيد بدون عودة مجد امبراطورية فارس وتحطيم ما يسمى ببلدان الطوق، فهاهو العراق قد تحطم فعلا وها هي الحرائق مشتعلة في سوريا و عما قريب ستحل بالسعودية ، وهاهم يناوشون الجيش المصري شمال سيناء ويلوحون بالبيرق الأسود بطبرق الليبية المحادية للصحراء الغربية المصرية بيد أن القنبلة الخطيرة التي قد يذبحون بها مصر " لا قدر الله- لا قدر الله – لاقدر الله " هي القنبلة المائية والمتمثلة في سدة النهضة الاثيوبين ف 85 في المائة من مياه النيل المصري مصدره من النيل الأزرق النابع من الأراضي الاثيوبية (...) كان يجب على المصريين بدل قصارى جهدهم لايقاف هذا المشروع القنبلة بأية طريقة ،أما اذا انتهى الإثيوبيون من بنائه فما على المصريين سوى العمل على حماية سد النهضة كما يحمون السد العالي تجنبا لأي كارثة قد تحل بالسد فتغرق كل الصعيد والدلتا ( هجوم صاروخي مثلا من جهة ما مثلا قد تكون داعش أو اسرائيل مثلا .....)
أما الحدث الثالث المضحك هو خرجة وقفشة بهلول آل نهيان ضويحي الخلفان التي تثير الشفقة والضحك في آن واحد ،نعم ، لكل خليفة بهلول يلازمه في جلسات سمر لتأثيث مشهد البلاط بقفشة ونكتة وحكمة، ولا خطوط حمراء أمام بهلول فهو يدخل لمطبخ الخليفة ويتناول من أطايبه قبل الخليفة ويجالس حريم القصر وهن يرقصن و يضربن بالدفوف، وقد يوجه سهام نكاته نحو الخليفة ليضحك كل المجلس ...
لآل النهيان بهلولهم هذا الذي ألبسوه زي كبير الشرطة وسمحوا له بتغريدات يسربونها هم عن طريقه حتى لا يقال عن تصريح صادر عن ضاحي الخلفان أنه رسمي ومحسوب على آل النهيان ....
ما جادت به قريحة هذا الشرطي والذي من المفروض التفرغ لتنظيم حركات مرور السيارات بامارة دبي، أو ما أملى عليه قادته الرسميون هو أن ايران ستنبطح و ستوقع الاتفاقية دون قيد أو شرط وان أخذتها العزة فان داعش خراسان ستهاجمها عبر حدودها الشرقية ..
من أفتى على بهلول أبو دبي أن يطلق هكذا تغريدة فإنه جاهل ومتسرع وغير عارف بأمور السياسة ، لنفترض جدلا أن إيران رفضت توقيع الاتفاقية وتم تسليط عليها عناصر داعش عبر حدودها مع باكستان وأفغانستان، فان رد الايرانيين لن يكون بملاحقة الدواعش بين كهوف وشعاب خراسان بل أول الضربات ستكون موجهة لمحطات تحلية مياه البحر في السعودية والامارات وهكذا ستموتون عطشا أيها الجهلة ، وهذا خيار من ضمن الخيارات العديدة التي بحوزة ايران في حالة استفزازها عبر حدودها مع أفغانستان وباكستان من طرف داعش خراسان ....
أما بخصوص جزر طنب الكبرى والصغرى وأبي موسى فما على الامارات سوى نسيانها لأن الايرانيين سيدافعون عنها كما يدافعون عن طهران قم وهمدان وخوستان وبوشهر ...
الايرانيون يعلمون أن السعودية والبحرين والامارات يتمنون فشل المفاوضات ومستعدون لوضع كل المطبات والمعوقات في سبيل التشويش والتنغيص على ايران التي يصفونها بالمجوسية والصفوية، والايرانيون يعلمون بأن المنتظم الدولي لم يعد في مصلحته مستقبلا التعامل مع النظام السعودي الآيل للسقوط والمقبل على طامة عظمى، و أن الغرب يعي أن الصراع محتدم بين أمراء آل السعود حول المناصب ومنابع المال ( النفط و الحج والعمرة )، و أن المنظومة التربوية السعودية لم تنتج سوى الارهاب والخراب و تصدير الانتحاريين عكس الإيرانيين الذين أنتجوا علماء وخبراء في شتى المجالات، و أن الغرب بدأ يتجه نحو خيار التطبيع والتعاون مع ايران كحليف استراتيجي مستقبلي في المنطقة ...
أنا نصيحتي للكويتيين والقطريين والاماراتيين ،أن يحسنوا علاقاتهم مع ايران في هذا الظرف المفصلي الدقيق،لأنها هي من ستحميهم من سكاكين وجرافات وحرائق داعش بعد انهيار النظام السعودي ( وسترون ......)
أما البحرين فهي كقملة في رأس السعودية وستتلاشى بتشتت آل سعود بين هارب و سجين ومسحول ونزيل في مستشفيات الأمراض المزمنة ومتحالف مع داعش ،أما حكام سلطنة عمان فهم عقلانيون في تعاملهم مع ايران والى أبعد حد
Assassi-64@hotmail.com