الأقباط متحدون - كانت ملكة على مصر.. حياة أربع ملكات تربعن على عرش مصر
أخر تحديث ٠٧:٥٠ | الجمعة ١٣ اغسطس ٢٠١٠ | ٧ مسري ١٧٢٦ ش | العدد ٢١١٣ السنة الخامسة
إغلاق تصغير

كانت ملكة على مصر.. حياة أربع ملكات تربعن على عرش مصر


عرض: ميرفت عياد
 ازدهرت الدولة القديمة التي أنشأها بناة الأهرام منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، ولكن الحروب والثورات أدت إلى زوالها؛ وتلتها الدولة الوسطى التي تحطمت على أيدي "الهكسوس"؛ وبعد مائتي عام من حكمهم البغيض طردهم "أحمس الأول" مؤسس الأسرة 18، ووّحد البلاد ووضع فوق رأسه تاجـًا يجمع ما بين العقاب والحية؛ رمز القطرين القبلي والبحري، وأصبحت "طيبة" -الأقصر حاليـًا- عاصمة للبلاد، وهكذا بدأت الدولة الحديثة.

 وخلال ذلك التاريخ تربع على عرش مصر العديد من الملكات التي تذكرهم الكاتبة "ونفرد هولمز" في  كتابها "كانت ملكة على مصر"، والذى صدر عام 1998 ضمن سلسلة مكتبة الأسرة التي تصدرها الهيئة العامة للكتاب، وقام بترجمته إلى العربية "سعد أحمد حسين"، وراجعه الدكتور "أحمد فخري".

 حيث يعرض هذا الكتاب قصة حياة أربع ملكات تربعن على عرش مصر في حقب زمنية مختلفة.

حتشبسوت.. وسنين من الاستقرار والرفاهية
 حيث توضح الكاتبة أن الملكة "حتشبسوت"؛ ومعناه "زعيمة النبيلات"، كانت حفيدة "أحمس الأول" وابنة "تحتمس الأول"، وكانت تتابع انتصارات أبيها الحربية وتمنت أن تتوج تلك الانتصارات بتوسيع وتجميل "معبد آمون" إله مدينة طيبة.

 وحينما أودى المرض بحياة أمها أصبحت "حتشبسوت" الوارثة الشرعية لعرش مصر، وشاركت والدها في الحكم وتحمل المسئوليات، وجرت رسوم تتويجها ووضع تاج مصر المزدوج فوق رأسها في معبد "آمون" في طيبة، وعندما بلغت "حتشبسوت" سن العشرين، كان والدها قد توفى وهنا بدأت دسائس الكهنة الذين رفضوا تولي امرأة لمقاليد الحكم، ولهذا أُجبرت "حتشبسوت" على الزواج من اخيها غير الشقيق، وأن يكون شريكـًا لها في المُلك كفرعون للبلاد.

 ولكنه كان شخصًا ضعيفـًا ومريضًا، وبعد موته أجمع الكهنة على أن "آمون" اختار لها ابن أخيها ليكون زوجها التالي والملك القادم، ولأنه كان عديم الخبرة  أصبح غير قادر على حكم البلاد، واضطر إلى إخلاء المكان لزوجته، وتم إعلان "حتشبسوت" في عام 1404 ق.م ملكة على الصعيد والدلتا، وحكمت مصر وحدها  وهيأت لشعبها الاستقرار والرفاهية، وماتت عام 1479 ق.م، وهي في سن الخامسة والخمسين، ولم تدفن في معبدها في "الدير البحري" بل دُفنت مثل أبيها في مقبرة خفية في "وادي الملوك" بعد أن حكمت مصر بمفردها نحو 17 عامـًا دون أن تفقد شيئـًا من سلطاتها ومسئولياتها تجاه البلاد.

نفرتيتي.. وعقيدة إخناتون
 وتوضح الكاتبة أنه بعد مرور 150 عامـًا على وفاة "حتشبسوت"، بدأ عهد "أمنحتب الثالث" الذي بلغت البلاد في عهده قوة ورفاهية عظيمة، وبعد وفاته خلفه ابنه "أمنحتب الرابع" على عرش مصر، وتزوج من "نفرتيتي" واعتنقا عقيدة "أتون" وحرّم عبادة "آمون" وجميع الألهه الأخرى، وغيّر اسمه من "أمنحتب" إلى "إخناتون" ومعناه "مفيد لأتون"، وترك مدينة طيبة وبنى عاصمة جديدة هي "خت أتون"، وهي المعروفه حاليـًا بـ"تل العمارنة"، وانشغل "إخناتون" بعبادته الجديدة ولم يهتم بتدهور الامبراطورية التي شيدها أسلافه.

 ودلت الحفائر التي وُجدت في "تل العمارنة" أن "نفرتيتي" انفصلت عن "إخناتون" في العامين الأخيرين من حكمه وتركت القصر وعاشت بمفردها، لذلك أُتلف ومُحيّ عن عمد اسمها وخانتها الملكية في القصر الملكي، وهي شواهد محزنة على انتهاء قصه غرامها بـ"إخناتون" بهذه النهاية، وفي سنة 1358 ق.م مات "إخناتون" بعد أن حكم 17 عامـًا.

 وبعد وفاة "نفرتيتي" أخذ كهنة "آمون" ابنتها وزوجها "توت عنخ آمون" في موكب ضخم إلى طيبة، وأرغموهما على التبرأ من عقيدة "أتون".

كيلوباترا.. والحفاظ على استقلال مصر
 مضى أكثر من ألف عام على موت "إخناتون"، وخلال هذا الوقت عادت عظمة مصر كإمبراطورية على يد فراعنة الأسرة 19، من أمثال "رمسيس الثاني، والثالث"، هذا ما تؤكده الكاتبة.

 مشيرة إلى أن هذه العظمة انهارت بعد ذلك على يد الفرس الذين هدموا معابدها القديمة، وعانى الناس من نير حكمهم حتى وصل إلى مصر "الإسكندر الأكبر" عام 332 ق.م وهزم الفرس، وقدّم احترامه لألهة المصريين وبهذا كسب قلوبهم، وبنى مدينة جديدة تحمل اسمه "الإسكندرية" على البحر المتوسط؛ لتربط بين الشرق والغرب وتتحكم في تجارة العالم.

 وشاء القدر أن يموت "الإسكندر" بالملاريا بعد أن عهد لقائده "بطليموس" بحكم البلاد، ونُودي به ملكـًا على مصر، وقام البطالمه بإصلاح المعابد القديمة وبناء معابد جديدة لأنفسهم، وازدادت تجارة مصر مع العالم الخارجي.

 وبعد ثلاثة مائة عام من الحكم البطلمي لمصر أتت "كيلوباترا" من نسل "بطليموس الأول"؛ فكانت الوريثة لعرش مصر، وتمت مراسم زواجها من أخيها الأكبر "بطليموس" بعد وفاه والدها بناءًا على وصيته، ولكن الدسائس استطاعت أن تسمم أفكار زوجها وطالبها بالتنازل عن العرش؛ فهربت إلى "سورية" وأعدت جيشـًاوعادت إلى مصر لتحارب زوجها، وذلك بمساندة "يوليوس قيصر" امبراطور روما، الذي وقع في حبها، وبعد عدة معارك حربية مات زوجها، وبهذا أصبحت "كيلوباترا" وريثة للعرش.

 وفي عام 47 ق.م بدأ حكم "كيلوباترا" لمصر وقامت ببناء معبد للألهة "حتحور" إله الحب والجمال في موقع "دندرة" على جانب النيل، وبعد موت "يوليوس قيصر" نجحت "كيلوباترا" في الحفاظ على مصر كدولة مستقلة عن سلطة الإمبراطورية الرومانية، إلى أن هُزم أسطولها في معركة "أكتيوم البحرية"، وانتحر "مارك أنطونيوس" بالسيف؛ تلته "كيلوباترا" بالحية، وماتت آخر بطالمة مصر ميتة ملكية، وبذلك أصبحت مصر ولاية رومانية.

شجرة الدّر.. والحكم العربي لمصر
 وتضيف الكاتبة أنه مرّ ما يقرب من ألف وثلاثة مائة عام على انتهاء عصرالبطالمة، تلاه العصر الروماني، ثم فتحت الجيوش الإسلامية مصر على يد "عمرو بن العاص"، وامتد سلطان "صلاح الدين الأيوبي" على مصر وسوريا وبيت المقدس، وأثار هذا غضب ملك فرنسا "لويس التاسع" لامتلاك المسلمين بيت المقدس "مدينة الصليب"؛ فقرر القيام بالحملة الصليبية السادسة عام 1248م؛ ليشتبك في حرب مع الملك "الصالح أيوب" حفيد "صلاح الدين".

 وأثناء الحملة مرض السلطان وسلّم لزوجته "شجرة الدّر" متابعة شؤون البلاد، وفي عام 1249م توفي السلطان "الصال" تاركـًا مصر في محنتها، لذلك قررت "شجرة الدّر" عدم إعلان خبر وفاته حتى لا تزداد الجيوش الصليبية وحشية عند علمهم بموت سلطان المسلمين، وحتى تتجنب حدوث حرب أهلية بين المماليك وينتهي أمر مصر.

 وبهذه الخدعة ظلت "شجرة الدّر" تدير شؤون مصر إلى أن وصل ابنه "توران شاه" من سوريا واعتلى العرش.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter