اعتبر عدد من العسكريين الاستراتيجيين قرار «الكونجرس» بإقرار المساعدات العسكرية لمصر فى العام المالى الجديد يأتى ضمن انتصار الدبلوماسية المصرية وانعكاساً لنجاح قوة وتماسك جنودنا وقيادتهم البواسل، ونجاح الإعلام المصرى فى مواجهة الإعلام الأجنبى المغرض، الذى يهدف إلى تحقيق أهداف قوى غربية، وتشويه إرادة الشعب المصرى.
وقال اللواء محمد سلامة الجوهرى، مساعد الملحق العسكرى بواشنطن سابقاً الخبير العسكرى، إن قرار «الكونجرس» إقرار المساعدات العسكرية بالعام المالى الجديد قد يكون بداية لتغيير السياسة الأمريكية، ومن ثم الأوروبية تجاه مصر، واصفاً قرار اللجنة بالانتصار للدبلوماسية المصرية والحملات الأمنية الباسلة للقوات المسلحة والشرطة، ونجاح وسائل الإعلام الوطنية المصرية فى إرسال رسالة الشعب المصرى للعالم، برفضهم للتنظيمات الإرهابية والفشل الذى حققته جماعة الإخوان الإرهابية وإظهار عدم انعكاس ما يبثه الإعلام الخارجى غير المحايد لما يحدث فى الواقع المصرى.
وأضاف «الجوهرى»، فى تصريح لـ«الوطن»، أن موافقة أمريكا على عودة المساعدات العسكرية لمصر أمر مهم، فى إطار تدعيم قواتنا المسلحة، مما يساعدها على القيام بدورها فى الحفاظ على استقرار وأمن الوطن بأحسن وجه ممكن، إلا أنه اعتبر أن مساعدة الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية بما لديها من معلومات حول أوضاع التنظيمات الإرهابية فى المنطقة، وإرسالها إلى مصر فى إطار تبادل المعلومات بين الدول، فضلاً عن المساعدة فى تكثيف مصادر تمويل الإرهاب لديهم، أمر أهم من عودة المساعدات الأمريكية، فى رأيه الشخصى حالياً.
ووصف «الجوهرى» القرار بأنه يعكس مدى المخاوف الأمريكية والعالمية من خطر الإرهاب فى المنطقة، خاصة بعد الهجمات الإرهابية التى حدثت مؤخراً فى تونس، ومحاولة التنظيم الإرهابى احتلال أراضينا بالشيخ زويد ورفح، وهو ما واجهه جنودنا البواسل ببطولة منقطعة النظير، وهو أمر ساعد فى اتخاذ ذلك القرار، خاصة مع تأكد العالم أجمع أن مصر تحارب الإرهاب بأفضل طريقة ممكنة حالياً.
وواصل: «أيضاً اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات وكم المتفجرات الذى عثر عليها، والتفجير الذى استهدف القنصلية الإيطالية أعطى إنذاراً لأمريكا، وجعلها فى مأزق ضرورة عودة المساعدات العسكرية إلى مصر».
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هى من قامت بصنع «داعش» والجماعات الإرهابية فى المنطقة، إلا أن تحركاتها فى الفترة الماضية تجعل أوروبا والولايات المتحدة خائفين من أن ينكووا بنيرانها، ما جعلهم يعودون لمساعدة مصر عسكرياً، وحذر «الجوهرى» من أن الجماعات الإرهابية ستعمل فى الفترة المقبلة على استهداف السفارات والمصالح الأجنبية فى مصر، مثل ما حدث أمام القنصلية الإيطالية، إلا أنه أعرب عن ثقته فى الأجهزة الأمنية المصرية بالتعامل مع أى تهديدات تواجه الوطن.
وشدد «الجوهرى» على أن عودة المساعدات العسكرية لا تعنى تغيير سياسات الولايات المتحدة ضد مصر، مطالباً بالحذر منها بسبب وجود مصالح بينها وبين التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية. من جانبه، قال اللواء مختار قنديل، الخبير العسكرى، إن أمريكا «تلاعب مصر بالمعونة»، مردفاً أن الإدارة الأمريكية كانت مترددة فى أن تعطينا المساعدات أم لا، لأنهم يستخدمونها كأداة للىّ ذراعنا، إلا أن تحركات الدولة المصرية لتقوية قواتنا المسلحة وتنوع مصادر السلاح، بأن وصلنا إلى مرحلة أننا «بنجيب سلاح من أى حد عاوزينه مما يدعم قوتنا»، وهو ما جعلهم يتخذون هذا القرار. وأضاف «قنديل» أن المساعدات جزء من معاهدة السلام مع إسرائيل، وأمريكا التزمت بها منذ أكثر من 36 عاماً، ومصر ستحافظ على السلام معهم طالما أنهم لم يتعدوا على السياسة المصرية، قائلاً: «هما مش مخلصين زى ما بيحاولوا يظهروا باقتناعهم بوجهة نظرنا، وبيدعموا داعش فى الخفاء ويعلنوا محاربتها فى العلن، ولكن على العموم فمصر لن تتأثر بالمعونة، فإذا جاءت أهلاً وسهلاً، وإذا لم تأتِ فلن نتأثر».