الأقباط متحدون - قصة الحوذي
أخر تحديث ١٣:١٥ | الجمعة ١٧ يوليو ٢٠١٥ | ١٠أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٢٤السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

قصة الحوذي

انطون تشيكوف

( 1860- 1904 )
عرض /ماجد كامل 
ونواصل إبحارنا في روائع الأدب العالمي ؛والأدب الروسي منه علي وجه التحديد ؛ونلتقي في هذا الشهر مع قصة انطون تشيكوف القصيرة "الحوذي " وفي ترجمات أخري "لمن أشكو حزني " أو "لمن أشكو كأبتي" . اما عن تشيكوف نفسه ؛فلقد ولد في 17 يناير 1860 في احد المدن الروسية ؛وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتي تخرج من كلبة الطب في جامعة موسكو ؛ ولكنه عشق الأدب حتي أحترفه ؛ومن أشهر أعماله "موت موظف" و"الحرباء " وله 4 مسرحيات شهيرة هي ( النورس ؛ العم فانيا ؛ الأخوات الثلاث ؛ بستان الكرز ) مرض بالسل في سن صغيرة وتوفي في موسكو عام 1904 عن عمر يناهز44 عاما ؛ قال عنه الأديب الروسي الكبير تولستوي( 1828- 1910 ) " أن تشيكوف كاتب ليس له مثيل" كما قال عنه ايضا "تشيكوف هو بوشكين روسيا في النثر " وبوشكين ( 1799 - 1837 ) هو أمير شعراء روسيا ؛ وقال عنه الأديب المصري الكبير يوسف أدريس " أن التشيكوفية مرحلة في حياة كل كاتب قصة قصيرة لابد أن يمر بها" . بعتبر واحدا من أهم الآباء المؤسسين لفن القصة القصيرة في العالم مع الاديب الفرنسي موباسان(1850- 1893) والأمريكي" أدجار الان بو"(1809- 1849) .اما عن القصة نفسها فهي تثبت إحتياج الإنسان الشديد إلي من ينصت اليه في ضيقه وشدته ؛وهو ما يعرف في علم النفس ب"التفريغ الوجداني Emotional Ventilation " ؛وفي مجال الخدمة والرعاية ب "فن الإصغاء " Listening "؛ أو ما يعرف بـ"الفضفضة " في اللغة العامية ؛ كما تثبت القصة أيضا أن الحيوان أحيانا يكون أكثر حنانا علي الإنسان من الإنسان نفسه!!؛ وتحكي القصة بإختصار شديد عن حوذي يدعي "ايونا بوتابوف" تعرض لتجربة قاسية إذ توفي ابنه الوحيد أثر نوبة حمي شديدة لم تهمله طويلا ؛فحزن الأب عليه حزنا شديدا ؛ ومن شدة حزنه كان يود لو وجد اذنا صاغية تنصت إلي آلامه وجراحاته ؛وكان كلما تحدث مع أحد من ركاب عربته الحنطور كان لا يجد منهم إلا الزجر والتأنيب ؛فمن يقول له أنظر أمامك وأصمت ؛ومن يقول له هيا أسرع ؛ ؛ انتبه إلي طريقك ؛ ومن يرد عليه في برود حسنا حسنا كلنا سنموت ؛هيا عجل في طريقك حتي ألحق بموعدي ؛ وعندما يعود ايونا إلي البيت يترك الحصان ويصعد إلي فراشه ويحاول النوم ؛ولكنه من شدة الألم النفسي لم يستطع النوم ؛ فيقرر أن ينزل إلي الأسطبل ليفقتد الحصان ؛ وعندما دخل عليها وجدها تأكل الدريس فقال لها مداعبا أتمضغين ؟ حسنا حسنا أمضغي .... مادمنا لم نكسب حق الشعير ... فسنأكل الدريس ....نعم أنا كبرت وأصبحت لا أستطبع القيادة جيدا ؛ كان المفروض أن يسوق أبني لا أنا ؛ كان حوذيا ممتازا لو أنه فقط قد عاش !! هكذا يا أختي الفرسة لم يعد أبني موجودا .... رحل عنا .... مات فجأة .... فلنفرض مثلا أن عندك مهرا وأنت أم لهذا المهر ؛ولنفرض أن هذا المهر مات فجأة ؛أليس هذا شيئا مؤسفا ؟ فنظرت اليه الفرسة وزرفت علي يده فأندمج ايونا معها وأخذ يحكي لها كل شيء
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter