الأقباط متحدون - سيادة الرئيس أصدقك ولكن
أخر تحديث ١٧:٢٥ | السبت ١٨ يوليو ٢٠١٥ | ١١أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٢٥السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

سيادة الرئيس أصدقك ولكن

سيادة الرئيس
سيادة الرئيس
مينا ملاك عازر
قلتها صريحة من قبل سيادة الرئيس، أن النوايا الحسنة لا تبن دولا،ً ومصر لن تقف عندك كما لم تقف عند من سبقوك، مصر استمرت وهم رحلوا، ورغم أنني أقدرك وأحترمك وأثق فيك وأصدقك في ضماناتك بأنك لن تقمع الحريات ولن تظلم أحد إلا أنني لا أستطيع للأسف الثقة في من حولك فقد يظلمون ولماذا قد ؟ فمن المؤكد أنهم يظلمون وأول من يظلمون يظلمونك أنت بتخاذلهم في عملهم بإلقائهم أعباء كل عملهم على كاهلك، فتجد نفسك تعمل وحدك وحيداً وهم يدعون أنهم ينفذون تعليماتك، ولا أظن أن من بين تعليماتك أبداً أن يستكينوا ولا يقوموا بعملهم.
 
سيادة الرئيس، أثق في نواياك الحسنة وحبك للوطن لكن أسمح لي أن أقولها خفاقة أن شيء من هذا لم يحول دون اختيارات سيئة منك، فقد اخترت الكثير من الوزراء الحاليين وها هم كما أنت تعلم لا يفعلوا شيء سوى أن يعرقلوا العمل، ويبطئون من وتيرته، ولولا ضغوطك ما فعلوا شيئاً. 
سيادة الرئيس، مع كامل تقديري لك واعترافي بأننا اخترنا الباشمهندس إبراهيم محلب ليكن رئيساً للوزراء، وها نحن نجني ثمار تخاذله وضعفه السياسي، صحيح الرجل كفء تنفيذياً لكنه ميح سياسياً.
 
سيادة الرئيس، لعلك ترى بنفسك تراجع كفاءة من حولك من معاونين كالذين سنوا القوانين التي حكمت المحكمة الدستورية بعدم دستوريتها، فعطلت الاستحقاق الانتخابي الأخير، وهو انتخاب مجلس النواب، كما أنه لا جدال ترى بعينيك كيف أن معاونيك تأخروا لإعادة صياغة القانون الباطل دستورياً، ويترهلون كثيراً في إخراج العديد من القوانين، لعلك تعلم أكثر مني، كيف أن الكثير من النتائج المبهرة للمؤتمر الاقتصادي الذي انعقد بشارم الشيخ تأخرت، ولعله ضاع منها الكثير بسبب معاونيك، فكيف أثق بهم؟ كيف أثق في أمن لا يستفيق إلا بعد وقوع الكارثة؟ وقد يأخذ عاطل في باطل، وللآن يحتجز ويحبس الكثير من النشطاء المناوئين للإخوان، ويعامل بعض الأبرياء معاملة سيئة بسجونه، وحتى غير الأبرياء يعاملون معاملة سيئة جداً للآن، وهذا لا تقبله سيادتك، ولعلك أنت نفسك اعترفت أن هناك بعض المظلومين في السجون.
 
قل لي سيادة الرئيس، كيف أثق فأنك لن تظلم أحد؟ قد لا تظلم أنت بنفسك أحد ،وقد لا يظلم أحد بعلمك، لكنه بغير علمك قد يظلم الكثيرين وقد يكون بغير علم منك تقمع الكثير من الحريات، ولا أدل من قمع حرية أحمد المرغني لاعب وادي دجلة الذي عبر عن حقه وضيقه لما يحدث لجنودنا الأبرياء في سيناء، وقد ارتكبت جريمة قمع الحرية تحت عنوان الحفاظ على كرامة الرئيس.
 
 أخيراً سيادة الرئيس، أصدق نواياك الحسنة لكنني أيضاً وللأسف لا أثق في من سيأتي بعدك يوماً ما، فما لا جدال فيه أنك لن تستمر أكثر من فترتين وقد ترفض أنت الاستمرار لفترة أخرى بعد ما رأيته من سوء الجهاز الحكومي وروتينه المكبل لأحلامك، فكيف أترك نفسي في قبضة قوانين ينفذها رجل نيته حسنة ومعاونيه فشلة؟ ولا أعرف ما هي نية من يأت بعده ولا تقل لي أنك تعول على حسن اختيار الشعب المصري، فلا مراء ان الخطأ وارد في أي لحظة، ولعل جريمة اختيار مرسي ماثلة في أذهاننا للآن تؤكد أن لكل جواد كبوة ولكل شعب عظيم هفوة.
 
المختصر المفيد أعانك الله على معاونيك.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter