الأقباط متحدون - هل باعت أمريكا العرب لإيران
أخر تحديث ٢٠:٢٥ | السبت ١٨ يوليو ٢٠١٥ | ١١أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٢٥السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هل باعت أمريكا العرب لإيران

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
مينا ملاك عازر
بتوقيع الأمريكان ومن خلفهم الأوروبيين اتفاقهم مع إيران، نستطيع القول أن حقبة من العلاقات السيئة بين أمريكا وإيران قد انتهت، واتجهت نحو آفاق أرحب نحو أحلام بطموحات غربية جديدة تطمع بإيران وإمكانياتها وبترولها وأموالها، وحتى تلك الأموال التي تم الإفراج عنها في البنوك الأمريكية والأوربية لمصلحة إيران ذهب منها مئة وعشرين مليار دولار للخزائن الغربية قبلما تراهم حتى إيران، وهو ما يعني مكسب مالي كبير طبعاً، الحجة هي إعادة إعمار إيران.
 
الغرب الذي أخذ المال ليس الوحيد الكسبان بل أيضاً روسيا التي بات من حقها توريد السلاح، صحيح أنه لم يزل هناك حظر على الصواريخ سيستمر لثمان سنوات بعد الاتفاق، وحظر على بعض الأسلحة الأخرى سيستمر لخمس سنوات، لكنك تستطيع أن تراهن على أن البرنامج الإيراني النووي لن يتوقف إلا علناً وسيستمر سراً، وهو فارق بالنسبة للعرب إذ أن ما يهدد العرب حقاً هو التسليح الإيراني النووي أو قل أنه أكثر ما يهددهم لأن ما قد يكون هو ثمرة البيع الأمريكي للعرب هو التهديد الإيراني الإرهابي، وهو للأسف ما لم يهتم ولم ينتبه له الكثير من القادة العرب وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية التي لا يهمها سوى التسليح الإيراني النووي وتتغافل أو بالأحرى تغفل عن الخطر الإيراني الواضح في اليمن والكامن في العراق، وكلاهما على حدودها الجنوبية والشمالية بل أنها تدرك تماماً أن هناك مد إيراني لا جدال فيه في لبنان، وهذا إلى جانب الوجود الإيراني الصريح في سوريا.
 
وبمناسبة سوريا لا مراء أن الرابح الأكبر من الاتفاق الإيراني الأمريكي الأوروبي هم السوريون أي نظام الأسد حيث الدعم الإيراني غير المحدود له لكن ما قد يوضع في الاحتمال أن تكن إيران ساومت على الأسد وباعته، وتكون هي البيعة الوحيدة التي باعتها إيران لأمريكا في مقابل شرائها كل العرب ليقعوا تحت رحمتها بتوغلها الإرهابي.
 
هذا مع العلم أن أمريكا مدركة تماماً للقدرات الإيرانية الإرهابية التي تتمثل في مؤسسة الحرس الثوري الإيراني التي هي الاستثناء الوحيد من رفع الحذر على الأنشطة والأموال، ما يعني أن أمريكا تنتظر مد إيراني إرهابي لا ريب فيه، ولكن السعوديون والكثير من العرب لا ينتبهون لهذا، وقد تكن السعودية منتبهة له وتراهن على ربيبتها داعش لصد المد الإيراني إذ أننا قد نكون بانتظار صدام إرهابي سعودي إيراني في مجال المؤسسات الإرهابية المتناحرة والمتصارعة على السيطرة والهيمنة على دول المنطقة، مما ينتج عنه دويلات صغيرة.
 
ودعني عزيزي القارئ، ألفت نظرك إلى أنه قد تكن مصر بمنأى عن هذا الصراع الإرهابي الحتمي إذ أننا لا يمكننا التغافل عن رغبة الجيش الإيراني في الصدام مع داعش واقتلاعها من العراق للقصاص من الشيعة، المقتولين على أيديها، ولاختلاف المصالح والممولين، وهذا ما لا يوجد ظاهرياً في مصر لكنه موجود بوسيلة أخرى وهي اليد الحمساوية الممولة والمدعومة بالسلاح والمال من إيران وتركيا وقطر، وإذا وضعنا إلى جانب هذا الوجود الداعشي فيما يسمى تنظيم ولاية سيناء نستطيع أن نجزم أنه مع اتفاق الطرفين الحمساوي وولاية سيناء على رغبة واضحة في إسقاط النظام المصري، نجد أنفسنا في وضعية خطرة أن التنظيمين الإرهابيين قد يتفقا علينا فيما يشبه محاولة جديدة لإسقاط مصر لمصلحة بلاد أخرى.
 
وأخيراً، وفي كل الأحوال، أن مصر في خطر هو إما مواجهة تنظيمين متناحرين في كل مكان في المنطقة العربية ومتفقان عليها أو سقوط السعودية والإمارات أكبر داعمين لاقتصادها أو تورطهما في حرب لمقاومة المد الإيراني، ما يعني انشغالهما عن دعم مصر، وفي كل الأحوال لا أجد إلا الدعوة لله ليستر علينا ويكملها علينا على خير، ويمنع إتمام البيعة التي وقعت بين أمريكا وإيران على حساب العرب والمنطقة كلها.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter