الأقباط متحدون - من ذاق حبك لا يريد زيادة أنت الجميل وما سواك محال!
أخر تحديث ٠٢:٢٧ | السبت ١٨ يوليو ٢٠١٥ | ١١أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٢٥السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

من ذاق حبك لا يريد زيادة أنت الجميل وما سواك محال!

وسيم السيسي
وسيم السيسي

سألوا أفلاطون عن الجمال قال: اسألوا عنه العميان! فالجمال ليس ما نراه ولكن ما نحسه!

إن جوهانسون، جراح التجميل السويدى العالمى، يقص علينا كيف أجرى عدة عمليات فى وجه امرأة دون فائدة، وأخيراً قال لها: سيدتى لن يعيد إلى وجهك جماله ونضارته إلا الحب.. أنتِ تكرهين الناس!

كتب مصطفى أمين يوماً: أخبرنى صديقى أنه لن يتزوج أبداً! فهو يريد فتاة جميلة وذكية، والجميلات غبيات، والذكيات قبيحات! وفى يوم قابلته ومعه فتاة عادية، أخذنى على جانب، وقال لى: لقد وجدت ضالتى التى طالما بحثت عنها، تعال نجلس سوياً، وكنا بالقرب من جروبى، تحدث وتحدثت أنا، وأخيراً تحدثت هى، وإذ بى أراها رائعة الجمال، كانت تنصت بذكاء، وتتحدث بحضارة، وتناقش بعذوبة، هنأت صاحبى.. وعرفت أن الذكية يمكن أن تكون جميلة، والغبية لا يمكن أن تكون جميلة، مهما كانت شكلاً جميلة!

ترى لو سألت طبيب عيون عن الجمال ماذا يقول؟ سيقول: هى من كانت عيونها حوراء.. دعجاء.. نجلاء!

أى شدة البياض مع شدة السواد.. هذه هى الحوراء التى تقتل ولا تحيى قتلاها!

إن العيون التى فى طرفها حور.. قتلننا ثم لم يحيين قتلانا! أما العيون الدعجاء فهى العيون السوداء، أما النجلاء فهى وسيعة العينين.

ماذا لو سألت كلود برنارد أول من قام بزراعة قلب، عن الجميلة؟ سيقول: هى من تحفر فى قلبى فراغاً لا قرار له، يشعرنى دائماً بحاجتى إليها.. لأنها هى وحدها القادرة على ملء هذا الفراغ.

أما إذا سألت كارل يونج، عالم النفس الشهير، سيقول: الجمال هو ما يكشف للإنسان الفردوس لحظة، ويشعره أنه مقصى عنه ما لم يتحد به!!

ذهبت إلى دانتى أسأله عن الجمال قال: الله هو الجمال وهو المشتهى بالحقيقة، وقد رأيته فى عينى من أحب.. باتريشا!

فى إحدى ندوات العقاد سألوه عن اليوم الجميل قال: هو اليوم الذى نملك فيه دنيانا ولا تملكنا فيه دنيانا، هو اليوم الذى يرتفع بنا فوق المتعة ومطامع النفس الأمارة بالسوء، هو اليوم الذى كاد أن يحشو جيوبى بالمال، ويفرغ ضميرى من الكرامة، فآثرت فراغ الجيب على فراغ الضمير.

استطرد العقاد: الجمال هو الحرية الموزونة، المرأة الجميلة هى كل ما فيها حر ورشيق، انظر إلى نفرتارى أو نفرتيتى، تكاد تطير الواحدة منهن من فرط الخفة والرشاقة، وهذا هو الجمال المصرى القديم الذى عاد إليه العالم فى القرن العشرين.

الجمال مادة من مواد الحرمان كفيتامين ث أو اليود، إذا نقصت هذه المواد من غذائنا لا نحس بالحاجة إليها ولكن حياتنا تضطرب دونها اضطراباً شديداً، مواد الحرمان ليست كالطعام أو الشراب التى نحس بالجوع أو العطش إذا غابت عنا، كذلك الجمال.. فى موسيقى حالمة أو لوحة فنية رائعة أو تماثيل جميلة، أو قصيدة شعرية أو مسرحية هادفة.. إلخ إذا غابت عنا اضطربت حياتنا، وامتلأت عنفاً وذبحاً..!

الجمال كلمة مصرية قديمة «جامول» وكانت الأم تقول لطفلها: عم يا جامول والتى أصبحت هم يا جمل، أى التهم هذه يا جميل! وكانوا يقولون: جامول نفر توم أى جميل كامل الأوصاف.

وأخيراً.. هوذا محمد أبوهلال الدرزى يحدثنا عن الجمال فى مناجاته للعزة الإلهية.. يقول:

يا مؤنس الأبرار فى خلواتهم

يا من زدت الجمال جمال

من ذاق حبك لا يريد زيادة

أنت الجميل وما سواك محال
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع