الأقباط متحدون - قصة السعودية وحماس ومواجهة إيران والضغط على مصر!
أخر تحديث ٠١:١٣ | الأحد ١٩ يوليو ٢٠١٥ | ١٢أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٢٦السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

قصة السعودية وحماس ومواجهة إيران والضغط على مصر!

احمد رفعت
احمد رفعت

نقطع سلسلة مقالات العيد اضطرارا؛ حيث انتشرت فجأة تحليلات سياسية لا تعرف من أين أتت، ولا كيف انتشرت، ولا كيف صدقها الناس وروجوها!

آخر ذلك ما انتشر أمس بسرعة مذهلة، وعلى كل المواقع، أن السعودية استقبلت خالد مشعل وعلى أعلى مستوى؛ لكي تتوسط حماس عند الإخوان؛ لكي يواجه الإخوان إيران والشيعة!

قال - وبالبلدي كدة - السعودية بأجهزة مخابراتها وأموالها واتصالاتها السابقة بالإخوان، منذ أن لجأوا لها في ستينيات القرن الماضي، وعلاقاتها بطوب الأرض على كوكب الأرض، ووجودها في اليمن وعلاقاتها الوثيقة بقطر تحتاج إلى حماس لكي تتصل بالإخوان!

لا ولسه.. وتسأل.. ماذا تريد السعودية من الإخوان تحديدًا؟
الإجابة العبقرية هي: لكي تشكل حلفا سنيا لمواجهة إيران الشيعية!!.. وهنا نقول وبالبلدي أيضًا: أومال هي السعودية بتعمل أيه في سوريا والعراق منذ سنوات؟.. أومال مين وكيل السعودية وقطر هنا وهناك؟.. أومال هي داعش وجبهة النصرة وكل الأبناء الشرعيين للإخوان بيعملوا أيه طوال السنوات الماضية من العراق إلى ليبيا؟

ثم تتقدم إلى الجد خطوة وتسأل.. وكيف إذن سيحارب السنة بقيادة الإخوان إيران والشيعة؟
هنا لا تجد إجابة، وإن وجدتها ستجدها تحصيل حاصل من كون أن شيوخ الإخوان والسلفيين سيقومون بالدعاء على الشيعة من فوق المنابر، ويحرضون ضدهم بين العامة والبسطاء!.. وهم يفعلون ذلك بالفعل ومنذ زمن.. بينما سيقول آخر: لا.. سيجندون الشباب للسفر للحرب في سوريا، وهنا نكون أمام دائرة مفرغة وسنعيد - بغير فائدة -تكرار الكلام نفسه!!

والحقيقة أن السعودية في مأزق كبير بالفعل.. أربع سنوات من الإنفاق الكبير لإسقاط الأسد في سوريا ولم تنجح.. وأربعة أشهر في اليمن ولم تتحرر سوى عدن.. وسنوات من التعاون مع الولايات المتحدة والولايات المتحدة تتجاهل ذلك، وتقود العالم للتفاهم مع إيران.. والسعودية أدركت أنها في أزمة، وأنها إلى مباراة جديدة مع إيران في المنطقة، ولكنها أقرب إلى الشطرنج السياسي، وتلعب مع كروت إيران، ولم تجد إلا أضعفها بالنسبة لإيران قياسًا إلى سوريا وحزب الله، وتحاول استقطابه وهي حماس.. أي ورقة تحقق لها انتصارا ولو معنويا.. رغم أن حماس ومنذ اغتيال قائد جناحها العسكري المتشدد أحمد الجعبري، حليف إيران القوي - حيث اغتيل وبأوامر مباشرة من قطر - وحماس بحالها ومحتالها في جيب قطر، ولا تحتاج إلى جهد كبير لتنتقل إلى جيب السعودية!

نعم مصر على خلاف في وجهات النظر مع السعودية في أمور كثيرة، ومنها الملف الإيراني.. فخبراء الأمن القومي في مصر يضعون إيران - ومنذ زمن طويل - ضمن أربع مخاطر على أمنها القومي مع إسرائيل وتركيا والمياه.. لكنها تصنفها كذلك باعتبارها دولة ذات قومية، تتعارض مصالحها أحيانًا مع المصالح المصرية، وليست خصما على أسس طائفية أو مذهبية، ولا تأتي في الترتيب المصري قبل إسرائيل بأي حال، ولذلك ترفض مصر الانجرار مطلقا للمخطط الصهيوني القديم لإدخال المنطقة إلى صراع طائفي سني شيعي، لا يستفيد منه إلا إسرائيل، ولذلك تقف مصر مع العراق رغم أن مَن في السلطة هناك شيعة!!.. وتفعل مصر ذلك بغير تعاون وثيق مع إيران، يغضب الأشقاء في الخليج!

وفي الأخير نقول: لن يحدث بشأن غزة، إلا ما تريده مصر.. مصر كبيرة جدا، وأوراقها كثيرة، وستجدونها عند اللزوم!

لكننا نقول أيضًا: إنه الآن بدأت مباراة جديدة في المنطقة.. تابعوها جيدًا، وسنوافيكم بالتفاصيل كلما تيسر ذلك!

نقلا عن فيتو


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع