■ توقفت كثيراً أمام تدخل المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، لإنهاء أزمة ملعب القمة بين الأهلى والزمالك، المقررة اليوم-الثلاثاء- فى الدورى الممتاز على ملعب برج العرب، وتابعت معالجة بعض وسائل الإعلام للأزمة سواء قبل حلها أو بعد إنهائها، ووجدتنى أطرح عدة أسئلة لم أجد لها إجابة حتى الآن وهى.. لماذا تأخرت الحكومة فى إنهاء الأزمة؟! أو بمعنى أدق هل تدخلت الحكومة فى الوقت الضائع بعد أن تفاقمت الأزمة بين الأهلى والزمالك؟!.. لماذا دائماً ننتظر حتى تتفاقم الأزمات وتشتعل ثم نجد الحل فجأة رغم أنه كان مطروحاً من قبل، أو بمعنى آخر كان بإمكاننا ألا تكون هناك أزمة من الأساس.. فالجميع كان يعلم باعتراض الأهلى والزمالك على إقامة المباراة فى الجونة، وتمسك الأهلى بموقفه الرافض للجونة باعتباره صاحب الأرض، وهذا حقه، وأبلغ المسؤولين فى اتحاد الكرة بذلك.. بينما راعى الزمالك الظروف السياسية التى تمر بها البلاد، وأبدى استعداده للعب فى أى ملعب تحدده الجهات الأمنية، رغم تحفظه على ملعب الجونة، وهو موقف يحسب إلى مسؤوليه، وكنت أعتقد أن اختيار الملعب كان سيتم حسمه قبل تفاقم الأزمة، طالما أن الفريقين لم يرغبا فى اللعب بالجونة، وانتظرت إعلان القرار منذ الوهلة الأولى لرفض الناديين، لكن ظلت الأزمة تتفاقم وتتفاقم يوماً بعد الآخر حتى تحرك المسؤولون بالدولة، وهنا لا أوجه اللوم للمسؤولين باتحاد الكرة لأن قرار اختيار الملعب ليس بيدهم، ولا ألوم أيضاً الجهات الأمنية لأنها صاحبة القرار فى تحديد الملعب، وفقاً للظروف الأمنية، خصوصاً أن الأحداث التى طرأت على البلاد فى السنوات الأخيرة علمتنا أن أى كارثة نتعرض لها نلقى بها على الأمن، ومن ثم فلا أحد يمكن أن يوجه لها اللوم فى هذا الشأن، لكننى أعود إلى السؤال: لماذا التدخل فى الوقت بدل الضائع؟!.. وإلى متى سنظل نعالج كافة مشاكلنا فى الوقت بدل الضائع يا حكومة؟!
■ البعض ردد فى الأيام الأخيرة أن أزمة الملعب قد تؤثر على أداء اللاعبين خلال المباراة.. وأعتقد أن هذه الأزمة لن تؤثر عليهم، خصوصاً أن كلا الفريقين يمتلكان مديرين فنيين يتسمان بالهدوء والحكمة، سواء فيريرا، المدير الفنى للزمالك، الذى يتميز بقوة الشخصية وعدم الانفعال، وكذلك فتحى مبروك الذى يتسم بالحكمة والهدوء والقرارات الصارمة، ووجهة نظرى أن كلا منهما سيحذر لاعبيه من أن تكون هذه الأزمة المفتعلة لها أثر عليهم.
■ وأمام تدخل الحكومة فى الوقت بدل الضائع.. وحكمة وهدوء فيريرا ومبروك.. وتصاعد الأحداث بين مسؤولى الناديين والاحتقان بينهما نتيجة التصريحات النارية فى وسائل الإعلام.. هل يمكن أن نرى قمة اليوم فى الروح الرياضية؟!.. ولا أريدك أيها القارئ أن تضحك لهذا الاقتراح.. فإننى أحدثك عما يدور بداخلى وسط هذه الأجواء المحتقنة، والتى أشعلت حماس الجماهير، وقد تتسبب فى إعادة الفتنة مرة أخرى بين الجمهورين، وأحمد الله اليوم أن المباراة بدون جمهور حتى لا تحدث كارثة جديدة.. ولأول مرة يتسبب المسؤولون فى زيادة الاحتقان بين الجماهير، بعد أن كان كل جمهور قد التزم فى الفترة الأخيرة، وهدأت الأجواء المشتعلة والمفتعلة‘ وقلنا إنها ستكون بادرة لعودتهم إلى المدرجات فى الموسم المقبل، لكننا وجدنا من يشعل الفتنة ويثيرها ولا تتحملها الجماهير.. فإذا كان هذا هو سلوك المسؤولين.. فكيف نطلب من الجماهير أن تتسم بالهدوء وتبتعد عن التعصب.. ومن ثم فإن قمة اليوم هى فرصة ذهبية لإعادة الهدوء للوسط الرياضى مرة أخرى.. وأتمنى أن أرى لاعبى الفريقين ينزلون إلى أرض الملعب يداً بيد.. وتتبادل الأجهزة الفنية ومسؤولو الناديين باقات الورود.. فالمنافسة بالملعب والفوز بالمباراة والبطولة شىء.. ومراعاة أولادنا وجماهيرنا والحفاظ عليهم شىء آخر.. وأدعو مسؤولى الناديين من منطلق مسؤولياتهما وحفاظهما على المصلحة العامة أن يبادرا بالروح الرياضية، ويتناسا مشاكلهما حفاظاً على الجماهير ليس أكثر.
■ وإذا انتقلنا إلى الأمور الفنية للمباراة.. فإن كفة الفريقين متساوية، وكلاهما لديه الداوفع التى تمكنه من الفوز باللقاء.. فالزمالك يمتلك الرباعى حازم إمام وأيمن حفنى ومصطفى فتحى وباسم مرسى الذين يرجحون كفة أى فريق.. خصوصاً إذا لم يحتفظ الثنائى حفنى وفتحى بالكرة، واتسما بالتمرير السريع من لمسة واحدة، ونفس الأمر بالنسبة للأهلى الذى يمتلك أوراقاً رابحة تتمثل فى عمرو جمال ومؤمن زكريا وعبدالله السعيد والبديل «تريزيجيه» الذين تحسن أداؤهم بشكل لافت فى المباريات الأخيرة، وإذا أراد الزمالك أن يحسم الدرع اليوم ويتوج رسميا، عليه أن يهتم بالجوانب الدفاعية، ويمنح فيريرا مهاما خاصة لإبراهيم صلاح ومعروف يوسف وأحمد توفيق لمواجهة الطوفان الأحمر فى وسط الملعب، سواء من العمق أو عن طريق اختراقات باسم على الظهير الأيمن، وصبرى رحيل فى الجانب الأيسر، لكن أهم ما يتسم به الأبيض هو اختراقات حازم إمام فى الجبهة اليمنى مع عمر جابر فى حالة مشاركته.
ووجهة نظرى أن «فيريرا» يجيد قراءة المباريات، ويستطيع تغيير طريقة اللعب وفقاً لأسلوب المنافس، لكن فى نفس الوقت فإن فتحى مبروك سيكون أكثر تركيزاً هذه المرة باعتبار أن الفوز بالمباراة سيكون دافعاً قوياً للأهلاوية لاستعادة هيبتهم هذا الموسم بعد أن اقتربوا من فقد الدورى، وإذا أراد كل فريق أن يحصد نقاط المباراة الثلاث فعليه أن يمتلك وسط الملعب، فالزمالك يمتلك أفضل حارس مرمى وأقوى دفاع، ويعانى قصوراً فى الجبهة اليسرى، بينما الأهلى يمتلك وسط ملعب مميزا بوجود حسام غالى وعبدالله السعيد لكن العمق الدفاعى للفريق سواء محمد نجيب أو سعد سمير هو نقطة ضعف الفريق الأحمر لو أحسن استغلاله لاعبو الأبيض سيتمكنون من الفوز.
نقلا عن المصرى اليوم