الأقباط متحدون - الملك سلمان السيسي خدعنا كما خدعتنا ايران
أخر تحديث ٠٠:٤٧ | الخميس ٢٣ يوليو ٢٠١٥ | ١٦أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٣٠السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الملك سلمان " السيسي خدعنا كما خدعتنا ايران "

الملك سلمان والسيسي
الملك سلمان والسيسي

عساسي عبدالحميد- المغرب
لعل حزمة التسريبات الوكيليكسية الأخيرة بخصوص وثائق تهم الخارجية والداخلية و جهاز المخابرات  السعودي، ما هي سوى إرهاصات ربيع أمريكي قادم لا محالة ستهب نسائمه عما قريب على مملكة آل سعود الوهابية...

 وما تحول إيران الفارسية من فزاعة وظفها العم سام السام  لعقود قصد تخويف ممالك نفطستان الى مشروع حليف مستقبلي يعول عليه  بالمنطقة سوى تمهيد لهذا الربيع الحارق ، وما معاهدة فيينا 5+1 بخصوص الملف النووي الايراني سوى اسدال الستار عن آخر فصول  مسرحية "ليالي الانس في فيينا"  التي كان أثرياء و أمراء العرب يصرفون عليها  بسخاء للترويح عن النفس على ايقاع قرقعة الكأس وخرخرة الشيشة وهز البطون، وكل هذا من ريع النفط ومداخيل الحجر الأسود الأصم الذي يقصده الحجيج المدوخ من كل رذم عميق....

 هاهي  اذن حياة البذخ والعيش الرغيد والخمرة والليالي الملاح ورحلات الاستنكاح التي ترمز اليها فيينا التي تغنت بها الفنانة اسمهان قد شارفت عن نهايتها
 وما تصريح الرئيس أوباما الخطير والذي مر مرور الكرام دون أن نتأمل مليا في تراكيب ونبرة مفرداته والذي وجهه لقادة السعودية، أن الخطر الذي يهدد السعودية ليس هو سلاح ايران ومفاعلاتها النووية، بل خطر داخلي أي قنبلة اسمها انتفاضة  الفقراء والمستضعفين والمهمشين  ....

لم يمر في تاريخ البشرية نظام حكم أغبى من النظام السعودي ، فبدل من تجديد خطابه بما يتلاءم ومقتضيات العصر، و بدل أن يحيط هذا النظام  نفسه ويحصن حكمه  بطاقم من المنظرين والمستشارين الحقيقيين وما أكثرهم خاصة بين نساء متنورات بالحجاز ونجد والاحساء والقطيف، فبدل من المضي على هذا المسلك الآمن والسليم، نجد هذا النظام الغارق في الغباء والفساد  و قد جمع  حوله عصبة من الدجالين والمجرمين ولفيف من صناع السم وعتاة الوهابية ...و أعطى لكل هؤلاء الأفاقين  الحصانة مقابل أن يعطوه الشرعية الدينية للتسلط على رقاب الناس  ....

النظام السعودي ومعه مشيخات نفطستان الأغبياء لم يأخذوا بنصيحة الرئيس السوري  الراحل "حافظ الأسد"  عندما نصح حكام الخليج ذات  مرة  بالتعاون مع ايران وتمتين علاقاتهم معها بما يخدم الأمن الاقليمي لكافة بلدان الخليج،  لم يأبهوا الأغبياء  بنصيحة لا تقدر بثمن ولم يأخذوا استشارة  على محمل الجد أعطاهم اياها بالمجان عقل علمي وقامة فكرية من طينة "حافظ الأسد" ....وللقراء الكرام هذه المعلومة (( تعمل وزارة الخارجية الأمريكية  اليوم على النبش في أرشيف تصريحات ومواقف الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد للاستئناس والاستعانة بها ، لقد تكونت في الشهور الأخيرة لدى واشنطن قناعة بأن حافظ الأسد كانت له نظرة استشرافية هائلة وغريبة وصائبة للمستقبل .....)) 

 ما يزيد الطين بلة أن السعودية اليوم على شفا هاوية كبريت ملتهبة، وفي ظل هذا الحر المتأجج وهذا الصفيح الساخن هاهو الملك السعودي "سلمان بن عبدالعزيز " يستعد بل يصر لقضاء اجازة صيفه " رحلة استنكاح " بالديار الفرنسية بشاطئ " ميراندول " قرب مدينة "كان" الفرنسية عوض المكوث  بالرياض والعمل على انقاذ ما يمكن انقاذه، ولو أن الوضع الحالي بالنسبة للسعودية  يحتاج الى معجزة....

 النظام السعودي ساقط لا محالة و بشكل كارثي ودرامي، و ستتشتت العائلة الحاكمة ما بين قتيل و هارب و سجين ومسحول ومرمي بالمستشفيات الأمراض المزمنة والعقلية .....النظام السعودي الحاكم لن يؤدي ثمن غبائه فحسب بل سيجرم في حق أهالي الحجاز ونجد ونجران وحران والاحساء والقطيف مثلما أجرم في حق السوريين والعراقيين والليبيين واليمنيين وفي حق  كل كل الشعوب عندما صدر لها  المرجعية والوهابية والانتحاريين والقتلة .....

سألني الكثير من المتتبعين و الأصدقاء خاصة من المصريين عما سيئول اليه الوضع في مصر بعد اتفاقية فيينا 5+1 أو ما يصطلح عليها بالسداسية بخصوص الملف النووي الايراني ؟؟....

نحن اليوم أمام تسارع  متواتر للاحداث وبشكل مثير وخيف ، فايران التي كان الغرب بقيادة الولايات المتحدة يوظفها كفزاعة حقول  مخيفة في وجه متلوطة وشواذ الخليج هاهي بصدد التحول بقدرة قادر  الى حليف استراتيجي لكل عواصم الغرب....

في ظل المعطيات الميدانية الراهنة يتوجب على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بأن يقوم بزيارة رسمية عاجلة لايران و أن يكون مرفوقا بوزراء الاستثمار والبحث العلمي والبترول والكهرباء والطاقة والثقافة والصناعة والتجارة والاتصالات..... ووفد رفيع المستوى  يتكون من رجال المال الأعمال... فما زال لدى المصريين فرصة هامة للتحرك والتموقع الجيد ....

نعم ، على القيادة المصرية أن تتسم بالبراغماتية والواقعية اتجاه المستجدات والمتغيرات التي يعرفها المحيط الاقليمي  ))
في تقديري أن القيادة المصرية على بينة بالوضع الراهن الذي تمر منه المنطقة و أن مصر  لن تجاري الخليجيين بارسال شبابها للموت بين رمال الربع الخالي ومياه بحر الفرس المتلاطمة و جبال صعدة الرهيبة دفاعا عن مشيخات الخليج....

لن تغامر مصر بأن يتزعم جيشها  قادسية جديدة غير محمودة العواقب على أبواب المدائن أو على صخرة مملكة البحرين  ،كل ما هناك أن السيسي استطاع منذ أن أمسك  بدفة الحكم أن يبتز  حكام الخليج و على رأسهم قادة  السعودية و يحصل على سيولة ضخ به خزينة الدولة وقد تفادى بذلك  السكتة القلبية للاقتصاد المصري...
 في المقابل طلبوا منه تأمين الوضع الأمني في مصر تفاديا لاي انفلات قد يعبر للضفة الأخرى اي الى بلدان الخليج،  كما كانت هناك تصريحات رسمية بأن أمن الخليج هو جزء لا يتجزء من أمن مصر و أن الجيش المصري لن يتوانى في الدفاع عن مصالح الأمن القومي المصري،  ونزولا عند رغبة السعودية تحالف مع السلفيين الذين تراهن عليهم السعودية لتدبير الأمن الروحي لمسلمي مصر، وبهذا استطاعت السعودية أن تسحب البساط من تحت القطريين الذي استأثروا بتونس و ليبيا،  وكانت للسيسي حساباته في هذا التحالف كأن يدق الاسفين بين تنظيم الاخوان و شريحة واسعة من الاسلاميين و أن يضمن انسيابية مستمرة للمال الخليجي نحو الخزينة المصرية .....

،نعم استطاع السيسي الحصول على أموال خليجية وهذا من حقه فالسعودية الوهابية و نفط الخليج هو من أوصل مصر الى الوضع الراهن وزج بها عبر منعطفات قاتلة و أنفاق مخيفة ....

السعودية  هي من تسببت في شل شريحة واسعة من الشعب المصري بالسم الوهابي القاتل الذي مولته طيلة عقود بميزانيات ضخمة و جندت له عملاء يحملون الجنسية المصرية في  الأمن و الجيش ورجال الدين ومسؤولين كبار بقطاعات عديدة،  والهدف من هذا كله  كان تغريب أمة  عن بكرة أبيها و سلخها عن هويتها و أصالتها الحضارية ....

في تقديري أن على السيسي أن لا ينتظر ساعة الصفر لانهيار النظام السعودي بل عليه أن يبادر ولو من وراء حجاب للاتصال بالايرانيين الذين ينتظرون مكالمة هاتفية منه ستعمل واشنطن على التنصت عن فحواها لتحليل نبرتها و ذبذباتها و الحفاظ عليها في أرشيف بنك حقل المعطيات الذي يحتفظ بمكالمات أنجيلا ميركل وفرنسوا أولاند والعديد من حكام العالم ...

انهيار النظام السعودي قريب و قد يأتي في أية لحظة والمكتب الرئاسي للسيسي يشتغل على مشروع هام ومربح ستكون له اسقاطات هامة على الاقتصاد المصري ألا وهو هروب أمراء السعودية واستقبالهم بملاييرهم ورزهم المتلتل  وممتلكاتهم ليدخلوا مصر آمنين وينعشوا الاقتصاد بالوادي والدلتا والواحات و سيناء.....

الملك سلمان قد يكون آخر حاكم من سلالة آل سعود و قد يكون نجله محمد ابن سلمان لكنه احتمال ضئيل أمام اقتراب تفجر الوضع، أما ولي العهد الحالي محمد بن نايف فلا أمل له البثة  في الجلوس على عرش المهلكة ....

Assassi_64@hotmail.com


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع