حنا حنا المحامى
حين أريد أن أحمى طفلا أجرم أى اعتداء عليه. حين أريد أن أحمى زراعه أجرم أى اعتداء عليها. وحين أريد أن أحمى منزلا أجرم أى اعتداء عليه. وحين أريد أن أحمى الله أكون قد أجرمت فى حق الذات الالهيه لانها –أى الذات الالهيه- خليقه بأن تحمى نفسها. وإذا حاولت أن أسئ للدين المسيحى فإنى أعتدى على صاحب الديانه الا وهو الله القوى القادر على حماية كلمته ورسالته, وكذلك الامر إذا حاولت أن أحمى الدين الاسلامى أو أعتدى على الدين الاسلامى اعتداء مباشرا.
على ذلك إذا أردت أن أحمى الدين المسيحى فأنا أسئ إلى المسيحيه لان صاحب الديانه وصاحب الرساله هو الذى يحمى ديانته. والتاريخ يذكر أن الدين المسيحى انتشر فى جميع بقاع العالم رغم الاضطهادات البشعه بل والاجراميه التى ارتكبت فى حق الدين المسيحى والمسيحيين.
وإذا نظرنا إلى الامر بصوره معكوسه نجد أن الاسلام قد انتشر فى جميع بقاع العالم وأنه راسخ مهما حدث حتى لو تم اضطهاد الدين الاسلامى.
السبب أن صاحب الديانه الا وهو الذات العليه هو الذى يحمى كلمته. فإذا حاول الانسان أن ينتزع أختصاص الخالق فهو يسئ ألى الذات العليه أى الاله. وتطبيقا لذلك فنجد أن المسيحيين لا يعبأون ولا يجرمون أى اعتداء على ديانتهم. وهذا الامر معروف على مستوى العالم. ذلك أن صاحب الديانه وهو الذات العليه هو الذى يحمى كلمته أى ديانته.
فإذا حاول الانسان أم يحمى ديانته فهو يرتكب أمرين: الاول أنه يستضعف الذات العليه التى تحمى كلمتها وديانتها, والثانى أنه يستضعف كلمات الله فيقوم هو بحمايتها بدلا من الله. وكلا الامرين يشكل إساءه للذات الالهيه.
ولذلك أقول لاخوتى المسلمين إن الدين الاسلامى الحنيف لا يجب حمايته بالعنف أو بالبطش أو بالكراهيه أو بسفك الدم أو التعذيب ذلك أن هذا جميعه يتعارض مع صفات الله الحسنى التى منها : الحليم والغفور والقوى ... إلى أخر تلك الصفات التى تعبر عن قوة الله وعزته وقدرته فى أن يحمى كلمته.
وبهذه المناسبه أقول إن الدين المسيحى يحمى نفسه لانه دين سماوى. فإذا حاول أى إنسان فى أى دوله أن يحميه بالبطش والترويع فهو يسئ إلى المسيحيه.
وبالمثل فإن الدين الاسلامى دين سماوى وهو قادر على أن يحمى نفسه بنفسه. ذلك أن الله هو الذى يحميه. لذلك لا يجوز إطلاقا أن يوضع ذلك الدين الحنيف موضعا لا يمكن قبوله بأى حال من الاحوال.
على ذلك فإن حبس الطلبه الذين وزعوا تمرا بمناسبة شهر رمضان المبارك على الصائمين. قد عبروا بذلك عن محبتهم لاخوتهم المسلمين. لم يتهكموا, لم يذموا, لم يسيئوا ولم يرتكبوا أمرا إدا فى حق الدين الحنيف. ولكن للاسف وللاسف الشديد أن كونهم مسيحيين أرادوا أن يعبروا عن معانى الحب لاخوتهم المسلمين فيفسر هذا بأنه إساءه للاسلام. يا للعار والشنار. إن أى إنسان عاقل بل له ذره من العقل يقول إن من يسئ إلى الاسلام هو الذى ارتكب فعل القبض على هؤلاء الطلبه الذين عبروا عن احترامهم للدين الاسلامى وتقاليده وصيامه وبالاولى احترامهم لاخوتهم المسلمين.
وأيا ما كان الامر فأى إنسان عاقل يمعن النظر ويبحث فى القضيه المعروضه حاليا والتى بشأنها محبوس بعض الطلبه المسيحيين بتهمة ازدراء الدين الاسلامى.
يا للعار ... من ذا الذى يزدرى الدين الاسلامى؟ إنى أقولها بملء الفم "إنهم المسلمون". ما هو الازدراء فى التعبير عن المحبه لتقديم بعض التمر بواسطة شباب مسيحى لاخوتهم المسلمين؟ مع التمر بعض أيات من الانجيل تعبر عن محبة هؤلاء الشباب لاخوتهم المسلمين. نعم .. البادى أنهم أجرموا .. يا خبر زى بعضه ؟ محبه؟ نعم يا ساده محبه إن هؤلاء الشباب أرادوا أن يعبوا عن محبتهم لزملائهم ولعقيدة زملائهم وعبروا بكل الحب عن احترامهم لهذه العقيده. ما الجرم فى ذلك؟
ألا يشعر الاخوه المسلمون بالخزى إزاء هذا المفهوم الذى يتعارض مع أى دين على وجه الكره الارضيه؟ إذا أكرمتك تحبسنى؟ وإذا هنأتك تعاقبنى؟ وإذا أحببتك تجرمنى؟
حضرات الساده .... ألا تشعرون بالخزى لانكم تسيؤون إلى الاسلام؟ أخشى أن أقول إن الامر ليس أمر ديانه بل هى ساديه تستمتع بتعذيب الغير وإلحاق الظلم به وتتخذون من الدين سبيلا لذلك.
أخيرا وليس آخرا فإن جريمة التبشير تسئ إلى الاسلام وتفترض أنه دين لا يحمى نفسه ولا يحميه الله لا قدر الله