الأقباط متحدون - «عشماوى» وتمصير الصراع
أخر تحديث ٠٧:٢٧ | الأحد ٢٦ يوليو ٢٠١٥ | ١٩أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٣٣السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

«عشماوى» وتمصير الصراع

د.محمود خليل
د.محمود خليل

فجأة طفا اسم «هشام عشماوى» على سطح الأحداث فى مصر. بدأ الأمر بالتلميح من جانب بعض الإعلاميين عن دور ضابط الصاعقة السابق فى تنفيذ بعض العمليات الإرهابية، ثم بالتصريح عن ضلوعه المباشر فى عمليات نوعية تمت داخل سيناء، وفى العاصمة القاهرة على يد تنظيم «أنصار بيت المقدس»، ثم تحول الأمر إلى «إسهال إعلامى» عام يتناول سيرته وقصة تحوله، وتلا ذلك أول ظهور صوتى لـ«عشماوى» من خلال مقطع على اليوتيوب يحمل رسائل واضحة من جانب الضابط المفصول تؤكد تخليه عن تنظيم «داعش»، واتجاهه إلى تكوين ميليشيا جديدة باسم «المرابطين» تدين بالولاء لتنظيم «قاعدة الجهاد»، ولا تجعل الخلافة مبلغ همها، بل تحرير مصر ثم تحرير الأقصى، على حد ما حمله الفيديو المشار إليه من مضامين وتصاوير.

التحول المعلن عنه رسمياً من جانب الضابط المذكور مُلغز إلى حد كبير. ففى تقديرى أن انخلاع تنظيم «أنصار بيت المقدس» من «داعش» ليس بالأمر السهل، لأن الواقع على أرض العرب اليوم يشهد على أن «الدواعش» مصدر جيد للتمويل بالمال والسلاح والكوادر القادرة على تنفيذ ما يوكل إليها من عمليات، وميليشيا «بيت المقدس» وغيرها من الميليشيات المسلحة التى ظهرت على الساحة بعد 30 يونيو 2013 فى حاجة إلى مثل هذا الدعم لكى تنال ولو بصورة جزئية من قوات الأمن التى تقف فى مواجهتها. ولست أظن أن بمقدور تنظيم القاعدة تقديم ما يمكن أن يقدمه «داعش» لأنصار بيت المقدس، فى ضوء الضربات المتلاحقة التى تعرض لها فى مواقع عدة، كما أن هذه القاعدة كتنظيم لا يتمتع بوجود ذى قيمة فى مصر، يساعده على العمل كظهير لتنظيم «المرابطين» الذى كونه «عشماوى».

الرسالة التى يحملها الفيديو المنسوب إلى «هشام عشماوى» تقول إن الصراع خلال الفترة المقبلة سيأخذ شكلاً محلياً بدرجة أعلى، فكلام «عشماوى» يركز على واقع الصراع داخل مصر بصورة أساسية، ويحتال بواحدة من أبرز القضايا التى تتمتع بأولوية واضحة داخل الوجدان المصرى، والمتمثلة فى تحرير المسجد الأقصى. رسالة «عشماوى» تحمل ببساطة عنوان «تمصير الصراع»، ليس معنى ذلك أن ميليشيا «المرابطين» لن تستعين بحلفاء من الخارج، المؤكد أنها ستفعل، ولست أستبعد أن يكون هذا التحول جزءاً من خطة أكبر ذات أبعاد دولية، تعتمد على «تكتيكات مختلفة» غير التى شهدناها فى السابق لصراع السلطة الحالية مع الإرهاب. هذا الأمر أجد أن من الضرورى الالتفات إليه من جانب الأجهزة المنوط بها الاصطفاف فى المواجهة.

هذه الأجهزة مطالبة بأن تضع عينيها وسط رأسها خلال الأيام المقبلة، وألا تستخف بهذا التحول الذى يقوده «عشماوى»، خصوصاً أن أياماً معدودات تفصلنا عن افتتاح التفريعة الجديدة لقناة السويس، حتى لا نفاجأ بأمر يصعب التعامل معه! من المهم أيضاً التنبه إلى أن «تمصير الصراع» قد يأتى كتمهيد لجذب العديد من الأنصار الداخليين، ممن لهم خصومة أو ثأر مع السلطة الحالية، مع ما يترتب على ذلك من توسع فى حجم ونوع العمليات الإرهابية. وإذا كان الجميع يشهد للجيش المصرى بالكفاءة، فعلينا ألا ننسى أن «عشماوى» كما روت العديد من التقارير ضابط سابق بالقوات المسلحة، كان يتمتع بدرجة ملحوظة من الكفاءة خلال فترة خدمته.. الحذر واجب!.
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع