«تتوجه الجمعية بخالص الشكر للفنانة منى زكى على هذا التبرع بوقتها ومجهودها وصوتها في تصوير وتسجيل إعلانات مستشفى (بهية)، بدون أي مقابل.. مجاناً».
رسالة جمعية «رسالة» إلى الفنانة منى زكى رسالة محترمة إلى فنانة محترمة، الفنانة تبرعاً لم تتقاض مليما عن زيارتها لمستشفى «بهية» للكشف المبكر عن سرطان الثدى، أنتظر رسالة أخرى من الجمعية على نفس مستوى الشفافية تقول كم أنفقت على حملة التبرعات، وكم حصدت من نهر التبرعات، وكشف حساب بالمليم عن أوجه الإنفاق، وتعلنها على الرأى العام، هذا أكثر مصداقية، ويجلب على الجمعية تبرعات أكثر، والشفافية أهم مادة إعلانية.
جمعية «رسالة» ليست هدفاً، ولكن ثعالب الفيسبوك أشاعت مثلا أن منى زكى تقاضت 5 ملايين جنيه عن الزيارة والإعلان، والشائعات حول حسابات «رسالة» وأخواتها تقض المضاجع، والاستخدام الإعلانى المفرط من قبل الجمعيات الخيرية يولد طوفاناً من الأسئلة والشكوك.
بلى ولكن ليطمئن قلبى، نرجو إجابة شفافة من كل جمعية، كم أنفقت على حملاتها الإعلانية في رمضان، وكم تحصلت من تبرعات، يقال إن الجنيه إعلان يجلب ثلاثة في الجمعيات ذات الإنفاق الإعلانى المحدود، والجنيه بعشرة في الجمعيات ذات الكثافة الإعلانية، وهذا من قبيل المعلومات المتواترة على الألسنة الطويلة!!
الجمعيات الصغيرة قبل الكبيرة عليها واجب الإفصاح، وكما ناشدتنا التبرع واستجبنا، نناشدها الإفصاح وعليها الاستجابة، الإفصاح رقمياً أولاً، كم مليونا جمعت، وفى أي مقاصد شرعية أو مجتمعية أُنفقت، ومن يقف فوق رأس هذه الملايين، ومن يراقب مستندات صرف هذه الملايين، لماذا لا تنشر في الصحف ميزانياتها كالشركات والبنوك مثلا؟
وليُفتنا المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، هل يراجع أو راجع حسابات هذه الجمعيات؟.. وهل لدى الجهاز مستندات الصرف وأوجه التبرعات؟.. وهل حسابات هذه الجمعيات مراقبة بمراقبى حسابات؟
مهم أن نسأل الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن، هل تتبع المسارات التي تصب فيها التبرعات حتى لا تضل الطريق؟ شائعات سبقت ولاتزال تسعى كالحيات تتهم بعض هذه الجمعيات بالإخوانية، وترعى أنشطة لها علاقة بالإرهاب، وفى ظل انعدام الشفافية وعدم نشر الميزانيات تروج مثل هذه الشائعات، تضرب مصداقية حملات هذه الجمعيات في مقتل.
وما أدرانا بمن يقف وراء هذه الجمعيات، لا نضمر شراً، ولكن سؤال واجب: هل يكفى مثلا، مع كل الاحترام، ظهور شيخ أو عالم أو فنان في الإعلان لنبصم بالعشرة وهلم إلى التبرعات؟.. طبعا النجوم يجلبون التبرعات، ولكن الحسابات الشفافة وبيان أوجه الإنفاق أكثر مصداقية.
أذكركم بملعوب «الريان» زمان، الذي اصطنع صورا مع المسؤولين والدعاة ولاعبى الكرة والفنانين لإضفاء مصداقية على أكبر جريمة نهب منظم لجيوب المصريين، سلاح النجوم ينفع أولاً.. ولكن في الأخير لابد من كشف حساب شفاف.
الجمعية التي تقدم كشف حساب اليوم ستجمع التبرعات غداً، والجمعية التي تحجم فيها «إنّ».. وإن وأخواتها وإخوانها، استقيموا يرحمكم الله، وخالص الشكر والعرفان للفنانة منى زكى التي تبرعت بنجوميتها، عسى أن تتبرع «رسالة» وأخواتها بكشف حساب لوجه الله.
نقلا عن المصرى اليوم