من نجح من الوزراء؟ أستطيع أن أقول بكل موضوعية إن من بين الوزراء الذين تميزوا بنجاح فى أداء عملهم الوزارى كان فخرى عبدالنور، وزير التجارة والصناعة، وكان من بين ما نجح فيه حرفية الوزارات التى تخصص فيها، فضلاً عن إضافة لوزارة جديدة للصناعات الصغيرة والمتوسطة، وكان من الأسباب التى ساعدت فى نجاحه قدرته فى التعامل مع الأجانب وممارسته للغات الأجنبية.

وتأتى وزارة أخرى بالغة الأهمية وهى وزارة الأوقاف وتميز فضيلة الشيخ الوزير محمد مختار جمعة، وأصرت القيادة السياسية أن تهتم هذه الوزارة بالخطاب الدينى كنقطة تحول بالأزهر الشريف ووزارة الأوقاف. وكانت نقطة التميز بهذه الوزارة هى نوع من الحسم والحزم فى إدارة هذه المؤسسة.

وجاء دور وزارة أخرى كان النجاح من خطتها وهى وزارة الخارجية، الوزير سامح شكرى فهو دائم الحركة والتنقل بسرعة هائلة وممارسة المؤتمرات الصحفية مع الشخصيات الأجنبية.

وكثير من الوزراء الآخرين لم يوفقوا فى نجاحهم، وكان من حظ رئيس الوزراء أن يوفق فى سرعة الأداء وفى انتقالاته الدائمة وكأنه فى حالة تفتيش لا تتوقف وزيارات لمدن مصر وأقاليمها لا تعرف الهدوء. وكل من يتابعون حركته الدائمة يقولون دائما: «ربنا يقدره..!!».

وأسمح لنفسى أن أعلق على حالة وزير سابق ناله كثير من الاتهامات، ومع ذلك كثير من الرجال الذين لديهم جرأة الكلمة أعطوا للوزير السابق يوسف بطرس غالى كلمة حق عن قدرته فى العمل وذكائه، وأشهد الله أنه كان دائما نظيف اليد، وليته يسمع نصيحتى بالبحث عن محام يستطيع أن يترافع عنه بقدرة ليستطيع أن ينصفه ويحصل على حقه فى براءته. ولن أنسى كيف أن زوجته حتى آخر يوم فى حياتها كرست كل جهدها للعمل الخيرى. فى عطاء نادر.. اللهم عوضها بعد حياتها الجزاء وأدخلها جناته.

وهناك وزارات فنية على المستوى الاقتصادى مثل المالية والاقتصاد والاستثمار، كان النجاح فيها متوسطا، فى حين أن المطلوب فى هذه المرحلة كان التفوق والتميز. ولكن نجحت وزارة من الوزارات الاقتصادية وهى وزارة التعاون الدولى التى تديرها الوزيرة القديرة والمتميزة الدكتورة نجلاء الأهوانى والتى تتميز بالعلم الوفير وهى محل تقدير من المهندس رئيس الوزراء، وليس سراً على أحد أن رئيس الدولة استطاع أن يكتشف قدراتها، وهى من نفس جيل الدكتورة ليلى الخواجة والدكتورة سميحة فوزى التى كانت نائبة وزير التجارة، ثم عملت مدة قصيرة وزيرة للتجارة.

يأتى هنا دور وزير الداخلية مجدى عبدالغفار والذى تميز بقدراته فى الأمن الوطنى، واستطاع أن ينجح فى تغيير قيادات الداخلية، حيث جاء على يد وزير الداخلية الأسبق أحمد جمال الدين ومستشار رئيس الجمهورية والمعروف بجرأته وقت أن كان وزيرا للداخلية فى عهد الرئيس الأسبق مرسى واستطاع أن يتحدى قيادات عهد الإخوان، ومن وقتها وضع الرئيس السيسى عينه بحرص عليه حتى جاء الوقت الذى اختاره بجانبه مستشارا للشؤون الداخلية ونجح نجاحا باهرا فى تنظيم العمل والمسؤوليات وقت مؤتمر شرم الشيخ من البداية حتى النهاية.

وكان طبعه أن يعمل بصمت وهدوء ونجاح وكان من حسن حظ بلدنا أن يتميز الوزير جمال الدين بتفوقه فى الأمن الوطنى الذى يسمح بأن يكون العين التى ترى والأذن التى تسمع وحاسة الشم التى تسمح للأنف بحساسية متميزة.

ونحن فى هذه المرحلة فى احتياج لأن نتوقف أمام اختيار تفوق بقوة بشخصيته العسكرية الفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع، والذى استطاع على أرض سيناء أن يحقق نجاحا ميدانيا يستحق التقدير والتشريف كقائد تميز بقدرات استثنائية.

هذه صورة استطعنا أن نقدمها للقارئ لقيادات استطاعت أن تنجح وبتفوق، وقيادات لم يكن النجاح من نصيبها، وهذه قاعدة نصيب العمل الذى يفرض نفسه بين النجاح والسقوط.
نقلا عن المصري اليوم